الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الروائية مي التلمساني: أتطلع لمشروع بيت يحمل اسم العائلة.. ومصر تعاني انحدار قيمة العمل الفني |حوار

الروائية مي التلمساني
أخبار
الروائية مي التلمساني
الأحد 03/أكتوبر/2021 - 10:12 ص

لعبت عائلة التلسماني دورا كبيرا في تكوينها الفني، فهي ابنة لمخرج تسجيلي ومدرسة للغة العربية، فأصبحت مُحبة لمختلف أنواع الفنون وأيضًا النحو والإعراب، ليصير الفن جزءا من حياتها بل هو الأساس الذي تمحور حوله كل الاهتمامات الأخرى.

مي التلمساني، روائية ومترجمة وأكاديمية وناقدة سينمائية مصرية، تُقيم في كندا من 23 عامًا، ألفت مجموعات عديدة من الكتب، وتعمل أستاذة جامعية في إحدى الجامعات الكندية، تتحدث إلى القاهرة 24 حول آخر أعمالها التي شاركت بها في مهرجان الإسكندرية السنيمائي لدول البحر المتوسط، وتأليفها لكتاب تكريم طارق التلمساني تحت عنوان «أضواء وظلال»، بالإضافة إلى رأيها حول الأعمال الفنية في مصر مؤخرًا.. وإلى نص الحوار

حدثيني عن دورك في تأليف كتاب أضواء وظلال لطارق التلمساني ضمن كتب تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط؟

الدورة الـ 37 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط  كانت هامة، نظرًا لأنها مُهداة لـ علي بدرخان وهو من أهم السينمائيين بمصر، وكنت سعيدة بطلب إدارة المهرجان بأن أكون صاحبة تأليف كتاب تكريم مدير التصوير طارق التلمساني، والذي جاء تحت عنوان «أضواء وظلال»، فهو رائد من رواد السينما في مصر، وأحد مؤسسي المدرسة الواقعية، وهو بالأصل فنان تشكيلي قبل أن يكون بمجال السنيما.

كتاب أضواء وظلال يحتوي على مقدمة لها علاقة بتاريخ  عائلة التلمساني، باعتبارها من عائلات الفن، حيث إن حسن التلمساني والد طارق التلمساني كان مدير تصوير وأسس مع والدي شركة أفلام تسجيلية كانت من رواد السنيما التسجيلية بمصر، بالإضافة إلى الأفلام التي أرادوا إنتاج تصويرها وكانت تتحدث عن الحضارة الإسلامية والقبطية.

ويحتوي الكتاب على عدة فصول، ويأتي أول فصل حول عائلة التلمساني، والثاني حول دراسته الممثل ومدير التصوير طارق التلمساني بروسيا، وفصلين آخرين حول عمله بالتصوير والسينما المصرية، كما أن الكتاب يتضمن حواري معه بصفتي أحد أقاربه، وهو ما أدلى فيه ببعض الأسرار حول ملامح من شخصيته وحياته العائلية.

الكتاب يتطرق أيضًا إلى الفيلم الذي قام مدير التصوير طارق التلمساني بإخراجه وهو ضحك ولعب وجد وحب، حيث يتضمن الحديث عن هذا الفيلم حول ظروف عمل الفيلم، فضلًا عن احتواء الكتاب على ما يقرب من 40 أو 50 صورة من أفلام طارق التلمساني وحياته.

من وجهة نظرك ما الفئة المُستفيدة من الكتاب وستهتم بقراءته؟

الكتاب سيفيد جميع المهتمين بالمجال السينمائي لاهتمامهم بمعرفة جماليات الصورة وتركيبها، وهو ما سيضيفه كتاب أضواء ظلال للأجيال الجديدة المهتمة بالسينما والطلاب المتخصصين بمعاهد السينما ليستمتعوا بها.

