كر وفر واشتباكات مسلحة.. ماذا يحدث في العاصمة الليبية؟
كر وفر واشتباكات بالأسلحة الثقيلة، هكذا بدا المشهد في العاصمة الليبية طرابلس، بعد نشوب معارك عسكرية بين قوتين مسلحتين تابعتين للسلطات الرسمية، الأمر الذي ينذر بإمكانه عودة التناحر المسلح ما بين الفصائل الليبية المتنازعة والمختلفة فيما بينها.
الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة شهدت اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوة دعم الاستقرار التابعة للمجلس الرئاسي الليبي، واللواء 444 التابع لرئاسة الأركان بمحيط منطقة صلاح الدين، فيما سمع دوى انفجارات بمحيط مقر المنطقة العسكرية المركزية، في العاصمة طرابلس.
مطالب بضبط النفس
من جانبه طالب القائد الأعلى للجيش الليبي في العاصمة طرابلس التابع للمجلس الرئاسي الليبي، الوحدات العسكرية والأمنية إلى ضرورة وقف إطلاق النار والتقيد بما يصدر من تعليمات وبلاغات تحظر التحرك إلا بإذن.
القائد الأعلى للجيش، أوضح أن أي تصرف بالمخالفة لهذه البلاغات يعتبر جريمة يعاقب عليها قانونًا، مطالبًا رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اتخاذ الإجراءات الفورية تجاه قائدي القوتين المشتبكتين في العاصمة طرابلس.
مطالب قائد الجيش تضمنت مباشرة التحقيق من قبل المدعي العسكري مع قائدي القوات، والمتسببين في اندلاع الاشتباكات، وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الليبية.
اشتباكات الجيش الليبي بطرابلس
بدوره صرح آمر المنطقة العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس، عبدالباسط بن مروان، بأنه لا علاقة لأي أجهزة أمنية داخل طرابلس، بالاشتباكات التي جرت في منطقة صلاح الدين، وصافًا لاشتباكات بأنها «تصحيح لمسار انحراف اللواء 444 قتال».
بن مروان أضاف في تعليق له، نشرته بوابة إفريقيا الإخبارية، أن اللواء 444 قتال انحرف عن مساره ولم يعد يمتثل للأوامر العسكرية، وأن ممثلي اللواء باتوا يحضرون اجتماعات غير مسموح لهم بحضورها.
آمر المنطقة العسكرية بطرابلس، أشار إلى أن أحد أسباب الاشتباكات تعود إلى رصد حضور قائد اللواء 444 قتال المقدم محمود حمزة، وعدم وجود ذمة أو دليل مالي لأفراد اللواء، إلى جانب فتح حساب للواء، ضخ له أموالًا بلغت عشرة ملايين دينار، وبمطالبة مصرف ليبيا المركزي إيقاف الحساب أبلغهم أن الأموال سحبت.
وأوضح أن سبب التدخل جاء لتصحيح ما وصفه بمسار اللواء حتى لا يحدث ما يخشى عقباه – على حد قوله- مستكملًا بأنهم فوجئوا بطلب قائد اللواء المغادرة إلى تركيا دون علمه.
اللواء 444 قتال أحد أطراف الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، نعى في بيان له منذ قليل أحد ضباطه الذي لقي مصرعه جراء الاشتباكات.
فوضى ليبيا قبيل الانتخابات
تلك لم تكن أولى الاشتباكات التي تشهدها الأراضي الليبية، إذ شهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين ميليشيات محمد البحرون الملقب بـ«الفار» التابعة لمدينة الزاوية، وميليشيا جهاز دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغنى الككلى جنوب مدينة الزاوية الليبية.
الدبيبة يعود إلى ليبيا
جاءت تلك الاشتباكات بين فصائل الجيش الليبي في العاصمة طرابلس، في ظل تواجد عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الوحدة الوطنية الليبية في إيطاليا في زيارة رسمية لبحث تطورات العملية السياسية فى ليبيا، إلا أن قناة العربية نقلت عن مصادر ليبية، أن الدبيبة سيعود أولا لطرابلس بسبب الاشتباكات قبل استكمال زياراته الخارجية.
الانتخابات أو الفوضى
فوضى العاصمة طرابلس جاءت بعد ساعات من تصريح رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، خلال مؤتمر صحافي له في العاصمة المغربية الرباط، إنه لن يتم الوصول إلى حل للأزمة الليبية دون إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
رئيس النواب الليبي أضاف، خلال كلمة له في المؤتمر الصحفي، برفقة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أنه لا حل للأزمة في ليبيا وتحقيق المصالحة دون إجراء الانتخابات الرئاسية.
استكمل بأن الموقف في ليبيا سيكون أسوأ وأقل استقرارًا إذا لم تنعقد الانتخابات في موعدها المحدد، مشيرًا إلى أن الدستور ينص على انتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب.