محمد زيدان: محمد صلاح خارج المقارنة.. وجيلي لم يصل إلى كأس العالم لسوء الحظ.. وهذه أسباب نجاح كلوب│ حوار
أحد نجوم الجيل الذهبي للكرة المصرية، والملقب بجيل الثلاثية، نظرًا لتعدد الأسماء الكبيرة مثل عصام الحضري، محمد شوقي، وائل جمعة، محمد أبو تريكة، عماد متعب، وحسني عبد ربه وغيرهم.
محمد زيدان، نجم المنتخب المصري وبوروسيا دورتموند الألماني، وصاحب التجربة الاحترافية الناجحة، في الدوريات الأوروبية، يتحدث لـ«القاهرة 24» عن المنتخب الوطني والدوري المصري والمحترفين المصريين، بالإضافة إلى تجربة نادي زد، وخطة إعداد أولمبياد باريس 2024.
-في البداية دائمًا ما يتردد اسمك ضمن كل ترشيحات جهاز فني جديد للمنتخب الوطني.. ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
هو شيء يعني الكثير لي ولجيلي بالكامل، خاصةً أننا مثلنا منتخب مصر.. بالتأكيد الوجود في الجهاز الفني للمنتخب الوطني شيء عظيم، ومسؤولية كبيرة وصعبة، وسعيد بكل زملائي من جيلي المُوجودين في الجهاز الفني للمنتخب، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح لأنها خطوة قوية.
مهم جدًا الاستفادة بخبرات النجوم الذين قضوا وقتًا كبيرًا في كرة القدم، لأنهم إضافة ويستطيعون إيصال المعلومة والهدف المطلوب بشكل جيد، بالإضافة إلى تسهيل عامل التجانس لتقارب أعمارهم مع مجموعة اللاعبين الموجودين حاليًا.. نقطة مهمة جدًا كنت أحبها في مجال الكرة أن المدرب الذي مارس كرة القدم، وعاش التجربة كاملة إحساسه باللاعبين يكون مختلفًا.
حدثنا عن إشادة الألماني يورجن كلوب بك كلاعب وتجربة المدربين الشباب؟
يورجن كلوب تولى تدريبي في ماينز الألماني 2005، وقتها كان اعتزل لعب كرة القدم قبل ذلك بوقت قليل، وبدأ مع ماينز، وقدّم مسيرة كبيرة في مجال التدريب، وفزت معه بالدوري الألماني في بوروسيا دورتموند، وكان من أفضل المُدربين على الإطلاق، وكان قريبًا جدًا من اللاعبين لأنه عاش التجربة، وبشكل عام الاستعانة بخبرات الشباب في التدريب مهم، لأن المدربين الكبار في السن كان التعامل معهم صعبًا.
في أي وقت الفرصة ستُتاح ليّ مع منتخب مصر، سيكون شرفًا كبيرًا، وسأحاول بذل كل جهد، وأضيف خبرتي في مجال احترافي بالدوريات الأوروبية، وأكون إضافة جيدة لمنتخب مصر.
من يذكرك بأدائك من الجيل الحالي؟
تريزيجيه يشبهني بشكل كبير، مش عايز أقول صلاح لأنه في حتة تانية.
ما رأيك فيما يقدمه محمد صلاح مع ليفربول الإنجليزي؟
محمد صلاح لاعب لا يقارن بأحد، ونتمنى أن يبتعد عنه أي سوء، نموذج مشرف للمصريين والعرب، لأنه ذهب إلى مكان بعيد، وأصبح مثالًا لجميع الأجيال القادمة، لأنه لا يوجد مستحيل، وأي لاعب أيًا كانت بداياته، قادر بالإصرار والعزيمة وتطوير نفسه وأدائه وفكره على الوصول لكل ما يريده، ومحمد صلاح لم يتطور فنيًا فقط، بل فكريًا وذهنيًا، وهو محترف بمعنى الكلمة، ونموذج بعيد عن المقارنة بأي أحد.
