الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عضو منظمة التحرير الفلسطينية: الجيش المصري قاتل من أجل حرية فلسطين.. وحركتا فتح وحماس لن تستطيعا تحرير البلاد │حوار

السياسي الفلسطيني
سياسة
السياسي الفلسطيني ياسر أبو سيدو
السبت 21/أغسطس/2021 - 03:08 م

لطالما كان القرار الأمريكي مرهون بالإسرائيلي، حيث إن الصهيونية العالمية والماسونية، تقف ورائها، وأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سينتهي عندما يأتي وعد الله، والجيش المصري قاتل من أجل حرية فلسطين، والبرجماتية الأمريكية حولت الحقائق لأكاذيب.

في هذا الإطار، حاور القاهرة 24 ياسر أبو سيدو، عضو منظمة التحرير الفلسطينية، ونائب رئيس المجلس الاستشاري لحركة فتح.

وإلى نص الحوار..

 

كيف تري المشهد والقضية الفلسطينية من منظورك كفنان تشكيلي؟

يوجد جزء في الفن التشكيلي هو الفن السريالي ونحن الآن في صورة سريالية التي تشمل الوضع العام في العالم العربي والدولي، لكن للأسف تحولت الحقائق إلى أكاذيب، ثم تحولت إلى صورة حية أمامنا على أرض الواقع، من خلال الكثير ما يسمى البرجماتية الأمريكية، والجُبن في الكثير من المواقف العربية للأسف.

السياسي الفلسطيني ياسر السياسي الفلسطيني ياسر أبو سيدوبو سيدو

هذا الوضع، انعكس على فلسطين، الذي يعتبر جزءًا من الوضع العربي العام، ليس جُزافا بل بالنظر إلى ما قبل عامي 1948 و1967 وما بعدهما، وحتى الآن تسير الأمور بشكل يقودها حيوان مُفترس يريد أن يصبح كل شيء، وأن تكون كل الأشياء تابعة له.

ونحن نرى التغول الصهيوني قبل الأمريكي، وهذا دائمًا ما أقوله لأن القرار الأمريكي مرهون بالإسرائيلي، الذي قد لا يعني شيئًا دون ما ورائها، وهي الصهيونية العالمية والماسونية، لدرجة أنه في كثير من الأحيان أقول إن رئيس وزراء الاحتلال، ليس هو من يقود إسرائيل لأنه لو نظرنا لهم، فكل الذين تولوا هذا المنصب ساروا على نفس قضيب السكة الحديدية الذي يُحدد لهم مسارهم، ورئيس الوزراء ليس أكثر من رجل يُنفذ ما يُؤمر به.

ومهما اختلفت الصفات التي أُطلقت على كافة رؤساء الوزراء الإسرائيليين من تطرف أو غيرها، فلو كان رئيس وزراء إسرائيل هو من يقودها لما قُتل إسحاق رابين، الذي غاب عن المسرح في لحظة بسبب خروجه عن الطريق الذي رُسم له، وعلينا أن نأخذ بالعبارة التي تقول: أعرف نفسك تعرف عدوك.. خُض مائة معركة تحرز مائة نصر.

ومن الواضح أن الكثيرين لا يعرفون ما هي الصهيونية، ويتعاملون معها على أنها شيئًا طبيعيًا ودولة طبيعية، لكن الحقيقة أنها شيء آخر تمامًا، وأنا ضد كل من يؤنسن إسرائيل، وينتظر منها موقفًا إنسانيًا، حيث إنه يصل في نظر الجميع لدرجة الغباء، فالإسرائيليين مُسيرين إلى هدف مُنطلق من المقولة التي تقول: إنهم شعب الله المختار، فهم شبّعوا بهذه المقولة شعبهم وأطفالهم لدرجة أنه عندما سألت أحد الشباب الإسرائيليين متى يكون هناك سلام مع فلسطين، قال إنه لن يكون هناك سلام معهم، لأن الفلسطينيين والعرب لن يكونوا إلا عبيدًا لنا، وهذه هي نظرة جميع الصهاينة المقيمين على الأراضي الفلسطينية.

