كارافاجيو.. قُدم للمحاكمة 11 مرة وقتل رجلا بسبب مباراة تنس
كارافاجيو، أو ميكلانجلو ميريسي، الرسام الإيطالي الشهير، المثير الجدل، صنف كأحد أهم الرسامين الإيطاليين في جيله، كما تميزت أعماله بالواقعية الإنسانية، والعاطفية، ويرجع للوحاته فضل كبير وتأثير واضح على رسامي العصر الباروكي، ولد كارافاجيو في 29 سبتمبر من العام 1571.
تميزت لوحات كارافاجيو بتصوير الشوارع الحقيقية، بظلامها، وأتربة الطرقات، في روما ونابولي، كما أتت أعماله معتمده على توظيف الظل، مثل لوحته التي تصور امرأة ترضع السجين، أو الرجل الذي يحمل جثة، تجد أقدام الجثة الشاحبة، من خلال ضوء خافت، تبرز من تحت كفنها، أو الرجل الجائع خلف ظلام قضبان السجن، كتعبير واقعي حزين في وقت الطاعون الذي ضرب أنحاء أوروبا.
جاءت لوحاته واقعية بشكل كبير، فكان لا يترك التفاصيل مهما بلغت ثانويتها، أو عدم أهميتها للعمل، وأحب دائمًًُا أن تأتي لوحاته بنوع من أنواع الدراما، مستخدمًا في هذا براعته في رسم الضوء والظلال، ليشعر المشاهد أنه أمام إحدى المشاهد المسرحية.
أقبلت الكثير من الأسر الغنية على شراء لوحاته، ودفع الأموال الكثيرة له من أجل أن يرسم لهم بعض الأعمال، وصارت طريقته في الرسم خلال عصره وبعد ذلك، النموذج الذي جذب الفنانين ليقلدوه، ويحاكوا أساليبه، رسم كارافاجيو طوال حياته نحو 80 عملا، واشتهر له، المهد مع القديس فرنسيس، الطريق إلى دمشق، وإنكار القديس بطرس، وقبر المسيح، وصلب القديس بطرس، والصبي الذي يحمل سلة الفاكهة، وأعمال الرحمة السبع، وقطع رأس يوحنا.
كارافاجيو المتباهي يواجه الإعدام
وإلى جانب فنه الرفيع، كان كارافاجيو كثير التباهي، والبذخ، فكان يرسم لمدة أسبوعين، متصلين، ثم يظل شهرًا بعدها حاملًا سيفه إلى جنبه، مرتديًا أفضل ثياب، ويتردد على الملاهي الليلية، وكثيرًا ما ينخرط في أعمال قتالية، قدم في الأعوام الأولى من القرن السابع عشر إلى المحاكمة، 11 مرة، بسبب أعماله العدائية، إلى أن اضطر للهرب بعيدًا من روما، بعدما قتل رجلًا خلل إحدى مشاجراته الكثيرة بالسيف.
وكان سبب قتله لـ رانوتشيو، خلافًا حول مباراة تنس، وبعد هربه حكم عليه بالإعدام، وفي تلك الفترات كان قد أنهى بحلول عام 1607، رسم لوحات الرحمة السبع، طلب العفو من الحكم، وأثناء العودة إلى روما من اجل هذا، توفي كارافاجيو في عام 1610، بسبب الحمى، وكان وعمره وقتها 38 سنة.