أيهما أفضل لمحمد صلاح مستقبلًا.. استكمال مسيرته في الدوري الإنجليزي أم خوض تجربة جديدة في دوري آخر كـ الإسباني؟
حلم لأي لاعب وصل لمكانة صلاح أن يلعب لريال مدريد أو برشلونة، خاصة أن برشلونة سيكون في حاجة للاعب مثل صلاح عقب رحيل ميسي، لكن الدوري الإسباني رحل عنه عدد من النجوم مثل كريستيانو رونالدو وميسي وراموس، وربما يفقد بريقه قليلًا، وأيضًا الدوري الإيطالي رحل عنه عدد من النجوم مثل رونالدو ولوكاكو، والآن الدوري الإنجليزي، هو الأكثر قوة وشهرة.
محمد صلاح في أقوى دوري بالعالم، وهو العمود الرئيسي لفريق ليفربول، في الوقت الحالي، ولديه ثقة الجماهير واللاعبين وأيضًا الجهاز الفني والمدرب، ومن المهم جدًا أن يكون المدير الفني لديه ثقة للاعب، وهو ما يمنح اللاعب ثقة وراحة، والجمهور المصري لديه رغبة في رؤية محمد صلاح ضمن صفوف ريال مدريد أو برشلونة، لكن هل الوقت مناسب في ظل هبوط مستوى الدوري الإسباني فنيًا وإعلاميًا.. منذ سنوات كان الجميع يتابع مباريات ريال مدريد وبرشلونة، والآن الجميع مهتم بالدوري الإنجليزي فقط.
ما هي رسالتك للنجم المصري لمحمد صلاح؟
احتفل محمد صلاح بهدف المائة في الدوري الإنجليزي، وأتمنى له التوفيق، وأينما ذهب سيثبت وجوده ويحقق إنجازات، ويستطيع الوصول لأي شيء يريده، وهو في قمة العطاء والمجد والتألق منذ مواسم سابقة، وهذا الموسم بدأ في المنافسة مُبكرًا، وهو موجود في المنافسة كل موسم، ومُجتهد ويطور في حياته العملية والكروية والشخصية، ولا يشتت نفسه بشيء آخر، وحينما يأتيه الوقت لحياته الخاصة يفعل ذلك على طريقة النجوم الكبار بشيء كبير من المسؤولية دون استهتار أو هدم مسؤولية وتركيز، وأتمنى له التوفيق في كل شيء.
كيف رأيتك الدوري المصري الموسم الماضي؟
الدوري المصري شهد تنافسًا قويًا هذا الموسم سواء على لقب البطولة أو المربع الذهبي، حتى مراكز الهبوط لم تحسم إلا قبل نهاية البطولة بأسبوعين، وهو شيء جيد بشكل عام، لكن ضغط المباريات أظهر حالة من التوتر لدى الفِرق واللاعبين، ولا توجد فترات راحة كافية، وهو ما أضر بالمنتخب.
ما تأثر ضغط المباريات على المنتخب الوطني؟
هناك إرهاق كبير لدى اللاعبين، بالإضافة إلى قلة التجانس، خاصة أن المحترفين قليلون جدًا، وعندما نستدعي لاعبين من أنديتهم، بينهم حالة تنافس عالية، وعنف في الملعب، وحساسية بسبب التنافس، وهؤلاء اللاعبون في حالة لمُعسكرات طويلة، لزيادة التقارب والتفاهم بينهم، وإلغاء روح القتال على البطولات المحلية بين الأندية، وتوحيد روح الفوز باسم منتخب مصر فقط، وهذا شيء مهم جدً للمنتخب في المرحلة المقبلة.
