قادا طلائع المتطرفين وهجوم كرداسة | مصريان وضعتهما أمريكا على قوائم العقوبات لارتباطهما بالقاعدة.. من هما؟
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، عقوبات بحق 5 أفراد يعملون في تركيا، لارتباطهم بتنظيم القاعدة الإرهابي، 2 من هؤلاء الأفراد هما الإرهابيين المصريين مجدي سالم، زعيم تنظيم الجهاد السابق في مصر، ومحمد نصر الدين الغزلاني، العضو بتنظيم القاعدة الإرهابي، ويقيم الاثنين في تركيا منذ سنوات، وعملا لحساب التنظيم المتطرف من خلال تقديم الخدمات المالية.
سالم والغزلاني، ما دام كانا رفيقين على درب الإرهاب منذ بداية انضمامهما إلى تنظيم “طلائع الفتح” المسلح أحد أجنحة تنظيم الجهاد في مصر خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، كما أنهما كثيرا ما يلتقيان ويجتمعان في تركيا وكلاهما قريبين من المسؤولين الأتراك، كما أن الغزلاني كان ضيفا دائما على قنوات جماعة الإخوان الإرهابية التي تبث من تركيا.
ويحظى سالم والغزلاني، بمكانة رفيعة بين قيادات الإرهاب في تركيا رغم أنهما لا ينتميان تنظيميا لجماعة الإخوان الإرهابية بل لجماعة الجهاد، لكن في النهاية فإن تركيا ملاذهم جميعا، ومن هناك كانت اتصالاتهم بتنظيم القاعدة المتطرف، حيث قدما له مساعدات مالية وخدمات أخرى، نظرا لوضعهما ولعلاقتهما الجيدة بالمتطرفين.
مجدي سالم.. قائد طلائع المتطرفين بالتسعينيات
مجدي سالم، قائد تنظيم “طلائع الفتح” الإرهابي في التسعينيات بمصر، قضى 18 عاما في السجن بمصر بسبب تورطه في قضية هذا التنظيم المسلح الذي أسسه في البداية أيمن الظواهر في باكستان، وكان هدفه إحداث ثورة شعبية مسلحة، واستقطب عددا من الشباب وتم تهريبهم إلى أفغانستان حيث تلقوا تدريبات عسكرية ثم عادوا إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد.
أفرج عن مجدي سالم، في أبريل عام 2011 عقب شهرين من ثورة يناير، ثم انخرط بعدها في العمل السياسي وشغل منصب نائب رئيس الحزب الإسلامي المصري، الذراع السياسية تنظيم الجهاد المتطرف، وقبل ذلك كان قد حصل على حكم قضائي في العام 2008 بالإفراج الشرطي عنه لقضائه ثلاثة أرباع مدة السجن المقدرة بـ15 عاما، لكنه ظل في السجن حتى ثورة يناير.
وفي حوار صحفي عام 2013 مع صحيفة كويتية، قبل أشهر قليلة من ثورة 30 يونيو، اعترف مجدي سالم، بتنفيذ عمليات إرهابية منها الاشتراك في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعمليتين فاشلتين لاغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، ورئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي.
وبالعودة إلى وضع الولايات المتحدة، لمجدي سالم على قائمة العقوبات لارتباطه بتنظيم القاعدة، فقد بينت في تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء، أن سالم أحد الميسرين الأساسيين لمجموعة من أنشطة القاعدة في تركيا، بما في ذلك العمل كساعٍ مالي داخل شبكة التنظيم المتطرف هناك.
الغزلاني قائد الهجوم الدموي على قسم كرداسة
أما الغزلاني فهو محكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية أحداث كرداسة التي نفذها إرهابيون بعد فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية في رابعة، ويعتبر الغزلاني القائد الأول لأحداث كرداسة التي قتل فيها عدد من ضباط وأفراد الشرطة، ثم إلى هرب إلى تركيا بعد مغادرته من مصر إلى الكويت أولا، ونُقل عنه قوله لأعضاء جماعته الإرهابية قبل هروبه، أنه لا يرغب في قضاء باقي عمره بالسجن.
ومن هناك في تركيا أجرى الغزلاني، اتصالات مع تنظيمي داعش والقاعدة المتطرفين، وقدم مساعدات مالية للأخير وفقا ما جاء في البيان الأمريكي الذي كشف سبب إدراجه على قائمة العقوبات، حيث أوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أنه أجرى عمليات تحويل مالي لعائلات أعضاء تنظيم القاعدة المسجونين، وقدم تيسيرات مالية للتنظيم.
وخلال إقامته في تركيا تعرض الغزلاني، للسجن لكن وبشكل مفاجئ أفرجت عنه السلطات التركية بعد أشهر قليلة، دون إبداء أية أسباب لإطلاق سراحه مجددا، ثم بات بعدها ضيفا ونجما على قنوات جماعة الإخوان الإرهابية التي تبث من تركيا.
وكان الغزلاني قد قضى في السجن بمصر 15 عاما بسبب اشتراكه في العمليات الإرهابية في فترة التسعينيات، وأُفرج عنه في العام 2011 بقرار العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس السابق محمد مرسي.
ونجل الغزلاني صهيب، هو أحد المحكوم عليهم كذلك في قضية مقتل اللواء نبيل فرج، الذي قُتل في عملية قوات الشرطة على منطقة كرداسة للقبض على الإرهابيين المتورطين في أحداث كرداسة.