الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أبو حجلة: التدخل المصري لم يفرغ الصمود الفلسطيني من محتواه الانتصاري.. والبيت الأبيض يتدخل لمصلحة إسرائيل| حوار

الكاتب الصحفي فؤاد
سياسة
الكاتب الصحفي فؤاد أبو حجلة في ندوة القاهرة 24
الثلاثاء 31/أغسطس/2021 - 09:11 م

القضية الفلسطينية قضية مركزية، تهم العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم، وتعمل مصر بقيادة الرئيس السيسي على دعم القضية بكل السب الدبلوماسية والاقتصادية،  حيث قدم الرئيس 500 مليون دولار لإعادة الإعمار بقطاع غزة متخطيًا ما قدمته الجامعة العربية، وفي ضوء ذلك عقد برنامج صحفيون خطفتهم الكاميرا المذاع عبر قناة كايرو لايف قناة القاهرة 24، لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي البارز فؤاد أبو حجلة، والذي كشف تفاصيل دعم مصر للقضية الفلسطينية، وإلى نص الحوار..

كيف ينشأ الصحفي ويتحول لـ إعلامي وهل يترك مهنته؟

في البداية أنا أعتبر نفسي فقط صحفي وكل ما عدا ذلك من تسميات وظيفية تبقي في الإطار الوظيفي سواء مدير قناة أو المشرف على قناة، فكلمة الإعلامي لفظ فضفاض وأنا أفضل التحديد، فمعظم الصحفيين من أبناء جيلي بدأوا صحفيين لم يكن لدينا قنوات فضائية أو مواقع على الإنترنت الذي لم يكن موجودا، وكنا نعتمد على الكتابة باليد، ثم ظهر بعد ذلك المسجل الصغير، وأذكر أن لي تجارب مضحكة معه في هذا السياق عندما أجرى مقابله مدتها ساعة ونص أو ساعتين وعندما أعود إلى الصحيفة اكتشف أن الشريط فارغ.

الصحفي الفلسطيني فؤاد أبو حجلة

ثم بعد ذلك انتقل العالم أجمع من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد، الذي تطور بسرعة مذهلك لدرجة أن الهاتف النقال في يد كل شخص أصبح وسيلة إعلامية، فيما مضى كنا ننتظر النشرة التلفزيونية لمعرفة الأخبار، ولكي يكتمل المشهد نتسمع لنشرة اخري لدولة مغايرة، ولكن الآن لسنا في حاجه لذلك، فالمعلومة تصلك في بيتك لكن يبقي أن المحترف يتميز عن غيره بقدرته علي اكتشاف دقة ومدي صحة هذه المعلومة من صحتها أو كذبها، فالإعلام في كل أنحاء العالم أنت تحاكم النتائج فقط مقارنة بالدوافع، فعندما تقرأ خبر على موقع ما لا بد أن تكون ملم بتوجه هذا الموقع قبل الحكم علي دقة أو عدم دقة الخبر.

فقد بدأت صحفيا شابا متحمسا ونشيطا وقنوعا، بمعني كنت أقبل بأي راتب وكانت المتعة بالنسبة لي أن أحقق انفراد، ومن البداية لم اتورط في أي تغطية غير سياسية، وهذا كان توجهي أنا لم أغطي مهرجانات فنية أو رياضة، فمعلوماتي في الاتجاهات غير السياسية ومنها الاقتصاد ضعيفة لا تكفي لكي اكتب أو احكم وأقدم مداخلة نقدية، ولكن في السنوات التالية ذلك بحكم الوظائف التي شغلتها اضطررت للدخول في الشأن الترفيهي والرياضي والفني بحكم عملي وبحكم المسؤولية التي ألقيت على عاتقي بأن اجيز أو لا أجيز اخبار أو صفحات.

كان من الممكن وبكل بساطة أن يضحك على محرر في تمرير خبر رياضي منحاز، ومع التجربة اكتشفت أن الصحافة السياسية مهمة ولكن التغطيات الأخرى مهمة أيضا، لأنك إذا نشرت خبرا اقتصاديا موجها قد يؤدي إلى صعود أو هبوط البرصة، وإذا كان الخطأ كبيرا ممن الممكن أن يودي بحياة أشخاص ويدفعهم للانتحار وحدث ذلك في عدد كثير من البلدان، لذلك اكتشفت أنه من المهم أن أكون ملما بالموضوعات الأخرى خارج النطاق السياسي، ولكن ظللت منخرطا في التغطيات السياسية بشقيها الخبري والتحليلي الذي يمكن أن يندرج في سياقة التحليل السياسي أو مقالات الرأي. 

