بها فواكه لا نظير لها في الدنيا.. مكة المكرمة بعيون الرحالة ابن بطوطة
خلال الأعوام الطويلة التي قضاها الرحالة المعروف ابن بطوطة مُتنقلا بين بلاد العالم، التي مر بها، حرص على تسجيل ما يراه ويسمعه ووضعه في كتابه: «تحْفة النظار في غرائب الأمْصار وعجائب الأسْفار»، المعروف برحلات ابن بطوطة، ومن بين ما ذكر ابن بطوطة مكة المكرمة.
يصف ابن بطوطة مكة فيقول: هي مدينة كبيرة متصلة البنيان مستطيلة في بطن وادٍ تحفُّ به الجبال، فلا يراها قاصدها حتى يصل إليها، وتلك الجبال المطلة عليها ليست بمفرطة الشموخ، والأخشبان من جبالها هما جبل أبي قبيس، وهو في جهة الجنوب منها، وجبل قعيقعان وهو في جهة منها، وفي الشمال منها الجبل الأحمر، ومن جهة أبي قبيس أجياد الأكبر وأجياد الأصغر، وهما شِعْبان، والحندمة وهي جبل وستُذْكَر، والمناسك كلها: منى وعرفة والمزدلفة بشرقي مكة شرفها الله.
ويضيف ابن بطوطة: لمكة من الأبواب ثلاثة: باب المعلى بأعلاها، وباب الشبيكة من أسفلها ويُعْرَف أيضًا بباب الزاهر، وباب العمرة وهو إلى جهة المغرب وعليه طريق المدينة الشريفة، ومصر والشام وجدة ومنه يُتَوَجَّه إلى التنعيم وسيُذْكَر ذلك، وباب المسفل وهو من جهة الجنوب، ومنه دخل خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم الفتح.
فواكه مكة
ويتابع: ومكة شرفها الله كما أخبر الله في كتابه العزيز حاكيًا عن نبيه الخليل: بوادٍ غير ذي زرع، ولكن سبقت لها الدعوة المباركة، فكل طرفة تُجْلَب إليها وثمرات كل شيء تجبى لها، ولقد أَكَلْتُ بها من الفواكه العنب والتين والخوخ والرطب ما لا نظير له في الدنيا، وكذلك البطيخ المجلوب إليها لا يماثله سواه طيبًا وحلاوة، واللحوم بها سمان لذيذات الطعوم، وكل ما يفترق في البلاد من السلع فيها اجتماعه، وتُجْلَب لها الفواكه والخُضَر من الطائف ووادي نخلة وبطن مر لطفًا من الله بسكان حَرَمِه الأمين ومجاوري بيته العتيق.