الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف حقق المؤرخ رؤوف عباس مذكرات محمد فريد؟‏

رؤوف عباس
ثقافة
رؤوف عباس
الثلاثاء 24/أغسطس/2021 - 09:38 م

نمر اليوم بذكرى ميلاد المؤرخ المصري رؤوف عباس حامد، والذي ولد يوم 24 أغسطس من العام ‏‏1939، وتوفي في 26 يونيو 2021.

 يعد رؤوف عباس من أبرز المؤرخين في العصر الحديث، ساهمت أبحاثه في الرقي بمجال التأريخ، ودراسته، كما ‏كتب العديد من الكتب المهمة في هذا المجال، وفي عام 2000 كرمته الدولة المصرية بالحصول على جائزة ‏الدولة عن إسهاماته في هذا المجال.‏

أرَّخ للعديد من الشخصيات والأحداث المهمة في تاريخ الوطن، ومن أهم أعماله كتابة: مذكرات محمد فريد، ‏والذي حقق فيه سيرة السياسي والمناضل المصري الكبير محمد فريد، من خلال ما تركه من مستندات ‏وأوراق كتب فيها يومياته ومذكراته، وهي كما يذكر الدكتور رؤوف عباس 16 كراسًا، دون فيها ‏مذكراته، ومجموعة من الخطابات المرسلة من وإلى محمد فريد.‏

تناول العمل جزءًا كبيرًا من حياة الراحل محمد فريد، والأحداث السياسية التي عاصرها محمد فريد ودونها في كراساته، وهي يوميات عالجت أحداث مصر السياسية في سبع سنوات تعتبر من أدق ‏فترات تاريخها.‏

 

 

ويتحدث رؤوف عباس في تقديمه للكتاب عن نشأة وتكوين محمد فريد السياسية، وذكر أنه لم يكن يعارض في البداية الاحتلال ‏الإنجليزي للبلاد، فقد كان محمد فريد في بداية الأمر لا يكاد يختلف كثيرًا عن المعتدلين من أتباع مدرسة ‏الشيخ محمد عبده في نظرته للاحتلال البريطاني، فنجده يكتب في يناير 1891 معددًا الإصلاحات التى ‏طرأت على مالية البلاد وعلى أحوالها الاقتصادية، ويبدي إعجابه بمن بيدهم الأمور المالية للبلاد، ويذهب ‏إلى أن الإنجليز لم يأتوا حتى الآن ما يوجب كراهتنا لهم، فهم يعاملون الأهالي بالرفق والدعة، إنما حب ‏الوطن لا يلزمنا إلا التمني بخروجهم من مصرنا العزيزة بشرط عدم عودتنا إلى الدولة العثمانية، وفي الواقع ‏فإني أعترف دون مبالاة أننا محتاجون لمساعدة الإنجليز لنا مدة لا تقل عن خمسة عشر سنة حتى نبلغ شأوًا من ‏التمدن والتقدم في سبيل المعارف فيمكننا أن ندبر أحوالنا بأنفسنا.‏

محمد فريد يتراجع وينقلب على رأيه

ثم يرصد رؤوف عباس عدول محمد فريد عن رأيه وانقلابه تمامًا على الذي رآه مسبقًا، حيث يقول في مقدمة الكتاب: نشر في ‏غضون تلك الأيام كتابه عن "تاريخ الدولة العلية العثمانية" عام 1894، الذى ذهب فيه إلى أن الإبقاء على ‏دولة الخلافة الإسلامية إبقاء للإسلام نفسه، لأن الدولة الإسلامية دافعت عن الإسلام ضد جميع دول أوروبا ‏المسيحية، وينتهى إلى أن المسألة الشرقية حلقة من حلقات الصراع بين الدولة العثمانية والقوى المسيحية، ‏فهي مسألة دينية وليست سياسية.‏

ويضيف رؤوف عباس في تقديمه للكتاب: وهكذا بلغ الأتجاه الإسلامى ذروته في فكر محمد فريد، وترددت أصداؤه حينما كان ‏يعلق على إسناد منصب كبير إلى قبطي أو مسيحي، ويرى في ذلك غبنًا للمسلمين، وتعصبًا من الإنجليز لأبناء ‏ملتهم.‏

ويتحول فريد في الأخير إلى رفضه التام لوجود الإنجليز ويعلن تأييده لعودة مصر تحت راية حكم العثمانيين، ‏يعلق رؤوف عباس عن هذا: وهكذا تبلور الفكر السياسي لمحمد فريد حتى نهاية الفترة التي تناولها ‏هذا القسم من المذكرات حول الاتجاه الإسلامي الوطني، فهو يكره الإنجليز ويتمنى خروجهم من مصر ‏ليتولى أبناؤها حكمها بأنفسهم، ولكنه لا يرى ضرورة حصول مصر على الاستقلال التام، وإنما يرى أن تظل ‏في حظيرة الدولة العثمانية حماية لها من المطامع الاستعمارية.‏

تابع مواقعنا