قصائد عربية| «تملّيناك» عن أول جندي رفع علم مصر لـ صلاح عبد الصبور
نمر هذه الأيام بذكرى انتصار أكتوبر المجيد، والخالد، يوم أن استرد كل مصري وعربي، كرامته المسلوبة منه، وعادت لمصر أرضها، وزيتونها، وفيروزها، وقد كتب الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، قصيدة لأول جندي مصري رفع علم مصر على أرض سيناء.
تقول القصيدة:
تملّيناك، حين أهلَّ فوق الشاشة البيضاء،
وجهك يلثم العلما
وترفعه يداك،
لكي يحلق في مدى الشمس،
حر الوجه مقتحما
ولكن كان هذا الوجه يظهر، ثم يستخفي.
ولم ألمح سوى بسمتك الزهراء والعينين
ولم تعلن لنا الشاشة نعتا لك أو اسما
ولكن، كيف كان اسم هنالك يحتويك؟
وأنت في لحظتك العظمى
تحولت إلى معنى، كمعنى الحب، معنى الخير، معنى النور، معنى القدرة الأسمى.
تراك،
وأنت في ساح الخلود، وبين ظل الله والأملاك
تراك، وأنت تصنع آية، وتخط تاريخا
تراك، وأنت أقرب ما تكون
إلى مدى الشمس والأفلاك
تراك ذكرتني،
وذكرت أمثالي من الفانين والبسطاء
وكان عذابهم هو حب هذا العلم الهائم في الأنواء
وخوف أن يمر العمر، لم يرجع إلى وكره
وها هو عاد يخفق في مدى الأجواء
صلاح عبد الصبور الشرقاوي رائد الشعر الحديث
صلاح عبد الصبور، هو محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى، المولود في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق، بالشرقية، وهو أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية، كما يعدّ واحدًا من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، خاصة في مسرحيته "مأساة الحلاج"، له العديد من الأعمال الهامة، مثل مأساة الحلاج، وبعد أن يموت الملك، وليلى والمجنون، ودواوين أقول لكم، وأحلام الفارس القديم، وغيرها من الأعمال العامة، وتوفي صلاح عبد الصبور في 14 أغسطس 1981.