السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الكاتب سعيد شعيب: الإخوان لديهم تصور دموي للإسلام.. والخلافة مشروع استعماري | حوار

سعيد شعيب
سياسة
سعيد شعيب
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 09:50 م

حلل الكاتب الصحفي سعيد شعيب خطابات وتحركات جماعة الإخوان ورؤيتهم للدولة المصرية، وموقفهم التاريخي من حقوق الإنسان بشكل عام، في كتاب حمل عنوان «تفكيك مصانع إنتاج الإخوان.. لماذا نحارب الإرهابيين ولا نحارب الإرهاب؟».

ويرى شعيب في كتابه الذي صدر حديثًا أن الإخوان يرون أنفسهم مشروعًا دينيًا في المقام الأول وهدفهم الكبير الاستيلاء على كل أركان الدولة المصرية والمجتمع، مشيرًا إلى أن حسن البنا كان يدرس الهجرة بالجماعة إلى بلد عربي، ولكنه رأى أن مصر الأصلح، طارحًا رؤيته في الجماعة وتحركاتها ومواقفها، في سياق الحوار التالي:

 

*في البداية لديك فصل في الكتاب بعنوان ليسوا حزبًا أو تيارًا سياسيًا.. إنهم مشروع إلهي وكلاء الله على الأرض.. كيف تصفهم بأنهم وكلاء الله على الأرض؟ ما دلالاتك؟

 

- هم مشروع ديني لأن هذه هي مرجعيتهم، أي ما يتصورون أن الله قد أمرهم به، بل أمرهم بأن يفرضوها بالقوة لو استطاعوا على غيرهم من البشر بما فيهم المسلمون، وبالتالي فهم ليسوا في حالة منافسة حرة عبر صندوق الانتخابات مع غيرهم من الأحزاب؛ لكن صندوق الانتخابات وغيرها من الوسائل الحديثة هي أداة للتمكين ومن بعد الاستيلاء على الدولة والمجتمع. 

 

أما الحزب السياسي فبرنامجه ليس قادمًا من السماء ولكن من مصالح الناخبين الذين يعبر عنهم، ويمكن أن يعدل ويغير من برنامجه حسب الظروف وحسب ما إذا كان هذا سيجعله قادرًا على الفوز في الانتخابات أم لا. فالحزب السياسي ليس لديه مشروع للاستيلاء على الدولة والمجتمع، فدوره هو إدارة الدولة وليس تأميمها، ودوره البحث عن مصالح الناخبين، وليس إعادة برمجة المجتمع بناءً على مشروع إلهي أو مشروع قادم من السماء. 

ولذلك فأمر عادي أن يخسر الانتخابات مرة ويكسبها مرة، فهو في حالة منافسة مع غيره. أما الإخوان فهم في حالة عداء (تكفير) مع مَن يرفضون مشروعهم، ولكي ينفذوا هذا المشروع لا بد عاجلًا أو آجلًا من التخلص من منافسيهم إلى الأبد. 

 

لذلك من الصعب الحديث عن حرية لأعداء الحرية، الحديث عن حقهم في الممارسة الديمقراطية ومشروعهم الذي يقولون إنهم يريدون بناء دولة دينية ديكتاتورية. 

 

*رابطة العقيدة، هي عندنا أقدس من رابطة الدم ورابطة الأرض.. هنا أنت تقول إن الإخوان لا يؤمنون بالأوطان ولا ينتمون لها خاصة إخوان مصر؟ 

 

- أولًا هم من يقولون ذلك في أدبياتهم، وهذا ما قاله قادتهم وأولهم حسن البنا. وسيد قطب قال إن الوطن حفنة تراب عفنة، وقال مرشدهم السابق مهدي عاكف "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر". والرئيس الأسبق محمد مرسي كان متهمًا بالتخابر ضد مصر لصالح دول أجنبية. 