كيف تقيم التطورات الفلسطينية الآن في ظل وجود إدارة أمريكية وإسرائيلية جديدتان وعمليات السلام؟

أعود هنا لأوكد أنني أنطق باسمي فقط.. كل ما يجري هو نتائج سيئة لمقدمات سيئة، فعندما تكون المقدمات صحيحة نصل إلى نتائج صحيحة، ولكن عندما تكون رديئة نصل إلى ما وصلنا به من حال، فالحالة الفلسطينية في السياق التاريخي المعاصر، الذي يمكن أن نؤرخ له منذ عام 1948 وحتى الآن، عانينا نكبة لم يكن لنا فيها حول ولا قوة، لحقها نكثه لم نكن متحكمين بها، تلاهما ثورة اخترناها بمحض إرادتنا أنجزت كثيرا بحكم قدرة الشعب الفلسطيني العظيم على العطاء والجماهير العربية في الأقطار القريبة أو البعيدة على الصمود، ولذلك عندما تم العمل على تدمير الحالة الفلسطينية وتزامن ذلك مع تدمير المجتمعات العربية لأن الأمريكيين ومن معهم كانوا يريدون أن يفرغوا الحالة الفلسطينية من قوتها، ويحرموا الفلسطينيين من عمقهم العربي والإسلامي.

أبو حجلة خلال ندوة في القاهرة 24

بعد الثورة حصلت متغيرات في الإقليم، بداية دعني أشير إلى أن معركة الكرامة عام 1968 كانت علامة فارقة، وفي تقديري أنها أكثر ما أربك الحسابات الإسرائيلية من كل الحرب العربية والحروب التي خاضتها المقاومة ضد إسرائيل، لأنها كانت حالة توحد فلسطيني عربي في مواجهة إسرائيل وتحقيق انتصار مسموح للفلسطيني أن يحققوه، فمن المسموح أن يحقق فلسطين انتصار محدود ولكن ليس مسموح أن يتشارك هذا الانتصار مع شريك عربي، فالنكسة التي سبقت معركة الكرامة وبما حدث بعدها، وها أنا أردد ما سمعته من رفاق الشهيد القائد ياسر عرفات، فبعد نكسة يونيو كان مؤسسو حركة فتح قد وصلوا لحالة من اليأس حيث كان أغلبهم موجودين بدمشق وفي هذا الوقت ذهب أبو عمار إلي دمشق والتقاهم ليفاجئ بإحباطهم فقال لهم لا هذه هي فرصتنا الأفضل، لتعزيز نفوز الحركة، وفعلا هذا ما تم بعدها بعام فقط حدث انتصار الكرامة، ولاحق ذلك متغيرات كثيرة وحوربت الثورة الفلسطينية وديق عليها الخناق، وتم تحويل الدعم العربي الذي كانت تعتمد عليه الثورة، والذي كان مثال للإنسانية فالأطفال كانوا يتبرعون بمصروف مدرستهم والنساء تبيع ذهبهم، إلي تبرعات رسمية عن طريق الجامعة العربية، والتي تقدمها الدول إلى منظمة التحرير، ولأنها كانت بقرار فقد توقفت أكثر من مرة بقرار أيضا، وكانت إحدى وسائل الضغط ولى الذراع الفلسطيني لكن لم يكن لدي الفلسطينيين مفر، مثلما نراه الآن.

كيف تري الدور المصري ما قبل وأثناء وبعد معركة سيف القدس والحراك الذي يحدث الآن من قبل القيادة السياسية المصرية؟

الواقع الفلسطيني مزري، فالفلسطينيون الذين يقعون تحت رحم الفساد وبين الانقسام والفساد، وهذا هو رأي الشخصي فحالة الفساد في الحكم في طرفي الانشقاق في الضفة الغربية فساد وقمع للشعب الفلسطيني الذي يعاني من قمع الاحتلال أيضا، فالشعب الفلسطيني أصبح محاصر بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، ولذلك كان مخجلا أن تتم المعركة الأخيرة في غزة دون أن تشارك الضفة، هذا في سياق العرض التاريخي التي يتحمل مسؤوليته كلا القيادتان فتح المؤتمر السابع وحماس.

