الإثنين 02 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أقر أنا المذكور أعلاه.. قصص زواج لمصريين بدأت بالتنازل وانتهت بالحب

القاهرة 24
كايرو لايت
السبت 28/أغسطس/2021 - 05:58 م

«من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال.. اتق الله في كريمتنا.. أتعهد أمام الله بأن أكون لها نعم الزوج».. عبارات كتبها أشخاص مختلفون وأيضًا عبر أزمنة مختلفة، آباء قرروا أن يستبدلوا قوائم المنقولات الخاصة لبناتهم بتعهد آخر بالحفاظ عليهن وإكرامهن، والشاهد الأوحد عليهم هو رب العالمين عز وجل.

يرى هؤلاء الآباء أن الضمانات المالية التي تتمثل في كتابة المنقولات تضمن الحقوق المادية، ولكنها لا تضمن حُسن المعاشرة بين الزوجين، كما يرون أن الأبناء لا تقارن سعادتهم بمال الدنيا، وأن التربية على المحبة والعِشرة الطيبة أهم من الضمان المالي.

من يؤتمن على العِرض لا يُسأل عن المال

انتشرت قائمة زواج عروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسرعة كبيرة وأثارت جدلًا واسعًا، حيث كانت تتضمن: «من يؤتمن على العرض لا يُسأل عن المال»، وروى ناصر عبد اللطيف والد العروس «مريم» لـ«القاهرة 24»، أنه رافض لمبدأ قوائم الزواج شكلًا وموضوعًا، وعلى الرغم من استنكار العديد له، إلا أنه أصر على تنفيذ قراره، مضيفا: «اختيار الزوج الصالح وابن الأصول هو الأهم في العلاقة».

قائمة زواج

عارض حينها الدكتور مبروك عطية، عبر حواره في برنامج يحدث في مصر، فعل الأب عبد الناصر، واصفًا ما قام به بـ«فزلكة»، وذلك لأن الزوجة تكون في عِرض زوجها، والمهر هو الأساس في الزواج بالإسلام.

ونصح عطية الآباء بأن يُدرسوا الشخص المُتقدم للزواج ويُيسروا عليه، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأفراد الذين يكتبون قائمة بهدف حبس الزوج «إذا لعب بديله».

الدكتور مبروك عطية

قائمة تعهد بالحفاظ على الزوجة منذ 22 عام

على الرغم من نيل قائمة «من يؤتمن على العِرض»، إعجاب واندهاش الجميع، إلا أنها لا تعد الشكل الأول للزواج دون قائمة، فقبل 22 عاما، تزوج إبراهيم سيف النصر من زوجته داليا، ولكن بإمضاء تعهد أمام الله بأن يصون كرامتها، حيث جاء نص التعهد: «أقر أنا الموقع أدناه/ إبراهيم محمد عبد السلام سيف النصر، أقر بأنني قد تسلمت من السيد/ كمال أحمد أثمن ما يملك وأغلى ما في قلبه، وأعز من روحه، كريمته داليا زوجة لي».

وتابعت الرسالة الموجودة في القائمة: «وأتعهد أمام الله السميع العليم أن أحافظ عليها، وأصون كرامتها، وأكون لها نعم الزوج الذي يتقي الله فيها، وأخًا وأبًا مدى الحياة، داعيًا الله عز وجل أن أكون على عهدي هذا وأكون أهلًا للثقة، وأن أرضي الله في هذه الأمانة، واختتمت القائمة: الشاهد الأوحد/ رب العالمين».

قائمة زواج

وبعد أن تلقى الزوج الذي روى قصته لـ«القاهرة 24»، تلك الرسالة من حماه قال له: «أنا أمّنتك على لحمي وعرضي وشرفي، لا يمكن أقارنهم بغسالة وثلاجة، إن حبيت بنتي أكرمها، وإن كرهتها رجعهالي تاني، بنتي أغلى عندي من كنوز الدنيا».

دائمًا الأمور الوسطية هي الخير والأفضل

من جانبها علقت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على ما يقوم به هؤلاء الآباء، حيث وجدت أن المجتمع المصري يواجه تناقضات غير طبيعية، فمثلما توجد عائلات لا تكتب قائمة بالمنقولات، هناك وجه آخر يطلب شبكة باهظة الثمن أو مهر صعب تدبيره.

وأضافت خضر في حديثها لـ«القاهرة 24»، أن المجتمع يحتاج إلى التوحد والوسطية في الأمور، فلا يجب طلب الكثير من الأشياء بشكل مبالغ فيه من شاب في مقتبل العمر، ولا يجوز التنازل عن حقوق الابنة حتى لا تخسر كل شيء إذا حدث طلاق بينها وزوجها.

الدكتورة سامية خضر

وبالرغم من كثرة المشكلات بين الأزواج في الفترة الأخيرة وترديد اسم محاكم الأسرة على المسامع بشكل كبير، إلا أن الأب إبراهيم سيف النصر قرر أن يُكمل مسيرة حماه ويُزوج ابنته على نفس الطريقة.

العبارة السابقة التي كُتبت منذ 22 عامًا مكان بعض المنقولات، أخذ الأب إبراهيم من تلك العبارة درسًا ليُكمل على المسيرة نفسها، ولكنه أضاف عليها في قائمة ابنته: «أعطيك ثمرة فؤادي وفلذة كبدي وأغلى ما في قلبي، إن أحببتها أكرمها، وإن كرهتها لا تهينها».

وقال الأب في حديثه لـ«القاهرة 24»، إنه إذا تعرض للخذلان من زوج ابنته في يوم ما، فلن يطلب أي منقولات ولكنه فقط يريد ابنته، لأنه حينها لن يحزن على أخشاب بل يكون على الحياة التي تهدمت.

عقد زواج

مقولة من يؤتمن على العِرض باطلة

رد الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، على من يزوج بناته دون قائمة منقولات، حيث قال: «كم من رجل أؤتمن على العِرض وذهب يجيب عرضه من محاكم الأسرة؟».

وأوضح علي، لـ«القاهرة 24» أن تلك المقولة باطلة، فقال الرسول الكريم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

وتابع الداعية الإسلامي: «ذهبت امرأة إلى رسول الله وقالت له وقد وهبت نفسها لك، فرَ فيها رأيك، فلم يجبها شيئا، ثم قام رجل، فقال: يا رسول الله أنكحنيها؟ قال: هل عندك من شيء من المال؟ قال: لا، قال: اذهب، فاطلب ولو خاتمًا من حديد، ثم قال: ما وجدت شيئًا، ولا خاتمًا من حديد، قال: هل معك من القرآن شيء؟ قال: معي سورة كذا، وسورة كذا، قال: «اذهب فقد أنكحتها بما معك من القرآن».

الداعية محمد علي

وأشار علي، إلى أن هناك كما هائلا من المشاكل بسبب الائتمان على العِرض، بالإضافة إلى التوجه إلى محاكم الأسرة، وهنا لا تنفع العقود دون المنقولات.

ونصح الداعية محمد علي الآباء قائلًا: «لا تبع ابنتك بثمن بخس ثم تأتي تشتكي بعد ذلك، احفظ حق ابنتك حتى لا تندم وترجع لك ابنتك وفي يديها أولادا، وبدلا من أن كنت مسؤولا عن واحدة ستكون مسؤولا عن اثنين وربما أكثر، أفيقوا».

تابع مواقعنا