أفلس ومرض وتنبأ بوفاته.. ذكرى رحيل سراج منير
تمر اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير سراج منير، الذي يُعد واحدًا من أهم نجوم عالم السينما، لتفقد السينما برحيله فنانًا من الطراز الثقيل، صاحب الموهبة النادرة والفريدة، ليعم الحزن الوسط الفني، بعد سماع خبر الوفاة، الذي فوجئ به جمهوره وكل محبيه.
وتعرض الفنان سراج منير لخسارة كبيرة أثناء حياته، بسبب مشاركته في الإنتاج السينمائي، حيث قرر أن يدخل عالم الإنتاج، بعد أن مرت السينما ببعض الصعوبات، التي أدت إلى تدهور السينما، وكان سراج منير يهددف للرقي بالسينما، فقرر أن ينتج فيلمًا وطنيًا، ليعود بصناعة السينما من جديد.
ذكرى وفاة سراج منير
ووضع جميع أمواله في إنتاج فيلم حكم قراقوش عام 1953، هذا العمل الذي تسبب في إفلاسه، بسبب فشل عرضه، بعد طرحه بجميع دور العرض، حيث وصلت تكلفته لأكثر من 40 ألف جنيه، وهذا الرقم كان ضخمًا في تلك الفترة، ولم يحقق في شباك التذاكر سوى 10 ألاف فقط، فاضطر سراج أن يرهن الفيلا، التي كان يعيش بها مع زوجته ميمي شكيب.
وأثر ذلك على صحته بشكل كبير، مما أدى إلى إصابته بذبحة صدرية حادة، وهو في تمام صحته، نتيجة صدمته من الخسارة الكبيرة التي لحقت به، وما تعرض له من ظروف قاسية بعد أن كان يعيش حياته كالملوك.
وكان الفنان سراج منير يعاني من مرض القلب، وقبل أيام من رحيله، توفي أحد أصدقائه الذي كان يعاني من نفس المرض فجأة، وتمنى سراج أن يموت مثله، دون أن يشعر بأي ألم.
وترددت بعض الأقاويل، بعد وفاته التي رواها المقربون منه، مؤكدين أن الراحل كان يشعر برحيله، وتنبأ بقصة وفاته.
وفاة سراج منير
وروى المقربون منه، في أحد لقاءاتهم الصحفية، أن الفنان تمنى أن يموت مثل وفاة صديقه، قائلًا: يا سلام أما موتة لطيفة خالص، هو حد يطول موتة مريحة كدة، يسهر مع أصحابه وحبايبه وبتعشى عشوة لذيذة، ويروح السينما يروح البيت يغير هدومه، ويطلب كوباية مية ساقعة، وينام للصبح، ييجوا يصحوه علشان يشرب الشاي ويفطر، يلاقوه بيفطر مع الملائكة.. مفيش أروق ولا أطعم من كدة».
وذكر حلمي رفلة موقفًا، جمعه بصديقه قبل يوم واحد فقط من وفاته، حيث كان رفلة يطلب من سراج أن يرسل له الفنانة ميمي شكيب لتصوير أحد مشاهدها مع عبد الحليم، ورفض سراج هذا الأمل معللًا بأن الفنانة ملتزمة ببعض الأعمال الأخرى هناك.
وأصر حلمي على رأيه، ليمازحه، سراج قائلًا: في طريقة واحدة بس إن واحد من الفرقة يموت بكرة، وعندما ضحك رفلة، قال له سراج: خلاص تحت أمرك أموت لك بكرة.
وتوفي سراج منير عام 1957، وذلك بعد عودته من الإسكندرية في رحلة فنية، ليرحل تاركًا خلفه حزنًا وصدمة كبيرة في قلوب جمهوره، وكل محبيه بمصر والوطن العربي.