باحث أثري يكشف أهمية الجيش المصري القديم على مر العصور
باحث أثري يكشف أهمية الجيش المصري القديم على مر العصور قائلًا: وصلنا ذروة المجد.
قال الباحث الأثري أحمد عامر: إن الجيش المصري القديم مر بعدة مراحل، عكست من خلالها التحديات التي واجهتها مصر، كما عكست تطور مفهوم وحدود الأمن القومي المصري، بالإضافة لتطور نوعي للجيش منذ أن تشكل من قوات من المرتزقة بهدف صيانة الأمن في عهد الدولة القديمة، ثم تطوره إلى جيش نظامي يعتمد على تجنيد الشُبان وقت الأزمات في عهد الدولة الوسطى، وصولًا إلى ذروة المجد عندما تشكل من مقاتلين مصريين يتخذون العسكرية مهنة.
وأكمل عامر: اصطبغ أداء الجيش بالاحترافية والإتقان وتميز تسليحه بالتطور والتفوق النوعي الواضح مقارنةً بالجيوش التي واجهته، بل وعُرف بالفكر الاستراتيجي والتكتيكي العالي الذي ميز قادته من الفراعنة العظام فيما يعرف بعصر الإمبراطورية المصرية.
وأوضح عامر، أن مصر قد اُحتل جزءً منها قديمًا، من خلال أقوامًا أُطلق عليهم اسم الهكسوس، الذين أقاموا دولتهم والتي امتدت شرق الدلتا ثم مصر الوسطي حتي أسيوط، وشملت تلك الدولة عصر الأسرات الخامسة عشر والسادسة عشر ثم السابعة عشر في الشمال، أما في الجنوب فتكونت أسرة من حكام طيبة يطلق عليها الأسرة السابعة عشر، وقد اتفق العلماء علي أن الهكسوس دخلوا البلاد في عام 1710 ق.م، وأسسوا عاصمتهم اواريس وهي مدينة صان الحجر حاليًا، وأقاموا فيها معبد للإله سوتخ وهو الإله ست عام 1680 ق.م، ثم طردوا من مصر نهائيًا عام 1570 ق.م ليكونوا قد مكثوا ما بين قرن وقرن ونصف من الزمان.
وأشار الباحث الأثري إلى أن الاحتفال بالانتصارات في عهد المصريين القدماء كانت تُحكي علي جدران المعابد التي يقومون بتشييدها، حيث كانت تبرز دور الملك وشجاعته والروح التي يبثها في نفوس الجنود من خلال وجوده في الصفوف الأمامية لتشجيعهم وتحمسيهم وبث في نفوسهم الطمأنينة، كما كان هذا الجيش نظاميًا ولكنه جيش قومي يخضع لأوامر وقوانين دقيقة تفرضها الحكومة، وتكوّن الجيش المصري القديم من فرق قتالية مدربة منظمة.
واختتم عامر حديثه: كان النظام العسكري في الميدان صارمًا، ويقوم على طاعة الأوامر العسكرية لقائد الفرقة، ويتألف الجيش من قسمين هما المشاة، وراكبو العربات، والقسم الأخير أكثر ميزة من القسم الأول، ويُمنح ضباطه درجة كُتاب ملكيين، وقد وجدنا الملك في عصور الدولة الحديثة غالبًا يذهب بنفسه علي رأس جيش في حملاته، بالإضافة إلي أنه كان القائد الأعلى للجيش والقائد النظري للمعارك، بينما القواد يقومون بالقيادة نيابة عنه، وهم من حملوا لقب أمير الجيش.