 

كيف تري العلاقات بين الفصائل الفلسطينية وخاصة فتح وحماس المختلفتان دائما؟

عندما خرجنا من فلسطين بعد النكبة الكبرى، وأصيب الشعب الفلسطيني بفقدان الأمل بكل الزعامات والأمة العربية، بدأ الفلسطيني يبحث في كل مكان عن طريق يعيد له دولته المحتلة، واتبع الشباب كل الاتجاهات الأيدولوجية الموجودة بالعالم من الشيوعية، الإخوان المسلمين، الماركسية اليونانية، والقوميين العرب، وغيرها أملًا أن يجد طريقة لاستعادة فلسطين، وبذلك أصبح هناك مجموعة ضخمة من الاجتهادات الفردية بالداخل الفلسطيني.

الزميل إبراهيم الدراوي يحاور السياسي الفلسطيني ياسر أبو سيدو

وهذه الاجتهادات، انعكست من خلال خلق قيادات، وبالعادة القائد لا يتنازل لقائد آخر إلا بالوفاء أو بأشياء أخرى، ففي سنة 1954 طُرح في العالم العربي مشروع جونسون، والذي كان قائمًا على توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكنهم، وطرح مشروع شمال العريش وكاد أن يُنفذ، إلا أن الشعب الفلسطيني رفض وبشدة، وأحرق كل ما يتعلق بالأمم المتحدة، رافضًا التوطين في أي مكان غير فلسطين.

والتقى بعدها مجموعة من الشباب الفلسطيني لإنشاء منظمة تقوم بتحرير فلسطين، وهي منظمة التحرير الفلسطينية - فتح- بقيادة الشهيد ياسر عرفات، خليل الوزير، صلاح خلف، محمد صبري، وآخرين، وكانوا خارج قطاع غزة بالكويت والسعودية وغيرها من الدول العربية، وأسسوا حركة التحرير - فتح، واتفقوا على أن يكون أول يناير 1965 بدء الثورة الفلسطينية التي كانت تحمل اسم العاصفة، وكان هناك العديد من الجبهات الأخرى مثل القوميين العرب، الذين أسسوا الجبهة الشعبية فيما بعد.

أما بالنسبة للصراع بين فتح وحماس، فأنا دائمًا أقول ارفعوا أيديكم عن الشعب الفلسطيني، بمعنى أن من يُغذي الصراع العقائدي أو على الأرض نتج منه الانقسام الذي حدث في 2007، والذي هو ضد إرادة الشعب الفلسطيني، فالسيطرة على الشارع الفلسطيني قضية صعبة للغاية، حيث إن حماس ارتكبت العديد من المجازر ضد الشباب، لكن حدث فيما بعدها العديد من 4 مُفاوضات بين حركتي فتح وحماس منها اتفاق مكة، والقاهرة، الذي كان على عدد من المراحل، ولم ينجح بسبب تراجع الحركة.

وفي حال لم تؤمن بالشراكة، فلن تتحد مع الآخرين، حيث إن الأخوة في حركة حماس كما أقول هم صُورة من الإخوان المسلمين، وأنا لا أريد أن أعود إلى عام 2011، وما حدث من حركة حماس لأن هذه قضايا خاصة، وجمهورية مصر العربية كفيلة بها، لكن إن لم تكن لديك النية الصادقة لتعود للصف الفلسطيني فلن تعود، وحركة حماس تهربت من 4 اتفاقيات لأسباب تافهة، فعندما يقول أحد الإخوة في المجلس التشريعي بقطاع غزة على القادمين من حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية: «كان لازم أضربهم بالجزمة»، فبذلك أنت لا تنوي المصالحة، ولا تريد أن تكون على درب التحرير الفلسطيني.

لكن دعنا نتكلم بشكل واضح، أن حركة فتح لن تستطيع تحرير فلسطين ولا حركة حماس أيضًا فمن سيحررها هو الشعب الفلسطيني بنفسه وليس أحد آخر، وهذا الشعب إن لم تكن قياداته مُوحدة، سيستمر العدو الصهيوني باللعب على التناقضات.

 

كيف تري حكومة بينيت وبناء المستوطنات والاعتداء على البلدات الفلسطينية القديمة؟

لا يجب أن تقول حكومة بينت أو نتنياهو، بل الحكومة القائمة على احتلال الأراضي الفلسطينية.. هذا المصطلح يجب أن يكون ثابتًا لسبب بسيط، وهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، من يقوم بتنفيذ السياسة الصهيونية، فمنذ عام 1948 وحتى اليوم، تعتدي إسرائيل على الفلسطينيين والعرب على الأقل مرة كل شهر.

