مثيولوجيا غارقة في الأنوثة.. شعر سيد عبدالرازق
للعابرينَ إليَّ دربٌ واحدٌ
قلبي تَعوَّدَ أنْ يوسِّعَ نعشَهْ
لي من أبي الحفَّارِ نطفةُ رملةٍ
من قبرِ آدَمَ حينَ حاولَ نبشَهْ
لكنَّنِي جبتُ السَّمَاءَ لكي أرَى
ركنًا مُضِيئًا ما يُبَدِّدُ وحشَةْ
يحكُونَ... كان فتًى يراوغُ حَظَّهُ
إنْ ضنَّتِ الألوانُ بدَّلَ نقشَهْ
يرقَى إلى الأوليمبِ كُنْهَ مُؤَلَّهٍ
والناسُ تعبدُهُ وترهبُ بطشَهْ
وتخالُهُ الملِكَاتُ فوقَ ضلوعِهِنَّ
يُمَهِّدُ النَّهدُ المُوَلَّهُ فَرشَهْ
وتَحِكْنَهُ أسطورةً قدسيَّةً
ليغارَ رَبٌّ مَا ويطلِقَ جيشَهْ
ويطرِّزُ الفقراءُ ملمحَ حسنِهِ
فوقَ المعابدِ والبيوتِ الهشَّةْ
وتنامُ عذراواتُ ليلٍ باردٍ
تحتَ السَّمَاءِ لكي يُمَارِسَ طَيشَهْ
ويهبنَهُ شيئًا فريدًا ربَّمَا
أغرَى المساءُ بهِ فبَدَّلَ عُشَّهْ
وبدتْ لَهُ.. فِي الحُبِّ أيُ أُلُوهَةٍ
ستعيدُ للتَّاجِ المُزَلزَلِ عرشَهْ؟
يومَ استبدَّ الماءُ مالَ شِرَاعُهُ
فبِأَيِّ حبلٍ سوفَ يربِطُ جَأشَهْ؟
ما بينَ قهرِ طَبِيعَتَيْهِ مُعَلَّقٌ
ربٌّ وصَبٌّ مَن سيُصبِحُ كَبشَهْ؟
مِن بعدِ غَزلِ الضَّوءِ في هَالَاتِهِ
أَيخيطُ – مِن زُهدِ الأُلُوهَةِ – خَيشَهْ؟
أمْ رُبَّمَا صفعَ التَكَبُّرُ خدَّهُ
فأفاقَ يُطلِقُ في البَرِيَّةِ وَحشَهْ؟
ولرُبَّمَا باعَ الخلودَ بِقُبلَةٍ
ومضَى ليسكُنَ فِي جَمالِ الرَّعْشَةْ
ويُصَدِّقُ الماضينَ قالوا مَرَّةً:
ينجُو الغريقُ - إذا أرادَ – بقشَّةْ
يذكر أن الشاعر سيد عبد الرازق من مواليد محافظة أسيوط وهو طبيب بيطري، وله العديد من الأعمال الشعرية، منها يرسمها الدخان، أخيرا تصمت الزرقاء، نيرفانا، حدها في الغرفة، يقامر شعره،وحصل عبد الرازق مؤخرا على جائزة الفيصل في الشعر المسرحي.