فيما يتعلق بالدور المصري في فلسطين، فأنا من المؤمنين بأن الفلسطينيين الذين يحتاجون على عمق عربي، يحتاجون لمن هو قادر وليس عاجز متحقق وليس في طور التحقق كبير وليس كيان طارئ، ولا يريد شيئا من الفلسطينيين، في هذه الحالة فمن الضروري ان نتحدث عن مصر، بغض النظر عن من يحكمها، فالوفود المصرية لم تتوقف عن زيارة مصر قبل الحرب واثنائها وبعدها، والدور المصري الأخير حقن الكثير من الدماء الفلسطينية، وهذا يسجل لصالح مصر وقيادتها، فلم يكن منطقيا أن يستمر القتال أكثر من ذلك بهذا الفارق الكبير في القوة، فمقابل كل قتيل إسرائيلي كان يسقط لنا من 20 إلى 30 شهيدًا فلسطينيًا، هذا ثمن تعودنا علي دفعه لكن يجب عدم الاستمرار فيه هذه الحالة الأولى.

أبو حجلة والكاتب الصحفي عصام شلتوت والزميلان مصطفى عنبر وإبراهيم الدراوي

الحالة الثانية، التدخل المصري لم يفرغ الصمود الفلسطيني من محتواه الانتصاري، فلو كان التدخل بشكل الآخر كان من الممكن أن نخرج مهزومين أو متعادلين لكن الفلسطينيين أعلنوا أنهم انتصروا والتدخل المصري لوقف إطلاق النار لم يحرمهم من هذا الانتصار وهذه أيضا تسجل لمصر، وما يسجل لها أيضا ما لحق ذلك، من القرار التاريخي الجريء الذي أخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، متجاوز بالرقم وبالتوقيت كل ما قدمته الجامعة العربية، بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة الإعمار بقطاع غزة، في الوقت الذي نعرف فيه أن مصر ليست دولة نفطية ولا تتمدد على خزائن من الدولارات وهناك قطاعات كثيرة في المجتمع المصري تحتاج لهذه الأموال من أجل تحسين ظروفهم، لكن الدول الكبيرة تتصرف كدول كبيرة.

كيف تري الانشقاق الفلسطيني الذي يعطل الدور المصري في تحقيق المصالحة؟

عمل المصريون كثيرا على تحقيق مصالحة فلسطينية في السنوات الأخيرة ودخل الأردنيون أيضا على الخط وكان هناك تنسق مصري أردني، لتحقيق مصالحة بين حركة فتح وحماس، في الواقع لم تحدث المصالحة لأن كلا الطرفين الفلسطينيين لا يريدها، فسلطة القمع والفساد في رام الله وغزة مستفيدتان من الوضع الحالي كما هو وعلى حساب الفلسطينيين في شطري الدولة العتيدة التي تم الاتفاق عليها في اوسلوا، والتي في السياق العلمي هي دولة مسخ وليست دولة، رغم ذلك هناك هذا الصراع وهذا التمركز لكل طرف لحماية مصالحه وحماية مصالح الفئات المنفذة سواء في غزة أو رام الله علي حساب جموع الشعب الفلسطيني الذي لا يجوع في غزة فقط بل في الضفة أيضا والذين يعانوا من القصف الإسرائيلي وبنادق القناصين والقمع.

ما الفرق بين حركة فتح قبل المؤتمر العام السابع وما بعدها على حد تعبيرك؟ 

كل حركة في الدنيا حق مشروع لها أن تصل إلى الحكم، فلا يوجد حزب في العالم تأسس دون هذا المبرر، وإذا كان هناك حزب لا يريد أن يصل إلى الحكم لا بد من حله، لكن هناك فرق بين حزب الحكم والحزب الحاكم، في الحالة الفلسطينية فتح التي كنا نريدها أن تكون الحزب الحاكم لكل جموع الشعب "فالفلسطيني بالمناسبة يولدون فتحاويه حتي يثبت العكس" هذا الحزب الذي كنا نريده حزبا حاكما أصبح حزبا للحكم.

بمعني أن السلطة تستغل وتستخدم تنظيم فتح في الضفة الغربية مثلا لحماية الوضع القائم، وهذا الفرق يجب الانتباه له، فهناك من يواجهنى من الأخوة في الساحة الفلسطينية بالقول انت تريد أن تضعف فتح في الضفة، أنتم الذين أضعفتم فتح في الضفة عندما حولتموها من حركة قائدة لأداه، وحدث ذلك في المؤتمر العام السابع لحركة فتح الذي تم فيه إقصاء قيادات وتفصيل أطر قيادية على إطار صاحب القرار.

