داعية إسلامي: لفظ زوجتُّك ابنتي البكر الرشيد ليس له أصل في الشرع
«زوجتك ابنتي البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسوله».. جملة يرددها ولي أمر العروس وراء المأذون أثناء عقد القران، ليعلم بها جمهور الحاضرين أن الفتاة عذراء لم يمسسها أحدا من قبل، حتى أن البعض يظن في حالة أن العروس لم تكن بكرا، فيُعد عقد زواجها باطلًا إذا تم بهذه الصيغة، ومع ظهور العديد من الفتاوى التي أجازت للفتاة ترقيع غشاء البكارة في بعض الحالات دون ضرورة، أصبح السؤال الذي يراود أذهان الكثير: هل بذلك يُبطل زواج كل من أجرت عملية ترقيع غشاء البكارة؟
في مطلع الشهر الجاري أثارت فتوى أصدرتها الأمانة العامة لدار الإفتاء المصرية، أجازت بها ترقيع غشاء البكارة في بعض الحالات، وهذا ما أثار سخطًا كبيرًا بين مُستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك بعض الشيوخ والعلماء الذين اعتبروا هذا الأمر تغريرًا بحق المُتقدم للزواج من الفتاة، بينما أيده شيوخ آخرين مؤكدين أنه لا يوجد بما يسمى غشاء البكارة.
الإفتاء: ترقيع غشاء البكارة جائز بشروط
قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع فيسبوك، إن مجلة الإفتاء أصدرت بحثًا محكمًا في هذا الأمر يُبيح ترقيع غشاء البكارة في بعض الحالات مثل تعرض الفتاة للاغتصاب أو التغرير بها وتريد التوبة وتريد الستر على نفسها وليس أمامها إلا تلك الطريقة، وذلك بمبدأ أن الستر مطلوب.
أضاف ممدوح أن ذلك يمنع إشاعة الفاحشة في المجتمع وهي مرفوضة، مؤكدًا أن التصميم على إذلال العاصي بمعصيته يعتبر سدًا لأبواب الرحمة أمام الناس.
مبروك عطية: غشاء البكارة لعبة خداعية للاحتفال بشرف الفتاة يوم الزفاف
في ذات السياق، ذكر الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه لا يوجد علميًا أو دينيًا لفظ ترقيع غشاء البكارة، موضحًا أنها عبارة عن لعبة خداعية للاحتفال بشرف الفتاة يوم الزفاف.
أكد عطية خلال لقائه التليفزيوني ببرنامج «يحدث في مصر»، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر على قناة إم بي سي مصر، أن الإفتاء حرمت في حكمها حول غشاء البكارة الغش والتدليس، حيث إن الحكم يجيز المسألة للمغتصبة، وليس لمن فُض غشاؤها عن طريق جماع محرم.
ردًا على سؤال إذا كان غشاء البكارة شرطًا لإتمام الزواج، قال متسائلًا: هل الزوج يرغب في فتاة بكر بغض النظر عن فض الغشاء أو بقائه أم لا؟ لأن الثيوبة والبكارة يترتب عليهما حكما شرعيا عند الزواج.
خالد الجندي: الحديث عن قضية غشاء البكارة يكسر عادات خاطئة عند الناس لا بد من تصحيحها وفهمها
في إحدى حلقات برنامجه «لعلهم يبفقهون» المذاع عبر قناة دي أم سي، قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحديث عن قضية غشاء البكارة يكسر عادات خاطئة عند الناس لا بد من تصحيحها وفهمها، مشيرًا إلى انتقاد بعض الناس الحديث في هذا الأمر لأنه يثير الفاحشة، قائلًا: قال يعني اللي عايزة تمشي غلط هيعطلها غشاء البكارة.
أوضح أن الذي يصون المرأة الخلق والتربية والدين والعفة والأدب وليس غشاء البكارة، لافتًا إلى الورقة البحثية التي أصدرتها دار الإفتاء في العدد وعنوانها «رتق غشاء البكارة» تعتمد على أراء كل من الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل وأبي حنيفة.
داعية إسلامي: لفظ «زوجتُّك ابنتي البكر الرشيد» ليس له أصل في الشرع
في هذا الصدد يقول الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إن الأصل في الشريعة هو الستر؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلـم: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وإجراء عملية طبية لإعادة غشاء البكارة جائز شرعًا بشروط، لافتًا إلى أن في بعض الأحوال تكون الفتاة قد تم اغتصابها أو تم التغرير بها، وتريد أن تتوب وتفتح صفحة جديدة، ودار الإفتاء المصرية أفتت بجواز ذلك من باب الستر وليس فيه تغرير بأحد.
أضاف علي، أن من اشتهرت بفعل الفاحشة وباعت نفسها للهوى وللشيطان، فلا يجوز، وهو يدخل تحت باب التغرير والتدليس، وكذلك يفتح الباب أمام انتشار الفاحشة، مؤكدًا أن زوال البكارة قد يكون بسبب زنا والعياذ بالله تعالى، وقد يكون بسبب اغتصاب، أو وثبة غير طبيعية، أو الركوب على حاد، أو نحو ذلك مما يذكره الفقهاء.
أوضح أن في هذه الحالة الزواج صحيح وعلاقتها بزوجها علاقة شرعية لا حرج فيها، وواجب عليها أن تكتم ما حدث عن زوجها وغيره ولا تخبر به أحدا، وعليها أن تستغفر الله وتتوب إليه مما كان منها من فعل الفاحشة ومن ترقيع غشاء البكارة، مؤكدًا أن الثيب إذا تزوجت على أنها بكر لا يُؤثر على صحة العقد، لكن يُؤثر أحيانًا في ثبوت الخيار للزوج، بمعنى هل يكمل معها أم يفارقها؟.
تابع: الأمر لا يخلو من حالتين، الحالة الأولى هي أن يشترط الرجل أن تكون بكرا، فيجب حينئذ بيان ذلك، وإذا لم تبين الفتاة ذلك، فإنها تكون غاشة للزوج وللرجل بعد ذلك الخيار في الفسخ، أما الحالة الثانية هي أن لا يشترط ذلك، وفي هذه الحالة لا يشترط البيان، بل إن الأفضل هو الستر والكتمان، مضيفًا أن في كلتا الحالتين، فإن العقد صحيح.
أكد الداعية الإسلامي، أن لفظ «زوجتك ابنتي البكر الرشيد» ليس له أصل في الشرع، ولا هو من المذاهب الأربعة بل من اختراع الناس، موضحًا أن كلمة البكر الرشيد لا تعني غشاء البكارة للبنت بل تعني أنها لم يسبق لها الزواج من قبل.
