السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أسرار قصر توفيق باشا أندراوس بعد قرار إزالته.. شهد استقبال سعد زغلول وجريمة قتل غامضة

قصر توفيق باشا أندراوس
تقارير وتحقيقات
قصر توفيق باشا أندراوس
الإثنين 23/أغسطس/2021 - 03:15 م

هُدمت اليوم وبعد أكثر من 125 عامًا على بنائه أجزاء من أحد القصور التاريخية بالأقصر والذي شهد أحداثًا وطنية بطلها الزعيم سعد زغلول زعيم حزب الوفد، إنه قصر توفيق باشا أندراوس الذي تم بناؤه سنة 1897م، وهو واحد من مجموعة القصور ذات القيمة التاريخية النادرة، وكان يضم مجموعة من القطع الأثرية التي نقلت إلى المخازن الأثرية في الأقصر قبل نحو 20 عامًا.

وطالب عدد من الوفديين ومحبي التراث أمثال أحمد الطيب جاويش ومصطفى حسن بحماية القصر من الهدم وترميمه ونقل ملكيته للدولة وتحويله إلى متحف تاريخي، حيث إنه القصر الوحيد الذي استقبل الزعيم سعد زغلول فى عام 1921 عندما صادرت الحكومة حريته أثناء رحلته النيلية.

ومنعت الحكومة الباخرة التى يستقلها الزعيم من أن ترسو على أي شاطئ من شواطئ المدن، إلا أن صاحب القصر فى شجاعة نادرة استضاف الزعيم  سعد زغلول في قصره، وكان اجتماعًا تاريخيًا مشهودًا له بالوطنية في الصعيد سنة 1921 ودوت الجماهير بهتافها المدوي يحيا سعد، وهتف سعد زغلول بل يحيا توفيق أندراوس

إزالة القصر 

وشهدت مدينة الأقصر، مساء أمس الأحد، عمليات بدء رفع المخلفات وهدم بعض أجزاء من قصر أندراوس، حيث يعتبر قصر " توفيق أندراوس" أشهر منزل فى جميع أرجاء محافظة الأقصر.

وظل قصر توفيق باشا أندراوس الواقع فوق معبد الأقصر فى الواجهة المطلة على النيل مباشرة، مكانًا يحيط به الغموض لسنوات طويلة خاصة بعد قيام ثورة 1952م، ورحيل معظم أفراد عائلة أندراوس عن المنزل خلال السنوات الماضية.

قصر توفيق باشا أندراوس

وتعاون موظفو مجلس مدينة الأقصر مع مديرية أمن الأقصر، في أعمال بدء إزالة أبواب وشبابيك القصر الواقع على كورنيش النيل والملاصق لمعبد الأقصر، وذلك ضمن ما سماه مجلس المدينة خطة محافظة الأقصر ووزارة السياحة والآثار لتطوير محيط طريق الكباش الفرعوني، عقب حادث التنقيب عن الآثار داخل المنزل.

ونجح رجال شرطة السياحة، والآثار بمديرية أمن الأقصر، خلال شهر أغسطس عام 2020، فى إحباط محاولة للتنقيب عن الآثار أسفل قصر أندراوس باشا التاريخي بمعرفة عدد من ورثته، وتم ضبط 4 متهمين بينهم سيدة من الورثة وابنها، وتم التحفظ عليهم والتحقيق معهم فى الواقعة، بعد بلاغ من مفتشى معبد الأقصر، كما برر مجلس المدينة عمليات الهدم لكشف بانوراما المعبد وكشف طريق الكباش المنتظر افتتاحه خلال الفترة المقبلة.


وجاء ذلك عقب صدور قرار وزارة  السياحة والآثار  بنزع ملكية القصر وضم الأرض إلى حرم معبد الأقصر، وذلك  لتعرض القصر لحادثة التنقيب عن الآثار.

ما قصة هذا القصر التاريخي؟

يذكر مؤرخون أن توفيق وهب عمره للثورة فعندما نفى سعد باشا زغلول وعلم بأن "صفية زغلول "أم المصريين تشكو قلة خزينة الوفد قام على الفور بببع 700 فدان ووضع ثمنهم تحت تصرفها للصرف على الحركة الوطنية وقتها، وفى عام 1921 كانت الاقصر على أكملها تستعد لاستقبال زعيم الامة "سعد باشا زغلول" واستقبله "توفيق" فى منزله وعقد به اجتماعا تاريخيا مشهودا للوطنية فى الصعيد ودوت الجماهير بهاتافات "يحيا سعد" ومات توفيق أندراوس في ريعان شبابه فى عام 1935 وخيم على الأقصر الحزن العميق وخرجت جماهير الأقصر وقوص وأرمنت في موكبه الحزين وشهدت جنازته العديد من الشخصيات منهم مكرم عبيد باشا سكرتير الوفد وتوفيق دوس وزير المواصلات ونقيب الأشراف محمد أبو الحجاج.

وتوفيق كان له أربعة أطفال وهم "جميلة وجميل ولودي وصوفي " ولم يتزوج أحد منهم الأربعة رغم الجاه والمال، فابنه "جميل" توفي شابا وابنته "جميلة " رفضت الزواج كما رفضت الأختان "لودى وصوفي " أيضا الزواج.

قصر توفيق باشا أندراوس

كما أن توفيق باشا أندراوس استضاف في قصره هذا رموزًا تاريخية وحصل على الباشوية وكانت له مواقف وطنية يذكرها التاريخ إذ كان توفيق عضو مجلس النواب لـ3 دورات متتالية دون منافس منذ عام 1923 إلى 1935 ولم يجرؤ أحد على الترشح أمامه وأطلق عليه "سبع الصعيد" بعد مبايعته لسعد زغلول باسم المسيحيين وكان يتولى إدارة مؤتمرات حزب الوفد ويتبرع بالأراضي والأموال لصالح خزينة حزب الوفد.

جريمة داخل القصر

ومثلما شهد القصر أحداثًا وطنية فإنه شهد أيضًا جريمة قتل غامضة لم تفك ألغازها حتى الآن.. ففي السابع من يناير في عام 2013 كانت الشقيقتان صوفي توفيق أندراوس 82 سنة ولودى توفيق أندراوس 84 سنة  أشهر عانستين بالأقصر تجلسان داخل قصر والدهما في هدوء، ولم يعلما أنهما على موعد مع القتل، وهما اللاتي فضلن العيش في عزلة اخترنها بعد أن فضلا العيش مع ذكريات ماضٍ جميل، داخل قصر والدهما.

وعلى الرغم من اختيارهما حياة الهدوء التى وصلت لحد العزلة عثر على جثتيهما داخل القصر التاريخي ووجدت جثتيهما ملقاة فى كل غرفة منفصلة عن الأخرى واحدة منها مضروبة بالخلف بآلة حادة، والأخرى مضروبة من الأمام، حيث شوهدتا آخر مرة فى فراندة القصر فى الشمس، حيث كانتا تعيشان بمفردهما داخل قصر والدهما.

وحتى الآن لم يتم حل لغز مقتلهما داخل منزلهما الشهير، الذي استقبل سعد باشا زغلول أثناء رحلته إلى الصعيد.

تابع مواقعنا