في ذكرى استشهادهما.. من القديس كيبريانوس والقديسة يوستينة؟
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الحادي والعشرين من شهر توت القبطي والأول من شهر أكتوبر الميلادي ذكرى استشهاد القديس كيبريانوس والقديسة يوستينة.
وحسب السنكسار القبطي كان القديس كيبريانوس كافرا وساحرا، تعلم السحر ببلاد المغرب حتى فاق في أترابه، وحمله الغرور وذهب إلى أنطاكية ليتحدى من فيها من السحرة ويتعالى عليهم، وعندما وصل أنطاكية شاع ذكره وبلغ مسامع شاب من أولاد أكابرها كان قد هوى شابة مسيحية عذراء تدعى يوستينة كان قد رآها إثناء ذهابها إلى البيعة، فالتهب قلبه بحبها ولكنه لم يبلغ منها مأربه لا بالمال ولا بالتهديد ولا بالسحر، فقصد ذلك الساحر وشكا له حاله لعله يستميل قلب يوستينة إليه ويبلغ منها مراده.
ويذكر السنكسار أن كبريانوس وعد هذا الشاب ببلوغ أمله، ثم استعمل كل أساليب سحره فلم يفلح، لأنه كلما أرسل إليها قوة من الشياطين يجدونها تصلين فيعودون بالخيبة، ولما عجز، دعا الشياطين وقال لهم: إن لم تحضروا إلى يوستينة سأعتنق المسيحية.
وعندما فشل سحره في إقناع يوستينة بالذهاب إليه وترك المسيحية، قام لوقته وأحرق كتب السحر، وتعمد من بطريرك إنطاكية الذي ألبسه زي الرهبنة، وبعد ذلك رسمه شماسا فقسًا، وبعد ازدهاره في الفضيلة وفي علوم البيعة جعلوه أسقفا على قرطاجنة سنة 351 ميلاديًا، وأخذ القديسة يوستينة وأقامها رئيسة على دير للراهبات هناك.
ويقول السنكسار إنه عندما اجمتع المجمع المقدس بقرطاجنة كان هذا القديس أحد الحاضرين فيه، ولما علم بهذا الملك داقيوس استحضره هو والقديسة يوستينة وطلب منهما التبخير للأصنام، ولما لم يطيعاه عاقبهما عقوبات كثيرة حتى ضرب عنقيهما بحد السيف فاستشهدا.
يذكر أن السنكسار هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.