ياسر أبو سيدو في حوار مع القاهرة 24

وهذا يعني أن إسرائيل ليست قدرًا، لكنها قُدرة والفرق بينهما واسع وبعيد، فلو كانت الدول العربية بزعمائها السابقين والحاليين يعلمون المخطط الصهيوني في المنطقة، ويوقنوا أنهم يُكونوا فلسطين رقم اثنين أو ثلاثة، لكانوا قد وقفوا ضد إسرائيلي، فهي ليست القُوة الجبارة، كما قال حسن نصر الله، إن الكيان الصهيوني أهوى من بيت العنكبوت، والدليل أن إسرائيل في قِمة قُوتها، وكان بعض الفِدائيين يصلون إلى أعماق إسرائيل، ويقومون بعمليات لا تستطيع ردعها مثل عملية دلال المغربي التي كانت في شمال تل أبيب.

 

ماذا قدمت السلطة والرئيس محمود عباس لفلسطين؟ وما يحدث في القدس؟

لا بد من القول إن الرئيس محمود عباس، أعلن أكثر من مرى في الأمم المتحدة وخارجها وفي الجامعة العربية، واجتماعات وزراء الخارجية: نحن دول تُحتل احتلالًا - بمعني أن من يملك مفاتيح البيت في الكرامة، هي إسرائيلي، لكن أبو عمار كان يختلف مع الرئيس الفلسطيني الحالي في تعامله بطريقة أكثر قُوة وحزم، فكما أقول دائمًا ارفعوا أيديكم عن فلسطين، فمن يُغزي النزاعات الفلسطينية والعلاقات العربية مع إسرائيل هم دول عربية.

ونحن نمسك بسلة من الشبك، ونريد أن نملأها ماءً وهذا مستحيل، وعندما نعلم أنه في يوم من الأيام كانت هناك دولة عربية تقول إنه لا تنازل عن الحق الفلسطيني ثم تُطبّع مع إسرائيل، وخلال أقل من أسبوعين أصبح هناك سفارات وقُنصليات وزيارات مُتبادلة.

 

هل حققت حرب الـ 11 يوم نجاحات على أرض الواقع للشعب الفلسطيني أم لا؟

أريد أن أعيد الناس إلى عام 1968، حيث كانت مجموعة الفِدائيين مُتمركزة في غور الأوسط من الناحية الأردنية، وخرج الإسرائيلي موشيه ديان، وقال إن الفدائيين مثل البيضة في يدي، وأكسرها متى شئت، وأتركها متى أريد، وأنا أدعوا الصحفيين لكي يروا كيف سأنقل ما يتبقى منهم في شبكات تنقلهم طائرات الهليكوبتر وتطوف بها فوق سماء إسرائيل ودخل بـ 12 ألف جندي مُدججين بالسلاح والدبابات والطائرات، وخاض الفدائيين الذين كان عددهم 399 معركة الكرامة وأسقطوا هيبة الجيش الإسرائيلي، واستشهد 99 منهم، وخرجت إسرائيل تطلب وقف النار.

وبالنسبة لمعركة الأيام 11 الأخيرة التي شهدتها غزة.. أنا أشيد بيد كل رجل من كافة الفصائل الفلسطينية التي ضغطت على الزناد حتى تخرج الصواريخ ضد إسرائيل، وقلت سابقًا: أيها الإسرائيليون.. أيدينا تطول رقابكم، لأن صواريخ غزة وصلت حتى شمال تل أبيب، بمعنى أبسط أننا نستطيع أن نضرب قلب إسرائيل، لكن يجب أن يكون هناك ما بعد المعركة، فما الذي يمنع أن يكون هذا انتصارًا للشعب الفلسطيني، وما الذي يمنع حماس أن تذهب إلى منظمة التحرير الفلسطيني وتجري مصالحة.

فمنذ أيام تمت دعوة مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين، للقاء داخل بمبنى منظمة التحرير الفلسطيني، وإجراء حوار، فخرج من يقول إنها خيانة وما غير ذلك.. دعونا نفعل ما يفعله غيرنا، فإذا استمعت إلى إسرائيل تتحدث عن السلام فهي ذاهبة إلى الحرب والعكس صحيح.. دعونا نُمارس هذه اللعبة السياسية كما يُمارسها الجميع، فعندما ضربت اليابان بيل هاربر، كان السفير الياباني متواجدًا بمكتب وزير الخارجية الأمريكي.

