لماذا يلجأ المصريون إلى أعمال السحر؟.. خبراء يجيبون
«السحر مذكور في القرآن»، جملة تتردد على ألسنة العديد من الناس الذين يتبعون الدجالين وينصتون لهم اعتقادًا منهم بأن أي ضرر في حياتهم سببه السحر والدجل والشعوذة.
وفي ظل حملات تطهير المقابر الذي شنتها مجموعة من الشيوخ والشباب في الفترة الحالية، تم العثور على العديد من الأوراق والملابس والأغراض الشخصية المدفونة في المقابر التي تحمل طلاسم وأذى للأشخاص المعنية بالعمل.
من جانبه، قال الدكتور علي حسن، باحث الماجستير قسم الدعوة ومقارنة الأديان بجامعة الأزهر، إن هناك العديد من الأسباب التي جعلت الناس تلجأ للدجل والشعوذة من الناحية الدينية، أبرزها ضعف الإيمان، وعدم اللجوء لله عز وجل وعدم اليقين في أن الشافي، وأن الضار والنافع هو الله فقط.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: « الله أجرى الصدق على أيدي هؤلاء ليختبر إيمان العباد، لذلك الكثير من الناس ضعاف الإيمان، حين يروا أن بعض العلامات الذي يقولها الساحر موجودة لديهم فيحسبون أن هذا الرجل يعرف الغيب ويستطيع أن يضرهم أو ينفعهم».
وأكد حسن أن كثرة الأموال سبب في توجههم لتلك الأفعال، متابعًا:« الذي يكثر المال في يديه يسير وراء أي قول يُقال له أو أي طريق يُشار إليه فيه، كما أن السحر مُحرم في جميع الديانات، فإذا ما أراد الإنسان أن يلجأ إلى الدواء الكيميائي يلجأ إلى الطب النبوي وأساسه العلاج بالقرآن الكريم، أو بعض الطرق الأخرى، مثل: العسل النحل، أو المسك أو ماء الورد»، مردفًا:« الساحر كافر لأنه يفعل أفعال تُخالف العقيدة».
بينما أوضح الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري علم النفس: «ليس بالضرورة أن يرتبط اعتقاد الناس في الدجل والشعوذة بمستواهم التعليمي ومؤهلاتهم بل يرتبط أكثر بمستواهم الفكري، وتأخره ثقافيًا وحضاريًا، إلى جاني نشأتهم في بيئة تتبنى هذا الفكر».
وأضاف لـ القاهرة 24: « ليس هناك شك أن الإنسان كلما تطور في مستوى التعليم ارتقى عقله ونضُجت معتقداته، وابتعد أكثر عن استخدام هذه الأساليب لحل مشاكله، ولكن هناك الكثير من الناس في أعلى درجات العلم ويلجؤون لهذه الوسائل».
وتابع: «يرجع ذلك لوعي ومبادئ ومعتقدات الشخص وضبط نفسه وإيمانه بذاته، لذلك هناك ما تُسمى بـ وجهة الضبط، وتنقسم إلى نوعان، النوع الأول، داخليًا عند وجود وجهة ضبط داخلية عالية لِدى الإنسان، مما يعني أنه لديه إيمان بالذات، وثقة بالنفس، كما أنه قادر على تغيير واقعة بنفسه، أما النوع الثاني هو خارجيًا، حيث أن وجوده والإيمان به يؤدي إلى اعتقاد الشخص أن كل أمور حياته من مواقف، وأحداث وأفعال، تحدث بفعل الآخرين أو بفعل معتقدات أخرى مثل: الدجل والشعوذة».