صبري فواز: يحق لأى دولة التدخل لخدمة توجهاتها.. ولو كانت أزمة الدراما فى تخفيض الأجور “موافقين”
- تلقيت عرضًا بتقديم “عرابي الديب” في مسلسل لكن رفضت لأنني أخشى التنميط.
- هناك حالة “لخبطة” وعدم انتظام في المهنة وقادمين على موسم رمضاني “غامض”.
- تقليص عدد الإنتاج خطر كبير على الصناعة.
- هُناك حالة تنمر بـ “الفنانين”.
“دُكانه ماليان شخصيات”، مهموم دائمًا بتصنيعها وحياكتها يدويًا وتقديمها للجمهور، لا يعترف بـ”المكن الحديث” الذي من المُمكن أن يُنتج لك الكثير في وقت قليل، لأنه يعلم جيدًا أن هذا لا يُطلق عليه سوى “سلق بيض”، وفي فن التمثيل يُقال، “إن امتلاك الممثل لطاقة خلاقة قادرة على تفهم الدور، هو ما يجعل الممثل متمكنا”، لذلك يُعاني كثيرًا في فترة التحضير ويترك يده عِند أول “أكشن” ثم يدع الشخصية التي يلعبها تتصرف كما تشاء.
من الصعب جدًا أن تجد شخصية لعبها مرتين، ومن المُستحيل أن تشعر بأن شخصياته التي قدمها على مدار حياته تتشابه إحداها مع الأخرى، لذلك دفع الفنان صبري فواز ضريبة على كُل هذا وهي ضريبة تأخر الشهرة في الشارع لكنه كان يعلم جيدًا أنه على السُلم الصحيح للوصول لقلوب الجماهير، وعقول صناع الفن “الجواهرجية” الذين يبحثون عن المعادن النفيسة التي قل وجودها في الوقت الحالي.
لم يبخل علينا النجم الكبير صبري فواز وحل ضيفًا على “القاهرة 24″، في ندوة حوارية تخللها تكريمه عن مُجمل ما قدمه في 2018 سواء في الدراما أو السينما، وكان لنا معه هذا الحوار.
في البداية.. كيف يستطيع صبري فواز تقديم أكثر من شخصية في وقت واحد والثلاث شخصيات مُختلفين؟ مثلما قدمت في رمضان 2018؟
منذ بدايتي التمثيل دائمًا ما أحرص على هذا الأمر وأراعي أن لا تكون شخصياتي مُشابهه لبعضها، لأننا في الحياة الطبيعية لا يوجد بيننا شخص يُشبه الأخر، ودائمًا ما أعتبر نفسي “مشخصاتي” أصنع شخصيات وأقدمها للجمهور، بالطبع هُناك مجهود ضخم وأستهلاك للجهاز العصبي والذهني، لكنه مُمتع.
العمل على تحضير الشخصيات بهذه الطريقة مُرهق كما قلت.. احك لنا عن أصعب موقف؟
في 2015 كنت أقدم “محروس” في بين السرايات و”الضوي” في العهد، ولمن تابع العملين سيجد أن شخصية محروس في بين السرايات شخصية منطوقة ومكسورة وضعيفة أغلب الوقت، في حين “الضوي” في العهد شخص سلطوي وجبروت رهيب، فلك أن تتخيل أن تنتقل بين الشخصيتين، وإذا أضفت إليهم حياتك الشخصية ستجد كمية إرهاق وجهد ضخم.
قدمت شخصيات كثيرة تعلق بها الجمهور.. على سبيل المثال شخصية “عرابي الديب” لماذا لم يتم استغلالها في عمل منفصل؟
تلقيت عرضًا بالفعل بتقديم شخصية عرابي الديب في مسلسل أقوم ببطولته ولكني رفضت، وذلك لرفضي الدائم لفكرة “التنميط”، وأحب دائمًا أن يقابلني الجمهور ويخبرني أنه يتفاجئ بأنني قدمت بليغ حمدي وقدمت عرابي الديب على سبيل المثال، ودائمًا أبتعد فكرة أن يحصرني الجمهور في منطقة واحدة.