القيادي محمد دحلان وآخرون جزء من هؤلاء المستقصون، وليسوا كل من تم إقصائهم، وتم التركيز على دحلان لأنه الأقوى ولأنه في المؤتمر الذي سبقه السادس، هتف باسمه وحقق أعلى من الرقم المطلوب لعضوية اللجنة المركزية بفتح صناديق مركزة واحدة فقط، وبالتالي الآن يتم الطعن في محمد دحلان ومن يعملوا معه وآخرين موجودين بدمشق.

وتم تحويله إلى رجل خارق ولكنه ليس كذلك، يقبل العقل الفلسطيني أن يتم الاختلاف مع محمد دحلان أو غيره بالشأن الفلسطيني فقد قيل أنه على علاقة وثيقة مع الإسرائيليين ولكنه بحكم موقعه كان مطالب بالتواصل معهم لتحقيق مطالب للشعب الفلسطيني، ولكن أنا كشخص لكي أقول أن ما فعله جريمة فهل توقف التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية بحد خروج محمد دحلان، لا لم تتوقف بل أصبحت من العلاقات من طرف واحد بمعني إنه كان هناك مطالب فلسطينية يتم الضغط علي الحكومة الإسرائيلية حتي يتم تنفيذها ولكن الآن هناك إملاءات إسرائيلية ينفذها الجانب الفلسطيني.

فاتفاقية أوسلوا تلزمك بالتنسيق، ولكن هناك فرق بين أن آتي إليه وأقول أنني أريد أموال المقاصة الآن لدفع رواتب الموظفين الفلسطينيين واحتاج إلى 50 ألف تصريح لعمال، وبين أن اجلس في مكتبي انتظر منك أن تبلغني بأن اسحب قوات الأمن الفلسطينية من جينين بين الساعة 12 ليلا و4 فجرات، لأن المسارين سيدخلون لاختطاف مناضل، وهذا ما يحدث الآن ولم يكن موجود من قبل.

 ودعوني اذكركم بالانتفاضة الثانية الأمن الوطني الفلسطيني الذي هو أكبر جهاز امنى بالسلطة الفلسطينية، هو الذي قاد المعركة بالسلاح ضد قوات الاحتلال ومعركة قبر يوسف في نابلس، التي هي أعنف معركة بالانتفاضة الثانية وتم فيها أسر 42 عسكريًا وضابط إسرائيلي بخلاف من تم القبض عليهم، وإسرائيل أجبن من أن تعلن عن قتلاها وجرحاها.

 ما هي فرص التيار الإصلاحي داخل حركة فتح بقيادة محمد دحلان بالانتخابات القادمة؟

في تقديري لن تكون هناك انتخابات مقبلة، ولكن على تقدير أن يتم تنظيم انتخابات، دعني اذكرك باستطلاعات الرأي التي أجريت بعد إعلان الرئيس محمود عباس إجراء الانتخابات وبعد تسجيل المرشحين وإعلان القوائم بدأت مراكز الاستطلاعات إجراء استطلاع رأي، وصلني استطلاع سري أجرته حركة حماس ليس للنشر ولكن للاسترشاد في اتخاذ القرار، يقول التالي، أولا المركز التشريعي عدد مقاعده 130 مقعد، هذا الاستطلاع الذي أجرته حركت حماس والذي تراوحت حوله حتي الاستطلاعات المنشورة يعطي لفتح المؤتمر السابع 20 مقعدا ويعطي لحركة حماس 20 مقعدًا، ويعطي لتيار الإصلاح الديمقراطي 20 مقعدا، إذا أنت تتحدث عن فتح بشقيها محمد دحلان ومحمود عباس 40 مقعدًا، وبذلك تكون 60 مقعدًا على الفصائل.

أضف إليهم 10 مقاعد للجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها، يتبقى لدينا 60 مقعدًا، وهم من دفعوا السلطة للتراجع عن اجراء الانتخابات، لأنه لا يوجد احد يعلم إلى من ستذهب هذه المقاعد، وفي رأيي كان الشارع الفلسطيني سيفرز 60 مناضلا، مستقلين فصائليا وتنظيميا ولكن ليس مستقل عن الصراع ضد الاحتلال والفساد واحساس الفلسطيني بضرورة الخروج إلى الشارع للتعبير عن الحرية، سواء كانت القوة في تعبيرها اليمين السياسي في الضفة الغربية أو من اليمين الديني الحاكم في غزة.

