الشقى مُر حنحليه بصورة.. شاب يتطوع لرسم البسمة على وجوه الباعة الجائلين
في محاولة لرسم البسمة على وجوه الباعة الجائلين، يحاول محمد حمدي الشهير بـ "السيني" تصويرهم، بدأ هذا الشغف عنده منذ 2013 خاصة أنه: متربي في حارة شعبية وعارف ظروفهم، فحبه لمساعدتهم كان الدافع الأساسي لبدء مشواره الفني كمصور، وعلى الرغم من توقفه لفترة فإنه عاد ليمارس هوايته المفضلة في شوارع المنصورة، التي لا علاقة لها بمجال دراسته في كلية الآداب، قسم دراسات يونانية ولاتينية.
كان عندي شوية ظروف.. هكذا علل سبب توقفه عن التصوير لفترة كبيرة، ولكن خطر في باله فكرة جديدة في رمضان الماضي، جعلته يلح في عودته إلى مجال التصوير، وهي تصوير مقتطفات من حياة البائعين الذين يسعون دائما للكسب بالحلال سواء بائع الخضار أو من يقوم بتلميع الأحذية، ليبدأ السيني وأصدقاؤه يوميًا للنزول إلى الشارع لتصوير صورة معينة لشخص "شقيان وتعبان" ويعمل بالساعات ليكسب مال حلال.
رجع الصدى كان واسعا على صورة ليست بجودة فائقة، فقد تواصل معه بعض الأشخاص بالفعل من قبل لمعرفة أماكن أبطال صوره وذهبوا لمساعدتهم، ومن هنا شعر أنه يستطيع المساعدة وتغيير حياتهم للأفضل، كما ذكر أن من أكثر الصور التي أثرت في نفسه هي صورة لإحدى السيدات تدعى "قاسمة"، تبلغ من العمر 70 عامًا، لم تتزوج وهي صغيرة فلم يعد أمامها سوى بيع الخضار، وتعتبره أغلى ممتلكاتها، "أول ما وريتها الصورة عيطت وهي بتبتسم، الشقى صعب خصوصًا لو مكنش قدامك اختيار غيره".
يبدأ التصوير بالتقاط الصورة التي يشعر أنها صالحة لغرضه، ثم يذهب لصاحبها ليستأذنه، معلقا "الصورة بتيجي برزقها لو رتبنا لها الأول ممكن متطلعش حلوة زي الطبيعية"، في البداية لم يكن مبدأ الاستئذان قبل التصوير يهمه، "اللقطة الطبيعية أجمل"، كما كان يخشى من ردة فعل صاحب الصورة، ولكن حاليًا بعد ردود أفعالهم المرحبة بالفكرة أصبح يستأذن صاحب الصورة قبل أن يلتقطها، ولكن قبل هذا يبدأ بشرح الفكرة ثم يترك له حرية الاختيار، لأنها في الآخر حرية شخصية ترجع لصاحب الصورة.
بلاش كلام فارغ، أنا مش ناقص روح ياعم شوف حالك بعيد عني.. هكذا رد عليه بعض الأشخاص الذي عرض عليهم الفكرة "مش كل الناس هتوافق، ولا الكل هيصدقني"، يأمل "السيني" في تطوير مهاراته وشراء معدات تصوير تساعده على إظهار الصورة بشكل أفضل، أما بالنسبة لمجال دراسته فهو لن يترك العمل بالترجمة، بل ستكون مهنته الأساسية وسيبدأ بالتصوير في وقت فراغه، كنوع من أنواع ممارسة هوايته المفضلة.