الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف كان اللقاء الأول بين هارون الرشيد والأصمعي؟

لوحة تعبيرية
ثقافة
لوحة تعبيرية
الثلاثاء 14/سبتمبر/2021 - 10:31 ص

نمر اليوم بذكرى تنصيب هارون الرشيد، خليفة على المسلمين، وذلك في 14 سبتمبر 786، ليصبح خامس الخلفاء العباسيين، وذلك بعد مقتل أخيه الهادي، واشتهر عهد الرشيد بأنه من أقوى عصور الدولة العباسية في تاريخ حكمها للمسلمين.

كان هارون الرشيد مُحبًا للعلماء والأدباء، ولا يخلو مجلسه منهم بشكل دائم، ومنهم الأصمعي، عالم اللغة الشهير، وراوي أشعار وأخبار العرب العظيم، الذي مكث أيامًا طوال يريد أن يقابل الرشيد، ظل يأتي يستميل حرس القصر كي يدخلوه عليه، لكن لا يظفر أبدًا بالدخول، حتى أتى يومًا عليه، خرج أحد الحرس وقال في الجمع الواقف: أما من أحد هنا يحسن الشعر؟، ففرح الأصمعي، وقال: إنه يحسن الشعر، فأدخله الحارس على الخليفة، وكان الرشيد جالسًا في مجلسه وإلى جواره الفضل بن يحيى.

أمر الرشيد الأصمعي أن يستريح، حتى يهدأ من روعه، فهو أمام الخليفة، وبالتأكيد يغلب على حالة التوتر والقلق، فقال الأصمعي: يا أمير المؤمنين، إضاءة مجدك وبهاء كرمك، يُجيران من نظر إليك، من اعتراض أذية.

طرب الرشيد من كلام الأصمعي وتقريبه له

استحسن الرشيد كلام الأصمعي وأمره بالاقتراب، وسأله هل هو شاعر أم راوية، فقال له الأصمعي: راوية لكل ذي جد وهزل، بعد أن يكون مُحسنا، فقال له الرشيد تالله ما رأيت ادعاء أعظم من هذا، فقال له الرشيد: أتروي لرؤبة بن العجاج والعجاج شيئًا؟ فقال الأصمعي: هما شاهدان لك بالقوافي، وإن غيبا عن بصرك بالأشخاص، فقال الرشيد أنشدني: أرّقني طارق همّ أرقا، فأخذ ينشد له، حتى جاء عن مدحه بني أمية، فتحول منها إلى امتداحه لبني العباس، قلت لزير لم تصله مريمُه.

لاحظ الرشيد تغير القوافي، فقال له أعن حيرة أم عمد؟، فقال الأصمعي: عن عمد، تركت كذبهُ إلى صدقه فيما وصف به جدك من مجده، فعلق الفضل: أحسنت، مثلك يؤهل لمثل هذا المجلس.

طلب الرشيد منه أيضًا أن يروي لذي الرمة، حيث كان شديد الإعجاب به، وكثيرًا ما يطرب لشعره وأبياته، فقال للأصمعي: ماذا أراد ذي الرمة بقوله: ممر أمرّت فتله أسدية.. ذراعيّةٌ حلالة بالمصانع، فقال الأصمعي: وصف حمار وحشي، أسمنه بقل روضة تواشجت أصوله، وتشابكت فروعه، من مطر سحابة كانت بنوء الأسد ثم جفى الذراع من ذلك، فلما انتهى قال له الرشيد أرح، فقد وجدناك مُمتعًا وعرفناك محسنًا، وأمر له بثلاثين ألف دينار، وأوصى الحرس بأن لا يحجب عنه.

تابع مواقعنا