ولذلك قررت إعادة نشر كتاب «أضواء وظلال»، من خلال دار نشر ولكن بعد تكبيره ليُغطي بعض من الجوانب الأخرى التي لم يتم في نسخة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، نظرًا لاقتصار توزيع كتب التكريم في كل المهرجانات على رواد المهرجان فقط أثناء أيام المهرجان.

ما الذي تتطلعين إلى عمله على المدى الطويل فيما يخص عائلة التلمساني؟

أتطلع خلال الفترة القادمة لعمل مشروع بيت التلمساني، وسيكون عبارة عن مجموعة من الكتب الخاصة بأفراد عائلة التلمساني، حيث تضم أعمالا عن حسن التلمساني، عبد القادر التلسماني وكامل التلمساني، وهم الإخوة الثلاثة الكبار، وأيضًا كتاب حول أعمالي، والهدف منه هو تغطية كل إنجازات عائلة التلمساني ومن ضمنهم الراحل خالد التلسماني، بهدف ضم تراث العائلة وإبراز دورها في التأثير في الثقافة المصرية.

كما أنني اتطلع لعمل موقع لكتاب أضواء وظلال الذي ألفته لتكريم مدير التصوير والممثل المصري طارق التلمساني، وتم نشره في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، ليساعد على تلبية احتياجات مختلف الأذواق ممن يريد اقتناء الكتاب أو مشاهدة الموقع.

هناك أقاويل حول تراجع القراءة من قبل الجمهور وانحدار المستوى الثقافي.. ما رأيك في هذا؟

هناك تصورات خاطئة حول طلب القراءة من قبل الجمهور، والحقيقة هو أن سوق الكتاب كبير، وهناك أسماء لامعة من الكتاب، وعلى الجانب الآخر هناك تجاور لطلبات الجماهير فمنهم من يحب اقتناء الكتاب، ومنهم من يحب شراءه أونلاين، وآخرين يعتمدون على القرصنة.

وأرى أن الجيل الحالي عنده رغبة في التعلم والتعرف على النماذج الجديدة، ولكن الاختلاف دومًا حول صياغة الكتاب، حيث الوصيف في كيفية إتاحة المادة للقراء، فمن الجمهور من يحبه بشكل أون لاين، ومنهم يفضلون اقتناء الكتب في مكتبة خاصة بالبيت، ولكن الهدف دومًا واحد وهو القراءة والحفاظ عليها، وهو ما أقوم بمحاربته دومًا بأن تكون المادة التعليمية متاحة بشكل مجاني للجميع مثل اليوتيوب.


كيف تتم الموازنة بين عملك كأستاذة جامعية وروائية مهتمة بكل ما له علاقة بالفنون؟

أعمل  كأستاذة جامعية في إحدى الجامعات الكندية كلية الإعلام قسم السنيما، وهذا المجال مرتبط ويصب في الفن بصفة عامة، فكل اهتماماتي في مجال الفن والسينما والموسيقى  جاء بتأثير من الأسرة، لأنني تعلمت من سن خمس سنوات مشاهدة الأفلام الأجنبي والعربي، حضور حفلات لموسيقى كلاسيكية، زيارة متاحف ومعارض، كما أن والدي ووالدتي كان لهم دور كبير في تشجيعي لتنمية هوايتي، وحينما جاء موعد اختياري اخترت أن يكون عملي مرتبطا بنفس اهتماماتي، ولذلك لا يوجد فصل بين عملي وهوايتي.

كيف تنظرين إلى الأعمال الفنية التي يتم إنتاجها بمصر في الوقت الحالي؟

أرى أن هناك محاولات جادة في مجال السينما والأدب والفن التشكيلي والموسيقى، وهناك محاولات أخرى تافهة وغير جادة والزمن سينساها على المدى البعيد، وهو التوازن الطبيعي بين أشخاص تصنع طفرة في الأعمال التي تقدمها، وأشخاص آخرين تأخذها من المنطلق التجاري، والفارق الوحيد بين مصر والعالم الخارجي هو أن مصر دولة لا تدعم الفنون والآداب والسينما بل ممكن توضع العراقيل في طريق الفنانين.

