أعلام الأدب.. البحتري أبرز شعراء الدولة العباسية
البحتري، أحد أكبر شعراء الدولة العباسية في القرن الثالث الهجري، واسمه الحقيقي هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أما البحتري فهو وصف له يعني قصير القامة، وفيما يلي أهم المعلومات عنه.
ولد البحتري في منبج في سوريا، ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره، انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره.
اتصل البحتري بالخلفاء في عصره مثل المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش.
كتب البحتري في أغراض شعرية متنوعة مثل المديح والرثاء والهجاء والفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل.
التزم البحتري بعمود الشعر واتباعه نهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه.
أعجب كبار الأدباء والمفكرين بشعر البحتري فقال أبو تمام له أنت أمير الشعر بعدي، ووصفه المبرد أنه شاعر دهره، ونسيج وحده.
ومن أشعار البحتري في الغزل يقول:
سَلامُ اللهِ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ عليكَ، وَمَنْ يُبَلِّغ لي سَلامي؟
لقد غادَرْتَ فِي جسدي سَقَامًا بِمَا في مُقْلَتَيْكَ مِن السَّقام
وذكَّرَنِيكَ حُسْنُ الوَرْدِ لَمّا أَتَي وَ لَذيذُ مَشروبِ المُدام
لَئِن قَلَّ التَواصُلُ أَوْ تَمَادَي بِنَا الهِجرانُ عامًا بَعْدَ عامِ
أَأَتَّخِذُ العِراقَ هويً ودارًا ومَن أَهواهُ في أَرضِ الشآم؟
عاد البحتري إلى مسقط رأسه في مبنج بعدما قتل المتوكل ووزيره الشاعر والأديب الفتح بن خاقان فآثر البحتري الابتعاد عن الخلفاء والوزراء والعودة إلى منبج ومات فيها عام 897م - 280 هـ.
