طور التعليم الأزهري وساند عودة الخلافة
تولى في مثل هذا اليوم، الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي، منصب مشيخة الأزهر الشريف، وذلك في 1 أكتوبر عام 1917، وظل في المنصب حتى عام 1927، حقق فيهم الكثير من التطويرات في الأزهر الشريف.
ولد الإمام أبو الفضل الجيزاوي، في عام 1874، في وراق الخضر، مركز إمبامبة، محافظة الجيزة، تلقى تعليمه في البداية في كتاب لتحفيظ القرآن الكريم، والتحق بعده بالأزهر الشريف، تتلمذ على يد كبار علماء الأزهر، ودرس القراءات، والفقه المالكي ودرس العربية والأصول والتفسير والحديث والمنطق، وكان من مشايخه في الأزهر الشيخ المرصفي، ومحمد عليش، وعلي مرزوق، والأنبابي، وغيرهم.
بدأ التدريس في الأزهر بناء على ترشيح الشيخ الأنبابي له، وأول ما قرأه على التلاميذ كان شرح الشيخ خالد الأزهري في النحو على الآجرومية، قرأ كتب الفقه والأصول والمنطق، وحظى الشيخ أبو الفضل وقتها بالقبول لدى طلاب الأزهر، فكان عموده دائمًا ما يكون مزدحمًا بالطلاب، وصار أشهر شيوخ الرواق، فكان كل من يتخرج على يديه، ينال تقدير من حوله.
في عام 1895عُيّن الإمام أبو الفضل الجيزاوي، عضوًا في إدارة الأزهر، أيام مشيخة الإمام سليم البشري، واستقال بعد ذلك، لكنه عاد وعين مرة أخرى عام 1906، وفي 1908، عين وكيلا للأزهر، وفي عام 1917، تولى الإمام أبو الفضل مشيخة الأزهر.
مرت مصر بالكثير من الأحداث في فترة تولي الشيخ أبو الفضل لمشيخة الأزهر، ومن أهمها ثورة 1919، التي شارك بها الأزهر، وكان له دورٌ هام في مقاومة الاعتداء الخارجي، وسقوط الخلافة العثمانية، وعقد مؤتمرات البحث عن خلافة جديدة تجمع المسلمين تحت رايتها، وكان رئيس تلك المؤتمرات في مصر الشيخ أبو الفضل محمد الجيزاوي.
قرارات المؤتمر العام للخلافة وثورة الجيزاوي في التعليم الأزهري.
ترأس الشيخ أبو الفضل المؤتمر الإسلامي العام للخلافة بمصر عام 1926، ومما ورد في القرار النهائي الذي أصدره هذا المؤتمر، واعتمده الشيخ الجيزاوي: “أن إيجاد الخلافة الإسلامية الشرعية ممكن، فيجب على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تهيئة الأسباب لها، ووسائلها، وإعداد ما يلزم، من عدة ويرى المؤتمر أنه يجب أن يراعى في تحقيقها الوجه الذي لا يفرق جماعة المسلمين، ولا يثير الخلاف بينهم، ولذلك يقرر أنه لا بد لذلك من تمثيل جميع الشعوب الإسلامية، تمثيلًا تامًا، في اجتماع بالقاهرة، يحضره مندوبو الأقطار الإسلامية، ليتشاوروا فيما يجب عمله، لإيجاد خلافة مستجمعة للشروط".
أحدث الشيخ أبو الفضل الجيزاوي، ثورة في إصلاح التعليم الأزهري، مما فعله خلال توليه المشيخة، إنقاص مراحل التعليم الأزهري، فجعل كل مرحلة تعليمية 4 سنوات، إنشاء قسم التخصص، يلتحق به الطلاب بعد نيل الشهادة العالمية، عمل أيضا على إضافة المواد الرياضية، مثل مدارس التعليم المدني، ولم يكتف بالتعليم الديني فقط.
ظل الشيخ الجيزاوي شيخًا للأزهر منذ عام 1917، حتى وفاته في 3 العام 1927.