ومن ناحية أخرى، من يستطيع الخروج عن النص ويحصد الجوائز العالمية ويتم تكريمه بالخارج فهم مصدر فخر لنا، فمن الجميل أن نرى نفسنا جزءا من العالم ولسنا منفصلين عنه، ولدينا نماذج مجتهدة ولكن الوضع الثقافي بصفة عامة يعاني من مشكلات ضخمة وانحدار باستثناء بعض الأعمال.


من وجهة نظرك ما هو سبب الانحدار الذي تُعاني منه الأعمال الفنية في مصر حاليًا؟

مصر لديها انحدار في قيمة العمل نفسه، حيث يتم إنتاج نفس الوصفات السنيمائية السابقة، فهناك تشابه للأفلام التي تقدم مع غيرها في وقت سابق، وبجودة منخفضة، مما ينتج عنه فن لا يقدم قيمة حقيقية في الإنتاج، بل هناك استسهال في تقديم المحتوى والهدف هو اللقطة.

الفن السائد في الوقت الحالي يربي الذوق للمجتمع، مما جعل المجتمع يتقبل كل الأعمال التي لا قيمة لها، فهناك استسهال ونمطية زائدة وعدم وجود روح للمنافسة على العالمية، ومن وجهة نظري أرى أن فترة الخمسينيات والستينيات كانت من أفضل العصور التي قدمت سينما وأدبا وفنا تشكيليا، حيث وصلت مصر إلى القمة، ولدي أمل بأننا سنتجاوز هذا الانحدار ونصل إلى منطقة أفضل، وأنه وبالرغم من هذه الانحدار إلا أن هناك أفرادا ممتازين في كل مجالات الفنون ويقومون بتنوير اسم مصر بالخارج، فهم لديهم إيمان وأهداف قوية بالإضافة إلى الصبر.

الجمهور عاوز كده.. جملة تبرر كل ما يتم إنتاجه في مصر من أعمال فنية، ما رأيك؟

هذا حق يراد به باطل، ومنذ تاريخ الثقافة المصرية الحديثة من بداية القرن الـ 20، نسمع نفس العبارات من أن السينما تُقدم للجمهور ما يريده، والحقيقة هي أن المنظومة الثقافية في أي دولة بالعالم يقوم عليها أقلية قليلة من الناس، مصر بها 100 مليون مصري وقلة قليلة منهم يقدمون فنا، ولذلك لا يجب أن يقولوا إن سبب الإنتاج الضعيف من بعضهم بسب رغبة الجمهور، لا بد من إنتاج الفن القوي والمؤثر ومن ثم نقرر إذا أحبه الجمهور أم لا، للأسف ندعي دومًا أن الأزمة في ذوقيات الجمهور.

أرى أن الجمهور لديه رغبة في التعلم وحينما نقدم لهم منتجا محترما يستقبلونه بحب وتقدير، المسئولية دومًا تقع على النخبة الثقافية وهم القلة القليلة التي يجب أن تحترم الفن لأقصى جهد ممكن، فإذا كانت تلك النخبة واعية بدورها وتحترم كلمة الفن ستستطيع إضافة البصمة وحدوث التغيير.

كيف يمكننا تطوير الفن بمختلف أنواعه لنصل به للعالمية بنسبة أكبر؟

أولًا لا بد أن تقوم مصر بتعليم الفن، فمصر تقوم بتعليم الفنون بصفة عامة بشكل سطحي جدًا، ولذلك المنظومة التعليمية للفنون تحتاج إلى إعادة نظر فيما يخص مجالات الفن، من حيث الرقابة على المنتجين وتربية ذائقة الجمهور ومستوى تعليم الفنون.
مصر لا يجب أن تتحكم في ذائقة الجمهور وتفرض عليه سماع نخبة معينة والتعلق بها وتكاد تكون تلك النخبة ليست الأفضل على المستوى العام، فالجمهور ثابت على مستوى معين لا يرتقي به وهذا نتيجة التحكم في سماع وذوقيات الجمهور، فلا مانع  من تفضيل الجمهور لمختلف أنواع الفنون ومن ضمنها المهرجانات، وهي صادقة بالنسبة لهم، مصر تمارس سلطة على ذائقة الجمهور من عدم إعطائهم الحرية في اختيار الفن الذي يحبونه.