هل رفض الرئيس الفلسطيني للانتخابات خوفا من ترشح محمد دحلان للرئاسة؟

أولًا: الرئيس الفلسطيني أبو مازن لم يلغي الانتخابات لأنه كان يتوقع أن يدخل محمد دحلان منافسا له في الرئاسة، فالرئيس محمود عباس ألغى الانتخابات لأنه لا يريد أن يكون هناك انتخابات، لأنها ستؤدي لظهور تعبيرات سياسية جديدة في الساحة الفلسطينية ترفض كل ما هو قائم، بما في ذلك سلطة الرئيس الفلسطيني.

وما يتعلق بـ محمد دحلان، دعني أقول هنا ما يمكن أن يسمى اعتراف، أنا سألت أبو فادي شخصيا وبشكل مباشر بجلسة مغلقة،  قال إن هذا ليس وقته، نريد التغيير الحقيقي في الحالة السياسية الفلسطينية، ووفقا لما عبر محمد دحلان لي فهذا التغيير لن يأتي إلا من خلال صندوق الاقتراع.

إذا تحدثت عن الرئيس فأنت تتحدث عن شخص، ولكن ليس هذا هو التغيير المطلوب، في النظم الديمقراطية سواء كان الرئيس محمود عباس أو محمد دحلان يجب أن يلتزم وينفذ السياسة التي يقرها المجلس التشريعي، حيث أن التغيير يبدأ من هناك.

هل تتفق مع الرأي الذي يقول أنه لن يحدث مصالحة بين حركتي فتح وحماس؟

نعم أتفق مع ذلك، فكلا الطرفين لا يريد مصالحة وهم على دراية بذلك، وأنا كشخص ضد كل أشكال التطبيع الإسرائيلي ولا زلت وسأبقي حتى أموت أعتبر إسرائيل عدوا.

وهذا موقف لا أجامل به أحدا ولا أقدم فيه تنازل، ولدي كافة الاستعدادات للدفاع عن موقفي، وهذه الاتفاقيات مرفوضة شكلا وتفصيلا، من الشعب الفلسطيني. 

هل من الممكن أن يحدث تقارب بين فتح المؤتمر السابع وفتح محمد دحلان وما هي الأطراف التي قد تشارك؟

هم فقط طرفان فإذا حدثت تلك المصالحة ستكون برعاية مصرية أردنية، لاعتبارات كثيرة أهمها هو الدور المصري وموقعها التاريخي والجغرافي والسياسي وغيرها، وأيضا الدور الأردني الذي يشتبك تماما مع الحالة الفلسطينية، مجتمعيا وسياسيا، هناك حاضنة سياسية للفلسطينيين في مصر وأخري اجتماعية لجزء كبير من الفلسطينيين في الأردن، ما عدا ذلك يبقي مجرد كلام في الهواء.

فكل الدور التي حاولت أن تلعبه قطر أو غيرها، في الشارع الغزي لم يسفر عن تحقيق تغيير في الوضع السياسي لدي الناس، كل الدور الذي يمكن أن تلعبه أي دولة في الضفة الغربية لن يسفر عن تغيير، هوا الناس تجاه الأردن، وهذا له حقيقة علي أرد الواقع فانا أردني من اصل فلسطيني، وابنتي متزوجة من أردني من أصل أردني وغيرها، فكيف يمكن لك أن تفصل بين الأردن وفلسطين.

فالاشتباك بين الضفتين لنهر الأردن لا يمكن أن يحدد بخطوط طول وعرض أو قرار سياسي، فهذا تداخل لا فرار منه إطلاقا، وبواقع أن مصر هي قائد الدور القائد والرائد في المنطقة العربية، أيضا لا فرار منه سواء بقرار أو ضغوط أو غيرها، فمصر لم تلعب هذا الدور فقط في فلسطين بل لعبته في الجزائر قبل ذلك، الثناء حرب التحرير، وأيضا في اليمن، ليس لأن المصريين لديها مصالح في اليمن أو غيرها، بل لأن واقع مصر الأخ الأكبر دائما يلجا إليه.

