لماذا أُطلق على زكي نجيب محمود لقب أديب الفلاسفة؟
الفلسفة هي التي تحلل الثقافة السائدة في عصرها.. ودور الفيلسوف أن يبصر الناس بالعلم.. هكذا قال زكي نجيب محمود في حوار له منشور بمجلة القاهرة في عددها الـ 77، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 سبتمبر من العام 1993.
زكي نجيب محمود هو فيلسوف وكاتب مصري، قطع شوطًا ضخمًا، ولعب دورًا كبيرًا في إثراء الفلسفة العربية، من خلال مؤلفاته التي زادت عن الـ 60 كتابًا، تنوعت بين أدب وفلسفة ونقد، أطلق عليه فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة، لأنه عندما يكتب الفلسفة يصيغ معانيه وأفكاره بصيغ أدبية راقية، وحينما يكتب أدبا، تكتسي أفكاره وصوره الأدبية بغطاء فلسفي وأبعاد عميقة.
عمل زكي نجيب محمود طوال حياته جاهدا، حتى يجعل الفلسفة قريبة من كل قارئ مهما كان مستواه وخلفيته الثقافية، جعل قارئه محيطًا بالعالم من حوله، وبتياراته الفكرية الحديثة المتطورة، من فلسفة وأدب واقتصاد وحقوق الإنسان، كما أعطانا صورة عن عصور الفكر العربي الأولى، مثل حديثه عن أبي حامد الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال، وغيره من آباء الفكر العربي، وكان يدعو دائما بالجمع بين التراث والحداثة، حيث رأى أنهما قطبان لا ينفصلان، ولا بد للمحدث أن يستمد من السابقين.
زكي نجيب محمود عن حياته وأعماله
ولد زكي نجيب محمود في قرية ميت الخولي، بمحافظة دمياط، في 1 فبراير 1905، بعد فترة دراسته الجامعية، حصل على منحة، وسافر إلى إنجلترا في بعثة مصرية، وحصل هناك على الدكتوراه في الفلسفة، من جامعة لندن، عام 1947، كرمته الدولة بحصوله على جائزة الدولة التقديرية.
شغل زكي نجيب محمود العديد من المناصب الهامة، منها المستشار الثقافي في السفارة المصرية في واشنطن، وأستاذًا متفرغًا للفلسفة بجامعة القاهرة، وأستاذًا زائرًا في جامعة كولومبيا، وأستاذًا بجامعة بولمان بواشنطن، كما أصدر مجلة الفكر المعاصر وكان رئيس تحريرها.
كتب العديد من الأعمال الهامة منها: نظرية المعرفة، والمنطق الوضعي، وخرافة الميتافيزيقا، نحو فلسفة علمية، والشرق الفاني، وجابر بن حيان، والجبر الذاتي، وقصة عقل، وأسس التفكير العلمي، ومن زاوية فلسفية، وقصة نفس، وجنة العبيط، الكوميديا الأرضية، وترجم قصة الحضارة، وأربع محاورات لأفلاطون، وغيرهم من الأعمال الهامة والمتنوعة.