كيف استطعت أن تُقدم الشيخ أسامة بن لادن في أبو عمر المصري؟
في الرواية الأصلية وفي السيناريو كُتبت الشخصية على الورق “الشيخ” فقط، لكني لم أراها سوى “أسامة بن لادن” ولذلك جلست شهر كامل ادرسه، وشاهدت فيديوهات كثيرة له إلى أن وصلت لبعض النقاط في شخصيته وشكله الجسدي، بجانب مفهومي الشخصي له وأنه ضمن مؤامرة عالمية، وللعلم أنا لم أقم بماكياج للشخصية مُجرد الذقن فقط.
كيف شاهدت شخصية “عماد” التى قدمتها فى رحيم؟
عماد شخصية صعبة، لذلك جلست أقرأ السيناريو لأجد جُملة واحدة تُعطيني مُفتاح لأبدأ من خلالها شخصية “عماد” في رحيم، إلى أن وجدت مشهد أول ظهور له حينما جاءوا عمال المصنع يُخبروه بأن عامل قد أصيب في المصنع وقطعت يده فسألهم أول سؤال “بعقد ولا مُعين” فأخبروه بعقد فقال “الحمد لله أدوله تعويض ومشوه”، من هذا المشهد بدأت من يتصرف هذا التصرف شخص غير طبيعي وسايكو وغير سوي.
من هو قدوتك ونجمك المصري المُفضل؟
دائمًا ما أجد خط واحد يربط ما بين نجيب الريحاني ومحمود المليجي وأحمد زكي، نجيب الريحاني قدم من مائة عام ما نقدمه نحن اليوم، وأجاد التمثيل الحديث في وقت كان التمثيل فيه يتخذ حالة “المسرح” -الأفورة- وتجد تمثيلة سهل وبسيط، محمود المليجي وأحمد زكي لن تستطيع أن تجد له شخصية مُكررة، وأحمد زكي كان لديه القدرة على الوصول للمشاعر من أقرب سكه، بجانب وفي التاريخ هُناك نجوم ظلموا مثل الفنان عدلي كاسب الذي تجده دائمًا متنوع ومتجدد.
أثناء تكريمك في مهرجان الأفضل الجمعة الماضية قلت كلمة واحدة “يارب نفضل ننتج ونبي؟”.. ماذا كُنت تقصد؟
أشعر أن هُناك “لغبطة” وعدم انتظام وانضباط في المهنة بجانب أننا مُقبلين على موسم درامي غامض إنتاجيًا وضعيف فنيًا ولا نجد عمل ننتظره في الموسم المقبل، وليس كما يُشاع بأن دخول جهة ما في الإنتاج هو ما تسبب في هذا المشهد لأن دخول جهات جديدة في الإنتاج هو خير للمهنة، لكن هُناك عدم دراية وعدم تخطيط وعدم دراسة لهذه الخطوة.
ما رأيك في تقليص عدد الإنتاج الدرامي في رمضان؟
تقلص في الإنتاج الدرامي خطر كبير لأن الصناعة بها قاعدة عمالية وفنية وقوى بشرية كبيرة ومؤسسات ومكاتب وأموال كثيرة وأجهزة واستوديوهات وعلاقات اقتصادية بالخارج وضرائب للدولة، وإن كان التدخل لتصحيح أوضاع الأجور المبالغ فيها من المفترض أن يتم بعيدًا عن المساس بالصناعة نفسها.
وما رأيك في تخفيض أجور النجوم؟
إن كان الأمر في ضبط الأجور جميعنا نقول “حاضر”، من أكبر نجم لأصغر نجم نوافق دائمًا على تخفيض الأجور ويحدث كثيرًا، وإن كان الأمر في مسألة ضبط الأجور أخبرنا بهذا ومن يرفض تخفيض أجره لا يعمل.