ما هي نظرتك الإعلامية لزيارة الوزير عباس كامل للأراضي المحتلة وقطاع غزة؟

الإعلام الفلسطيني اكتفي بالتغطية، لكن هذه التغطية كشفت توكل الفلسطينيين للدور المصري، فالطريقة التي استقبل بها الوزير عباس كامل بقطاع غزة تؤكد ما أقوله، فغزة ترفع فيها الإعلام المصرية كما ترفع الإعلام الفلسطينية، وعندما يأتي المهندسون المصريون لبدأ مشاريع إعادة الاعمار، أسألهم كيف يتم التعامل معهم، الغزيون أيضا ينظرون إلى الجانب المصري كما ينظر أهل الضفة على الأردن، باعتبارهم حالة واحدة، حتى أن اللهجة الغزية متأثرة باللهجة المصرية، كما أن الأردنيين والفلسطينيين بالضفة يتحدثون لهجة واحدة.

وبالتالي لم يكن لقاء الوزير عباس كامل لقاء بروتوكولي، فقد كان هناك دفئ واضح في الشارع الفلسطيني بغزة، عبر عنه في استقبال عباس كامل، والكثير من الوفود الأمنية التي كانت تذهب إلى غزة، واستقبال المهندسين والفنين الذين دخلوا القطاع لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، حتى أن غزة تنقسم وتتفارق في مباراة بين الأهلي والزمالك.

وعودة إلى الموقف الفلسطيني، أي رهان أو حديث عن دون قطري أو إماراتي أو غيرها، مجرد كلام إعلام، فالدور العربي الحقيقي في الشأن الفلسطيني يأتي من القاهرة وعمان، وطموحي أنا كشخص في سوريا الكبرى والعراق، ما كان يسمي سوراقيا، لديك حواضر حقيقية تاريخية في المنطقة العربية، عاصمة العباسيين في بغداد وعاصمة الامويين في الشام، ولديك القاهرة ما عدا ذلك هو لعب على الهوامش وعندما أقول دمشق فإنني أعني سوريا التي نعرفها الآن ولبنان والأردن وفلسطين وغرب العراق.

دعوة الرئيس الفلسطيني لقمة ثلاثية مع مصر والأردن قبل الأمم المتحدة كيف تري ذلك؟

سواء كان هناك قمة أم مجرد تشاور يبقي أمرا ضروريا ومهما، لأن الفلسطيني الذي يذهب إلى الأمم المتحدة متسلح بالظهير المصري والأردني، غير الفلسطيني الذي يذهب أعزلا، فمصر والأردن توفران مظلة هامة جدا للموقف الفلسطيني، لكن الموقف الرسمي محكوم بالعديد من الاعتبارات منها العلاقات الدولية، فدائما الموقف الرسمي سيكون اقل بكثير من المأمول شعبيا.

والفلسطينيون الذين يتحدثون في الأمم المتحدة عن التعايش مع إسرائيل ليس لهم آذان صاغية في الشارع الفلسطيني، ولكنهم مضطرون أن يذهبوا بهذا الخطاب إلي منبر الأمم المتحدة، ففي لحظة من اللحظات كان الشارع الفلسطيني يهتف باسم مندوب بوليفيا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وكان يتندر بسخرية على مواقف بعض الممثلين العرب.

ما أهمية المواقف العربية الداعمة لفلسطين ما دامت الجبهة الداخلية مفككة؟

هذا كلام حق أراد به في الكثير من الأحيان باطل، بمعني، من صنع هذا الانشقاق هل الحالة الفلسطينية صناعة فلسطينية لا، فالذي صنع هذا الانشقاق عوامل ومؤثرات كثيرة، منها الاحتلال الإسرائيلي والتدخل الأمريكي ومنها العربي، وانقسام المنطقة العربية إلى محورين أدى إلى انقسام الشارع الفلسطيني إلى محورين أيضا، وأنا لست جزءا من المحورين من قال إنني يجب أن أكون جزءا من محور ما يسمى بالممانعة إذا لم يقاتل إسرائيل ومن قال إنني يجب أن أكون مع محور الاعتدال إذا كان يريد التطبيع مع إسرائيل، أنا لست مع أي من المحوريين وأنا الآن أنطق باسم الشارع الفلسطيني.

