في ذكرى رحيله.. تعرف على قصة حياة يونان النبي
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخامس والعشرين من شهر توت القطبي والخامس من شهر أكتوبر الميلادي، ذكرى وفاة يونان النبي.
حسب السنكسار الكنسي، كان يونان النبي من سبط زبلون، وهو أبن أمتاي، وفي أيام يربعام الثاني ملك إسرائيل الذي ملك ما بين 783-743 قبل الميلاد، ويقول عنه تقليد اليهود، إنه أبن أرملة صرفة صيدا الذي أقام إيليا النبي من الموت، وفقا لما ذكره الكتاب المقدس في سفر ملوك الأول (17-24:17)، وكلمة يونان أصلها العبري يونا، وتعني حمامة.
يقول السنكسار إن الله أمر يونان أن يمضي إلى مدينة نينوي بالعراق، وينادي أهلها ليتوبوا ويعودوا إلى الله إذ صعد شرهم إلى السماء، لكن يونان خالف أمر الله، حيث قام وهرب إلى ترشيش (مدينة تقع جنوب إسبانبا قرب جبل طارق) في سفينة فهاج البحر حتى كادت السفينة تغرق، فخاف كل من بالسفينة وطرحوا الأمتعة بالبحر، وصرخوا كل واحد إلى إلهه، أما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة، ونام نومًا عميقًا.
يذكر السنكسار أن رئيس النواتية جاء إليه وأيقظه، قائلًا: لماذا تنام قم أصرخ إلى إلهك لئلا نهلك، ثم ألقوا قُرعة ليعرفوا سبب هذه الأزمة، فوقعت على يونان النبي وعندما سألوه النواتية، أجابهم قائلا: أنا عبراني هارب من وجه الله، فقال لهم أن يلقوه في البحر ليهدأ لأنه كان يعلم أن هذه الأزمة بسبب هروبه من الله.
السنكسار يضيف: عندما القوه في المياه، توقف البحر عن النوء، وأرسل الله ليونان حوتًا فقام بابتلاعه، فكان في بطن الحوت 3 أيام و3 ليال، ثم قام يونان وصلى وهو في بطن الحوت صلاة عميقة، فأمر الله الحوت، فقذفه إلى البر، ثم كلّم الله يونان مرة أخرى، قائلا: اذهب إلى نينوي وناد بالكلام الذي كلمتك به، فأطاع يونان حديث الله، وذهب إلى مدينة نينوي، ونادى يونان بالمدينة، قائلا: 40 يومًا تنقلب المدينة، إن لم تؤمنوا بالله.. فآمن أهل نينوي بالله، وتابوا توبة حقيقية بالصوم والصلاة والتذلل، فلما رأى الله توبتهم الحقيقية رحمهم وغفر لهم خطاياهم، ثم رجع يونان بعد ذلك إلى أرض إسرائيل، ومات هناك عن عمر ناهز 100 عام.
تصوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى الآن 3 أيام مُتتالية ذكرى ليونان النبي، ويكون الصوم مصحوبًا بالصلوات والقداسات اليومية.
السنكسار، هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم مُرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