ما رأيك في فكرة تدخل الدولة في الإنتاج؟
يحق للدولة التدخل في العملية الدرامية والدفع بأعمالها طالما ذلك يخدم توجهاتها وهذا أمر طبيعي فنحن نعيش على الأرض لسنا في الجنة ويحدث في كل العالم، لكن في المقابل تدفع الدولة بعمل أو عملين بجانب أعمال أخرى بجانبها تحتوي على قيمة فنية وجيدين على المستوى الفني، وإن كانت الدولة تُريد تقديم أعمال لابُد ايضًا أن يكون هُناك مقياس جيد وفني بالمستوى الأول، ولا أعتقد أن هذا يحدث.
هل تُعاني السينما المصرية من أزمات في الفترة الحالية؟
السينما لا تُعاني من أي أزمات، ورجوعًا لأصول المهنة السينما المصرية لا زالت تقدم أعمال كثيرة، ودائمًا ما تأتي هذه الأفلام بمكاسبها، وشاهدنا أرقامًا كبيرة الفترة الماضية وصلت للـ 60 مليون، بجانب تواجدنا في المهرجانات العالمية وهذا دليل على أن السينما المصرية مُستقرة.
ما رأيك في فكرة منع حمو بيكا من الغناء؟
أذكر لك أحد المواقف للمحلن الكبير بليغ حمدي أعظم ملحني التاريخ حينما استضافته إحدى القنوات وسألته عن رأيه في غناء الشباب، أجابها “سبيهم يغنوا النهاردة بيغنوا غلط بكرة يغنوا صح بس ميسكتوش”، أنا أؤمن دائمًا بمبدأ “بمبدأ دعه يعمل دعه يمر”، وهناك أذواق وهناك الكثيرون يستمعون لحمو بيكا، وأخطر ما حدث في مصر هو أن “الآخر” انتفى من داخلنا.
ما رأيك في منع البعض من العمل أو الفن بمبدأ “الذوق العام”؟
الذوق العام هي جريمة كبرى، هل تستطيع ان تجد تعريف لهذا المصطلح؟، هل الذوق العام هو الشئ الأكثر جماهيرية؟ فإن كان هذا هو المعيار فمحمد رمضان وحمو بيكا هما الذوق العام، هل الذوق العامل هو ما تحدده الدولة؟ لا، هل الذوق العام هو مدى جودة العمل؟ لا، إذن لا يوجد ما يُسمى بالذوق العام، زرع كلمة الذوق العام هو من يخلق عداوة لمن يختلف معك.
أنت أهلاوي الإنتماء.. ما رأيك فيما يمر به النادي الأهلي في الوقت الحالي؟
فريق الكرة لدية مشكلة كبيرة في شئ من الثلاثة، إما أرضية الملعب أو مُدرب الأحمال أو طبيب الفريق، لأن ما يحدث الآن غير طبيعي، هل إصابة 13 لاعب دفعة واحدة أمر طبيعي؟، بعيدًا عن أمور الدروشة ونُعلق ما يحدث على شماعة “السحر”، لأن ما يُقال ينم عن تخلف وكسل.
لماذا تحدثت على حسابك الشخصي عن مقارنة أجور لاعبي الطرو وأجور الفنانين؟
لأنني أرى أنه دائمًا ما يتم تسليط الضوء على أجور الفنانين ولا أحد ينظر على أجور نجوم الرياضة، وتعليقي على فيسبوك كان ردًا على أحد الرياضيين الذي تحدث عن ضرورة ضبط أجور الفنانين لأنها أجور “مستفزة”، فقلت، “يعني أجور الفنانين مستفزة وأجور الرياضيين مش مستفزة؟”، بالعكس لابد أن تكون أجور الرياضيين مستفزة أكثر لأنها تأتي من أنديه عامة ومن المال العام، لكن الفنان يأخذ أجره من منتج وشركة خاصة فلماذا الهجوم شديد على نجوم الفن؟، مع العلم أنا لست ضد أجور لاعبي الكرة ومع صفقة حسين الشحات برقم أكبر من هذا، لكني ضد فكرة أن تكون أجور الفن مُلفته فقط بعيدًا عن أجور الرياضة.
