أديب برتبة جنرال 5.. أبو فراس الحمداني
نستطيع القول إن أبو فراس الحمداني، كان أديبا وشاعرا، إلى جانب كونه مقاتلا وقائدا للحروب، وهو ما يمكن أن نسميه بلغة العصر جنرال، فأبدع في الشعر وتأنق كما أجاد القتال وتفوق فيه.
أهم المعلومات عن أبو فراس الحمداني
أبو فراس أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي، شاعر، وقائد عسكري، من بني حمدان، وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني أمير الدولة الحمدانية التي قامت في فترة ضعف الخلافة العباسية، وشملت أجزاء من شمال سوريا والعراق وكانت عاصمتها حلب في القرن العاشر للميلاد.
بعد تأسيس الدولة الحمدانية، نشأ أبو فراس وشب في كنف ابن عمه سيف الدولة في حلب، بعد موت والده باكرا، فشب فارسا شاعرا.
تصدى لهجمات الروم على إمارة الحمدانيين وشن غارات على ثغور الروم، إضافة مشاركته في مجالس الأدب حيث حلقات الشعر والأدب وكان شاعرا بارزا بينهم.
وقع أبو فراس في أسر الروم، واختلف في كيفية نجاته فالبعض يقول إنه استطاع الهرب والبعض يروي أن ابن عمه سيف الدولة افتداه.
في الأسر كان يتشوق إلى أمه ويلوم ابن عمه سيف الدولة لتركه في الأسر، حيث قضى أكثر من ثلاث سنوات في أسر الروم، وتوفيت أمه وهو في سجن الروم.
شعر أبو فراس الحمداني
أبدع عددا من القصائد أهمها قصيدة داخل سجن الروم منها قصيدة مطلعها: أيا ام الأسير ويقول فيها
أيا أم الأسير سقاك غيث
بكره منك ما لقي الأسير
أيا أم الأسير سقاك غيث
تحير لا يقيم ولا يسير
أيا أم الأسير سقاك غيث
إلى من بالفدا يأتي البشير
أيا أم الأسير لمن تربى
وقد مت الذوائب والشعور
إذا ابنك سار في بر وبحر
فمن يدعو له أو يستجير
حرام أن يبيت قرير عين
ولؤم أن يلم به السرور
وقد ذقت الرزايا والمنايا
ولا ولد لديك ولا عشير
وغاب حبيب قلبك عن مكان
ملائكة السماء به حضور
ليبكك كل يوم صمت فيه
مصابرة وقد حمي الهجير
ليبكك كل ليل قمت فيه
إلى أن يبتدي الفجر المنير
ليبكك كل مضطهد مخوف
أجرتيه وقد عز المجير
ليبكك كل مسكين فقير
أغثتيه وما في العظم زير
أيا أماه كم هم طويل
مضى بك لم يكن منه نصير
أيا أماه كم سر مصون
بقلبك مات ليس له ظهور
أيا أماه كم بشرى بقربي
أتتك ودونها الأجل القصير
إلى من أشتكي ولمن أناجي
إذا ضاقت بما فيها الصدور
بأي دعاء داعية أوقى
بأي ضياء وجه أستنير
بمن يستدفع القدر الموفى
بمن يستفتح الأمر العسير
نسلى عنك أنا عن قليل
إلى ماصرت في الأخرى نصير