كيف تؤثر الأسرة في تكوين الحس الفني لدى أبنائها مثلما أثرت عائلتك فيكِ؟

أنا بعتبر نفسي محظوظة، أتولدت في عائلة فنية، حيث والدي مخرج ووالدتي مدرسة لغة عربية، ولذلك أحترم أيضًا النحو والإعراب، لدي قناعات معينة تكونت نتيجة نشأتي، ولكن ليست كل الأسر العربية تمتلك نفس النشأة، ولذلك أنصح الأسر أن تطلق الحرية الكاملة لأولادهم، الابن إذا ظهرت عليه أعراض الفن مش ضروري نمنعه، بل نترك له جمال التجربة وعدم ممارسة الإجبار، والأسر لو مش هتقدر تساعد أتمنى أنها متمنعش الابن أو البنت من ممارسة العمل الفني لأن منع الموهبة يؤثر في المجتمع ككل، لأن المجتمع يحتاج إلى الفن والأدل مثلما يحتاج إلى الأطباء والمهندسين.

أيٌ من الأفلام المصرية التي تفضلين مشاهدتها من الوقت إلى الآخر بالغربة؟

بفتح طول الوقت يوتيوب، ومن خلاله بتفرج على كل الأفلام وخاصة أفلام الأبيض وأسود من الأربعينيات حتى السبعينيات، نظرًا لأنها الفترة المفضلة عندي، وبحاول دومًا البحث عن الأفلام التي لم أُشاهدها من قبل في تلك الفترة، وكان منها أفلام تجارية وخفيفة لكنها ذات إنتاج استهدف مواجهة العصور المختلفة التي يستطيع الجمهور مشاهدتها في عام 2021 وهي من إنتاج الأربعينيات.

من هم  الكتاب الذين تُفضل مي التلمساني قراءة أعمالهم؟

حاليُا انتهيت من كتاب للكاتب عز الدين شكري، وبحب أقرأ وياسر عبداللطيف، ومؤخرًا قرأت لنورا ناجي واستمعت بأعمالها للغاية، فضلًا عن الكاتب محمد ربيع، وأحمد عبداللطيف، ومن الأجيال الأقدم بفضل أقرأ لمحمد المنسي قنديل، عزت القمحاوي، ومحمود الورداني، ولا أنسى أبدأ لطيفة الزيات ورضوى عاشور.


خلال رحتلك الطويلة مع الفن.. كيف نقلتِ التجربة والرحلة الفنية لأولادك؟

أولادي نشأوا على أن الفن والأدب والموسيقى هم جزء من الحياة، تأثري أنا وزوجي بمشاهدة الأفلام انتقل لهم وأحبوا مشاهدتها وأيضًا أحبوا أن يكون لهم مكتبة خاصة، فأنا لم أمارس الرقابة عليهم في يوم من الأيام، وقمنا بتشجيعهم على الخروجات في أيام الإجازات للمعارض، المتاحف وسماع الموسيقى، بالإضافة إلى الذهاب للنوادي والألعاب الترفيهية.

 أولادي تربوا على أن كل شيء متاح من الفن والأدب، ومن ثم اختار كل منهما ذوقه الخاص، والذي كان أيضًا لها علاقة بالفن والأدب، حرصت أيضًا على أن تكون كل رحلاتنا إلى مصر تضمن رحلات ثقافية حيث القلعة، مصر القديمة، الأهرامات، مصر القبطية والمتاحف، فضلًا عن الأحياء الشعبية والسينمات في المولات.

تابع مواقعنا