وفي رأيك لماذا تم التركيز فقط على أجور الفنانين؟
الإعلام لعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر، وعلى سبيل المثال خرج الإعلامي توفيق عكاشة وصنع حلقات خاصة يتحدث فيها عن أجور الفنانين وصرح بأرقام غير حقيقية وخرافية، وإن كان الرقم الذي صرح به حقيقي فربما هو حقيقي لاثنين فقط، “عادل إمام ومحمد رمضان”، لكننا كفنانين مثل باقي الشعب “متداس علينا وعلينا أقساط”.
هل تعتقد أن هُناك حالة تربص بالفنانين؟
ليس فقط حالة تربص، بل هناك حالة تنمر بالفن والفنانين، ودائمًا ما يفعله الفنان محط انتقاد الجميع حتى وإن كان هذا التصرف يفعله أي شخص عادي، وحينما تتحدث في هذا يخبروك “أنت واجهه”، وفي الحقيقة أن التعامل مع الفنانين ليس تعامل واجهه “الفنان ملوش حته زيادة ومواطن عادي”.
ما رأيك في كثرة التكريمات ومهرجانات تكريم النجوم؟
مفيش حاجة اسمها جوائز ودي مش جوايز وكل مكان روحته بقول شكرًا على التكريم، الجوائز محتاجة تصويت حقيقي غير مخترق أو مدفوع وهذا صعب أن يحدث، أو لجنة مُشكله تختار، وهذا لا يحدث، لكنني أذهب في حالة التكريم أشكرهم على التكريم فقط لكنني أعترف أن هذا التكريم ليس بجائزة.
لماذا انتقدت إحدى المهرجانات من قبل؟
هُناك مجلة تنظم مهرجان من 8 سنوات يُكرم النجوم المتميزين، وأظن أنني منذ 7 سنوات أقدم أعمالًا كثيرة ناجحة وإذا قررت أن تتغاضى عنها قصدًا لن تستطيع لكنه لم يضمني أبدًا لقائمته فكيف أصدقه؟.
أنت من بين النجوم المُهتمين بالمسرح.. ما رأيك في الهجوم على فريق “مسرح مصر”؟
مسرح مصر تجربة فنية لطيفة، وأرى أن هجوم البعض عليه وخاصة الفنان محمد صبحي وقلت أنه أخطأ حينما قال “مش مسرح”، لأن مسرح مصر، هو مسرح لأنه ينطبق فيه تعريف الظاهرة المسرحية والذي يقول أن المسرح هو “فعل مقصود قابل للتكرار بهدف التأثير في الآخر”، فأكاديمًا مسرح مصر هو مسرح.
في رأيك هُل تُعاني الدراما المصرية من أزمة في “الورق” كما يُقال دائمًا؟
بالعكس الدراما لا تُعاني من أزمة في الكتابة وأزمة الدراما حاليًا في الإنتاج، لكننا وعلى العكس نعيش أفضل فترات وجود كُتاب سيناريو فهناك عدد مهول من “الفراودة” وهذا لم يحدث في أي فترة من الفترات دائمًا ما كنا نعتمد على واحد أو اثنين فقط، حاليًا لدينا ثروة من الكُتاب الشباب.
حدثنا عن مسلسل “قيد عائلي” الذي تصوره في الفترة الحالية؟
مسلسل قيد عائلي هو مسلسل اجتماعي “حلو جدًا” تدور أحداثه عن عائلة لها فرعين فضل الخولي “صلاح عبد الله” وكامل الخولي “عزت العلايلي” بتفرعات هذه العائلتين، وعن والصراعات بينهم والأحقاد، وانتظروني أقدم خلاله شخصية مهمة خلال الأحداث.