الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شفرة النصر.. كيف ساهم أحمد إدريس باستخدام اللهجة النوبية في حرب أكتوبر

الصول أحمد محمد إدريس،
محافظات
الصول أحمد محمد إدريس، ابن النوبة
الثلاثاء 21/سبتمبر/2021 - 05:21 م

الحرب خدعة، والخدعة فكرة.. بهذه القناعة انتصرت قواتنا المسلحة خلال فترة حرب أكتوبر على العدو، بالعديد من الأفكار الخداعية التي كانت وما زالت تُكشف أسرارها يوما بعد يوم، ومن ضمن هذه الخطة التي ظلت لسنوات طويلة لم يُعلن عنها إلا مؤخرت، هي فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة مراسلات سرية بين الجيش المصري، وهي اللهجة التي حيرت العدو ولم يستطع فك لغزها فكانت من أسباب الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.

صاحب هذه الفكرة هو الصول أحمد محمد إدريس، ابن النوبة والمقيم بالإسكندرية معشوقته حسبما يذكرها دائما، والذي رحل اليوم الثلاثاء عن عالمنا عن عمر يناهز 84 عاما، وعلى الرغم من أن فكرته ظلت سرًا لم يُعلن عنه إلا في السنوات الأخيرة، إلا أنه حصل على التكريم المُستحق كبطل من أبطال الحرب.
ٱدريس هو من مواليد النوبة، من قرية "توماس وعافية"، وهو طفل صغير ذهب للقاهرة مع أخيه الأكبر، الذي كان مقيمًا في منطقة "حدائق القبة" بالقاهرة، حتى حصوله على شهادته الابتدائية الأزهرية عام 1952، وبعد عدة سنوات تطوع في الجيش بعد فترة التدريب لقوات حرس الحدود.

وفي عام 1971 وخلال فترة المنازعات بين قواتنا المسلحة والعدو، تحدث إدريس مع عدد من رؤسائه في الجيش عن أن لديه فكرة باستخدام شفرة اللغة النوبية كلغة للمراسلات بين أفراد الجيش.

وبالفعل أوصل القادة هذه الفكرة إلى الرئيس السادات الذي أمر بالتكتم الفوري عليها، وعدم التفوه بكلمة عنها وإلا تعرض الجميع للعقاب، وخلال ساعات وجد الجندي الشاب نفسه مقيدًا بـ "كلبشات حديدية" متوجهًا مع عدد محدود من الضباط إلى مكان ما لم يتم الإفصاح عنه، في جو يحيطه الصمت القاتل، ليجد نفسه أمام الرئيس السادات الذي طلب منه شرح مفصل عن الفكرة.

وبعد اقتناع السادات بالفكرة تم تدريب 344 جنديًا نوبيًا، وجميعهم "ضباط صف" على أجهزة اللاسلكي الصغيرة، وتحديد الكلمات النوبية التي سيتم إطلاقها على الدبابات والجنود والمدرعات والأوضاع كلها بشكل عام.

 الصول أحمد محمد إدريس

وبعد تطور الفكرة أصبح إدريس يتم الاستعانة به لترجمة المراسلات وكيفية فك شفرة باللغة النوبية  التي أصبحت مع الوقت لغة المراسلة الأساسية، وظلت تستخدم حتى بعد حرب أكتوبر بسنوات طويلة، شفرة النصر هو الاسم الذي أطلق داخل الجيش المصري عن اللغة النوبية، حيث عجز العدو الإسرائيلي عن فك رموزها حتى بعد انتهاء الحرب.

وكان الراحل أحمد إدريس في حوارته الصحفية السابقة يتحدث عن أن هناك ثلاثة أشياء صنعت النصر إضافة إلى إرادة الله، وهي: حكمة الرئيس السادات في خطة الحرب والتمويه الذي سبقها، وفكرة خراطيم الماء التي أسقطت خط بارليف، وفكرته في استخدام اللغة النوبية شفرة لرسائل الجيش.

وبعد أن استمرت هذه الشفرة لسنوات طويلة تستخدم داخل الجيش ولم يُعلن عن أسرارها إلا في أواخر فترة التسعينيات، ليتم منها الإعلان عن البطل الذي كان له صاحب الفضل فيها وهو أحمد إدريس.

وكان آخر التكريمات التي حصل عليها إدريس هو  وسام النجمة العسكرية، الذي أهداه له الرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالات النصر عام 2017.

تابع مواقعنا