 

كيف ترى الدور المصري منذ بداية حرب الأيام 11؟

فلسطين لها ميزة، وهي أنها تقع في بوابة مصر الشمالية، وسيناء تقع بين خليجي العقبة والسويس، وشمال خليج العقبة يوجد نهر الأردن، وبالتالي هناك ممر إجباري لمن يريد أن يدخل مصر، أن يأتي من فلسطين وبصفة خاصة من غزة، وهذا الطريق يُسمى طريق حورس يبدأ من الفرما شرق بورسعيد، ويصل إلى سهل مرج ابن عامر شمال فلسطين بمنطقة تدعى «ماجدوا» التي انتصر فيها أحمس على الهكسوس، ودمرهم في موطن اقامتهم.

وهذا الطريق هو طريق الساحل الفلسطيني، والذي كانت تسلكه دائمًا العربات المصرية من 10000 عام لكي تصل إلى قادش ومحاربة الفرس في بعض الأحيان، فالعلاقة بين مصر وفلسطين علاقة جدلية بمعنى أن من يحتل فلسطين يؤثر على مصر، التي كانت تُؤمن حُدودها الشمالية من خلال العلاقة الحامية لفلسطين، فمنطقة «ريحة» بها حمامات كليوباترا التي كانت تذهب إليها الملكة المصرية للاستجمام.

ومن هنا يبدا الدور المصري في الحرب التي بها الصهيونية العالمية ضد فلسطين، حيث قامت مصر بمساعدة الشعب الفلسطيني مع بعض الدول العربية، رغم أنى أتحفظ قليلًا، وأقول دائمًا إن الجيش المصري هو الوحيد الذي قاتل من أجل حرية فلسطين غير الآخرين.

واللحظة التي رأى فيها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، في بيت رئيس بلدية أسدود، فتاة فلسطينية، تقف بجوار الحائط وتبكي بعد موت أهلها فتصور جمال عبد الناصر، أن ابنته هي التي تبكي، فالعاطفة هي التي ربطت جمال عبد الناصر بفلسطين وربطها هي الأخرى به، لأنه أدرك كم الظُلم الذي وقع على هذا الشعب.

 

كيف لمنصور عباس ذو الخلفية الإسلامية أن يجعل حكومة بينيت هي من تُشكل حكومة إسرائيل في هذا الوقت؟

منذ شهر مضى كان في القاهرة أحد أعضاء الكنسيت الإسرائيلي في التجمع الفلسطيني أيمن عودة، وقمنا بسؤاله ما الذي دفع منصور عباس إلى هذا الموقف؟، وأرجوا من الجميع أن لا ينظروا للفلسطينيين المُتواجدين داخل أراضي 1948 نظرة اشتباه، فهؤلاء صامدين على أرض فلسطين، وعانوا في كثير من الأحيان مثل 30 مارس 1969 - يوم الأرض الفلسطينية، الذي قُتل فيه نحو 13 فلسطينيًا في مظاهرة، عندما قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على أراضي عرب 48، الذين يعتبرون وطنيين بصورة إن لم تكن مثلنا، وقد تكون أكثر مننا.

وكما قلت في البداية أن الفلسطينيين لجئوا لكل الاتجاهات العقائدية وصولًا لفلسطين، ومنهم من لجأ لفكرة الإخوان المسلمين، والأخ منصور أنا ضده، فلا يمكن التعاون مع بينيت أو غيره لأنهم ليسوا أكثر من قتلة، فقد تصور الأخ منصور على حد قوله، أنه لجأ إلى التحالف أو الوقوف مع بينيت وصولًا إلى الاتيان بمستحقات، فهناك أماكن لا يعترف بها الكيان الصهيوني ولا يقدم لها أي خدمات ولا يعترف بها وكان هناك هدم لمنطقة عراقيب للمرة 191 التي يهدموا فيها هذه البيوت، ومنصور يقع عليه المسئولية إذا كان متصورًا أنهم سيقدمون له أي خدمات.

 

كيف يمكن الخروج من المأزق الفلسطيني الداخلي ومع إسرائيل أيضا؟

الصراع بين فتح وحماس من السهل أن ينتهي، عندما أنسى أنني سأجلس على كرسي وأصبح مسؤولا، فعندما يكون العمل الفلسطيني من أجل فلسطين 100% ستذوب المشاكل، وأنا أتمنى لإخواننا في حركة حماس أن يكونوا فلسطينيين، وليس حركة فتح أو حماس.

أما بالنسبة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإذا عُدنا للتفسير الديني، فهذا الصراع ينتهي عندما يأتي وعد الله، وعندما يكون هناك عباد يسعون لاسترداد المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمهد.

تابع مواقعنا