كيف تري الزيارات الإسرائيلية المتكررة لأمريكا وبالأخص الزيارة الأخيرة التي قام بها بينيت للرئيس الأمريكي جو بايدن؟

دعني أذكر ليس بالفرق بين بينت والساقط نتنياهو، ولكن دعني اذكر بين بايدن والساقط ترامب، هناك سياسة أمريكية جديدة صحيح أن الشارع الإسرائيلي لم يتغير وجاء بيميني متطرف على رأس الحكومة لكن الولايات المتحدة تغيرت، فما سمعه بينت من بايدن لم يكن ليسمعه من ترامب، أمريكا تغيرت وراجعت موقفها من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واختارت أن تتخذ موقف جديد تري الحكومة الجديدة أنه منسجم أكثر مع مصلحة أمريكا الاستراتيجية في فلسطين والعالم العربي.

عندما عاد بينت إلى إسرائيل حاول أن يظهر لشعبه أنه ناقش باستفاضة كبيرة، ما يسمى بالخطر الإيراني والقنبلة النووية الإيرانية، في الواقع إن ذلك لم يأخذ غير 5 دقائق من اللقاء، والتركيز في اللقاء كان علي التالي، بينت كان يتلقى الملاحظات الأمريكية وكأنه تلميذ يتلقى التوجيهات من أستاذة، يجب أن توقفوا الاستفزاز في القدس، يجب أن توقفوا إخلاء المنازل في الشيخ جراح، يجب أن تتوقفوا عن الاستيطان في المناطق التي لم يحسم أمرها، هذه هي الشروط الأمريكية الثلاث، الآن وضعت على طاولت لقاء بينت وبايدن، كموقف أمريكي، وتعودنا أن أمريكا إذا لم تتحقق مطالبها تأخذ إجراءات، وما نوع الإجراء الأمريكي القادم لا اعرف ولكن ذلك يعتمد علي الموقف الإسرائيلي.

بايدن تعهد ببناء قنصلية أمريكية في القدس وهذا ما لا تريده إسرائيل، لأنها ستكون خاصة بالفلسطينيين، وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترام هي ما تحدثت عن القدس عاصمة لإسرائيل والإدارة الحالية بقيادة جو بايدن لا تمتلك ان تغير هذا القرار لكنها لن تعززه، في المقابل اتخذت قرارات فسرت على أنها في مواجهة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومنها كما ذكرت افتتاح قنصلية بالقدس وترامب كان يرفض ذلك لم يقدم أي شيء للجانب الفلسطيني ولم يتوارى في أي لحظة عن الحاق الأذى بالفلسطينيين بالداخل والخارج، فقد كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق أخطر علي الفلسطينيين من جائحة كورونا.

هل الحكومة الإسرائيلي القوية أفضل للشأن الفلسطيني أم الحكومة الضعيفة؟

هذا شأن من هم انتخبوا هذه الحكومة، فنحن نندد بكافة الحكومات الإسرائيلية سواء كانت قوية أم ضعيفة، سواء كانت يمين متطرف أو يسار الذي هو غر موجود الآن، ولكي يعلم الجميع فاليسار سيعود من جديد، في فترة لا أستطيع تحديدها الآن، لكن لدي قناعة بأن اليسار العالمي عائد ومن أمريكا نفسها، والتي ستقود بث الروح مره أخرى في اليسار العالمي، والمجتمع الأمريكي يتطور في هذا الاتجاه وقد لاحظناه في الانتخابات الأمريكية السابقة.

وبالمناسبة الحزب الديمقراطي وبايدن، لولا وقوف اليسار معه لما نجح بتلك الانتخابات، والآن وجود هذا التنوع الحضاري والثقافي السياسي والعرقي بالولايات المتحدة وامتلاكها لوسائل الإنتاج والتعبيرات الرأسمالية الفجة التي تدخل الآن طور الشيخوخة مؤهلة للانتقال التدريجي من الرأسمالية إلى الاشتراكية.

 

لماذا الدعم الأمريكي الآن للقضية الفلسطينية؟

هذا الدعم سيبقي محددا ومحسورا في رؤية من هو بالبيت الأبيض، لمصالح الويات المتحدة بالمنطقة فقط، فالعالم أجمع بما فيها أمريكا لم يقف معنا ولو مرة واحدة من أجل القضية الفلسطينية، فعنما وقف العالم مع إسرائيل لم يكن بسبب الحب بينهم، بل هناك حسابات اقتصادية وسياسية تدخل في المعادلة، والعرب لم يوظفوا الاقتصاد في خدمة القضية الفلسطينية لذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه.

تابع مواقعنا