لا مكان للمظلوميات أو الأخطاء البشرية.. منظومة دقيقة لتصحيح أوراق إجابات الثانوية العامة
نجحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في إنهاء "معضلة الثانوية العامة" للعام الحالي، وفقا لمنظومة وأضحة ورؤية شاملة للتعامل مع المراحل المختلفة التي راهن البعض على فشل الوزارة في التعامل معها وعدم جاهزية المرافق والإمكانيات الحالية بالنسبة لقطاعات التعليم والطلاب والمعلمين في التعامل مع المنظومة المستحدثة التي أطلقها وأشرف عليها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم.
المنظومة الحالية للثانوية العامة والنظام التعليمي الجديد تعرض لانتقادات كثيرة من قبل البعض منذ تولي شوقي مهمة الإشراف على النظام التعليمي المصري في عام 2017 في مهمة اعتبرت أنها انتحارية، نظرا للتعامل مع نظام لم يتم تحديثه أو تعديله إلى جانب الآليات والأوضاع التي يعتبرها البعض غير مشجعة على التطوير.
فمع إعلان طارق شوقي عن رؤيته للنظام التعليمي الجديد الذي حظى بثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت الأزمات التي تعامل معها شوقي باحترافية من حالة الخوف التي انتابت أولياء الأمور من أن يصبح أبناؤهم ضحايا تجربة قد لا يكتب لها النجاح على يد الوزير وفشل المعلمون في التعامل مع النظام الجديد، الذي يعتمد على أحدث الوسائل التكنولوجية والعلمية.
الآن من الممكن لـ طارق شوقي أن يلتقط أنفاسه بعدما تمكن من إنهاء كل التخوفات والتعامل مع الأزمات التي حاولت ضرب المنظومة التعليمية الجديدة التي كان هو رجلها الأول، والذي كان من المفترض أن يصبح ضحيتها الأولى حال فشلها، إلا أن المنظومة كتب لها النجاح ليكون شوقي البطل الأول فيها والوحيد الذي راهن على نجاحها منذ اليوم الأول.
ومرت امتحانات الثانوية العامة التي استغرقت ما يقرب من الشهر ضمن منظومة واضحة وآلية عمل دقيقة تتعامل مع جميع التفاصيل من نقل الأوراق إلى مقرات اللجان من المطابع السرية ومراكز التوزيع إلى تنظيم عملية الإشراف من قبل المعلمين واستخدام وسائل تقنية حديثة لمنع الغش بين الطلاب داخل اللجان وتنظيم عمليات دخول الطلاب إلى مقراتها.
سخرت الوزارة جهودها خلال فترة الامتحانات وما قبلها للقضاء على مخاوف الطلاب وأولياء الأمور من خلال توفير نماذج استرشادية عبر المنصات العملية المختلفة التي أطلقتها الوزارة ضمن المنظومة التعليمية الجديدة.
ولم يقف فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 في وجه إتمام عملية الامتحانات وإنجازها بدقة فحرصت الوزارة منذ اليوم الأول على تطبيق الأجراءات الاحترازية وتوفير وسائل الوقاية للطلاب داخل مقرات اللجان وخارجها.
أيضا نجحت الوزارة في الوصول إلى عمليات تصحيح الأوراق بشكل فائق الدقة ليحظى نظام التصحيح ضمن الآلية التعليمية الجديدة باهتمام كبير، فوفرت جهودا بالغة وعملت على تقليل تدخل العنصر البشري فيها بعد الأخطاء الكارثية التي كان يتسبب فيها طوال السنوات الماضية، وتقليل عدد المشاركين في تلك العملية من 100 ألف شخص إلى 400 شخص فقط في إنجاز لم يكن يتصور البعض أن تصل إليه الوزارة.
لجنة متابعة رصدت الامتحانات لحظة بلحظة
وداخل المركز الرئيس للجنة متابعة امتحانات الثانوية العامة كان المشهد وسير عملية الامتحانات مرصودًا من قبل مسئولي وزارة التربية والتعليم لحظة بلحظة في مختلف محافظات مصر وجيمع الطلاب الذين بلغ عددهم 649 ألفا و387 طالبا وطالبة ومن خلال عملية تواصل مستمرة بين لجنة المتابعة و2000 من روساء اللجان في المحافظات.
رحلة الورقة..منظومة حديثة لتصحيح أوراق الثانوية العامة
وبدأت عملية التصحيح مع استلام المركز الرئيس لتقدير الدرجات أوراق الطلاب لما يزيد عن 600 ألف طالب من طلاب الثانوية العامة في جميع أنحاء مصر حيث كان يتم تجميع أوراق الأجابات في صناديق مخصصة ومؤمنة بالكامل للمركز وهو مايشير إلى حرص الوزارة لتجنب الأخطاء السابقة التي كانت تجري في عملية نقل أوراق الإجابات في المنظومة القديمة.
وكان مسئولو المركز يقومون بتوزيع أوراق الإجابات على الكنترول الذي يتكون من ممثلين من مختلف محافظات الجمهورية، ليقوموا بتهيئة أوراق الاجابات لتدخل ضمن أظرف ليجري نقلها إلى المرحلة الرقمية، حيث يعتمد المركز على النظام الإلكتروني في تصحيح أوراق الطلاب ويشرف عليه 500 موظف أقاموا في المقر إلى حين إعلان النتيجة.
ومهدت العملية الرقمية "المسح الضوئي" لتصحيح الأوراق رقميا وكان لالات المسح الضوئي القدرة على استيعاب أجراء العملية من 6000 ورقة إلى 12000 ألف ورقة في الساعة من خلال البار كود الذي كان يتواجد في ورقة من أوراق الإجابات والمربوط برقم جلوس الطالب سواء في شعبة العلمي أو الأدبي مع اختلاف نماذج الإجابات داخل كل لجنة.
وكان يتم تقسيم أوراق الإجابات إلى مجموعات لكل مجموعة الكود الخاص بها بعد أجراء عملية التدقيق لتجنب وجود أي تكرار لتأتي عملية التصحيح الإلكتروني، حيث كان يتم تصحيح ورقة الإجابة عن طريق التعرف على الإجابة الصحيحة من أجهزة الكمبيوتر والبدء في أحصاء الدرجات بطريقة مباشرة دون معرفة هوية الطلاب، الأمر الذي يؤكد على معايير الشفافية الواضحة التي تحظى بها عملية التصحيح لتجنب تعرض أي طالب للظلم.
كما كان نظام التصحيح يقوم بفلترة الأوراق التي تحتاج لمراجعة لتأتي المرحلة النهائية ليكشف النظام عن الأوراق التي تحتاج لمراجعة من المصحح نفسه.
تنهي ورق الإجابة رحلتها في مرحلة التحليل الإحصائي، من خلال تجميع النظام الإلكتروني لدرجات كل طالب في كل مادة حسب معدل النظام الرقمي لتحديد نسب الرسوب والنجاح أو التفوق.
كما اقتصر تدخل العنصر البشري في عملية التصحيح على التنظيم فقط؛ لإظهار معدلات وأرقام حقيقة لطلاب الثانوية العامة.