لماذا لم يصل جيلك بكل ما حققه إلى كأس العالم وما المعوقات التي حالت دون تحقيق هذا الإنجاز؟
جيلنا لم يتعرض لأي ظلم، ولم نصل لكأس العالم، لأن الحظ لم يحالفنا لتحقيق هذا الإنجاز، وقدمنا كل شيء، وحققنا الكثير، ثلاث بطولات: كأس الأمم الإفريقية على التوالي، وكأس العالم للقارات، وهذه الفترة كان كل شيء متوفرًا، وكانت هناك حالة كبيرة من الاستقرار، حتى على المستوى الفني وتشكيلة المنتخب كانت ثابتة بشكل كبير مع تغييرات خفيفة، لكن القوام الأساسي كان ثابتًا، لذلك حققنا إنجازات وقدمنا مستوى متميزًا.
حدثنا عن مشوار مصر لكأس العالم؟
المنتخب يحتاج إلى الاستقرار والهدوء والمجال الهادئ دون ضغوط جماهيرية أو إعلامية، وفرصتنا جيدة جدًا، ولدين 4 نقاط من مباراتين، ومباراة الجابون كانت صعبة، والأهم الآن أن القادم مهم جدًا وغير مسموح بالتفريط في أي نقاط، لأن المرحلة التالية هي الأصعب، والتصفيات بدايتها مهمة، والبداية القوية تجعل منافسيك «يعملوا لك حساب»، لكن إهدار النقاط وانتظار نتائج الآخرين في غير صالح حتى لو نتائج الآخرين ساعدتك، ستفقد الثقة.
كما ساعدت جيلي على الفوز بالثلاثية، كنا مرشحين ولكننا لم نكن المرشح الأول، لكن بدايتنا كانت دائمًا قوية، لم نكن مُتأكدين أننا سنفوز، لكن بدايتنا القوية أمام الكاميرون 2008 منحتنا الثقة، نفس الأمر في بطولة 2010 وأيضًا كأس القارات قدمنا أمام البرازيل مباراة تاريخية من أهم المباريات في تاريخ الكرة المصرية، اللاعبون الحاليون في حاجة للراحة والثقة والتجانس، بالإضافة إلى برنامج تأهيلي قوي فنيًا وبدنيًا ونفسيًا.
ما خطة نادي زد لإعداد بطل أولمبي؟
نهتم في نادي زد بكل الرياضات: تنس، سلاح، كرة قدم، كرة يد، وجميع الأنشطة الرياضية، بدعم كامل من مجلس الإدارة والمهندس نجيب ساويرس، لتجهيز أبطال لتمثيل مصر في جميع المحافل الدولية، وهدفنا النجاح، ودائمًا اللي بيوصل للنجاح مش من مرة واحدة، ولا نرغب في بطل واحد بل أبطال، ونعكف على تحقيق تأسيس قوي من أجل أجيال كثيرة تمثل مصر، ولدينا خطة كبيرة في الأولمبياد لدعم كل الأبطال 3 سنين مشوار وخطة عشان مصر يبقى فيها ميداليات وأبطال أكثر.
ماذا عن نجاحات الألعاب الفردية وإنجاز أولمبياد طوكيو؟
أولًا تحية إلى كل مؤسسات الدولة والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس هشام حطب، وكل الشكر والتحية لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على التكريم الجميل والمشرف لأبطالنا، لأنه منحهم حافزًا كبيرًا، ودعمًا معنويًا لأبطالنا والأجيال القادمة، حتى يحلموا بإصرار وعزيمة لتمثيل مصر.
بدأنا في مصر التركيز مع أبطالنا، ربما يكون الاهتمام أتى مُتأخرًا سنوات، إلا أن كرة اليد التي حظيت باهتمام، بفضل نجومنا الذين كانوا خير ممثل لمصر في المحافل الدولية، لكن الآن نملك أبطالًا يمنحون الدافع للأجيال القادمة، ليكون هناك حدث أكبر كل عام عمّا قبله، وشاهدنا أبطالنا لحظات التتويج، لكننا لم نشاهد خلال التدريب والإعداد الذي استمر لسنوات بمجهود كبير وإصرار وعزيمة.. نشكرهم على كل نقطة عرق وكل مرة ظهر علم مصر على منصات التتويج.