 

*قلت إن حسن البنا كان يدرس الهجرة بالجماعة إلى بلد عربي ولكنه رأى أن مصر الأصلح.. كيف حدث ذلك ولماذا الهجرة؟

 

- في بداية دعوته واجه بعض الصعوبات، ولذلك فكر كثيرًا في أن يبدأ دعوته من اليمن، فهناك إخوان، ولذلك سافر إلى الحج لترتيب الأمر، لكنه غير رأيه وقرر أن الدعوة من مصر أفضل له. 

 

*قلت في كتابك إن الإخوان هدفهم الكبير هدم مصر بالكامل وإعادة بنائها.. ما دليلك على هذا الكلام؟

 

- دليلي ما بدأوا في فعله عندما حكموا مصر لمدة عام. وهدم مصر تعني هدم الدولة التي نعرفها وبناء دولة جديدة على أساس تصورهم الدموي للإسلام، بالإضافة إلى أنهم قالوا ذلك وكتبوه، ومارسوه في بلاد حكموها مثل السودان. 

 

*لماذا ذكرت أن الإخوان لا يرون حقوق الإنسان والمرأة والأقليات وغيرها من المفاهيم الإنسانية لأنها كلها ضد الإسلام وضد الله؟

 

-هم قالوا ذلك ومارسوه على الأرض. فمشروعهم هو استخدام الإسلام لهدم مبدأ المساواة بين البشر. فيصبح المسلم أعلى من غيره من البشر. ويصبح الإخواني أعلى من المسلمين وأعلى من كل البشر، ويستخدمون الإسلام لهدم مبدأ المسارة بين الرحل والمرأة في كل شيء. 

تفكيك مصانع إنتاج الإخوان

 

*كيف ترى مشروع الخلافة الإسلامية في مضمونه كما أعلنته جماعات الإسلام السياسي؟

 

- هو مشروع استعماري الهدف منه حكم العالم بالقوة، عندما يمتلكونها. هكذا فعلت داعش، وهكذا يريد أردوغان، وهكذا كان يريد عمر البشير الإخواني عندما حكم السودان.  

 

*هذا الحديث يأخذنا لفصل جديد في الكتاب وهو كيف نشر الإخوان التنظيمات الإرهابية في العالم؟.. وذكرت أن هناك ثلاثة أنواع من الإسلام، الوهابي القادم من السعودية والمدعوم بأموال البترول الوفيرة. والثاني الأزهري سواء بمبعوثيه إلى الدول التي يعيش فيها مسلمون، أو تلك التي أرسلت أبناءها إلى الأزهر للدراسة. الثالث هو جماعة الإخوان وباقي تنويعات الإسلام السياسي الإرهابي التي خرجت من عباءتها.. ما الفارق بين الثلاثة؟

 

 - ليس لدينا إسلام واحد كما تعرف، لدينا مثلًا مذاهب وطوائف كثيرة. كما أن لدينا "إسلامات" تحرض على العنف والكراهية واحتلال الشعوب. ولدينا إسلامات إنسانية لا أول لها ولا آخر ترفض كل ذلك. الفارق الجوهري بين كل ذلك هو أن هناك من يؤمنون بأن الإسلام ليس دينًا ولكنه دولة وإمبراطورية، وهؤلاء يخرج منهم الإرهابيون وينشرون الخراب في العالم. وهناك من يؤمن بأن الإسلام دين فقط، علاقة فردية مع الله، وهؤلاء هم الذين ينشرون المحبة والسلام. 

 

*تحدثت أن الإخوان لديهم شبكة العلاقات تربط تنظيمات التكفير والإرهاب بالجماعة.. كيف بدأت تلك الشبكة وعلى أي أساس عملت؟

 

-هذه الشبكة بدأت مبكرًا، بعمل قسم خاص في الجماعة اسمه القسم الخارجي، وكان مختصًا بعمل علاقات تنظيمية مع مسلمين في كل مكان في العالم. واعتمد الإخوان علي المسلمين الذين يأتون للدراسة في الأزهر. وهؤلاء عندما يعودون لبلادهم يؤسسون التنظيم ويؤسسون للإسلام السياسي المنتج للإرهاب. 

 

*ما دور الإخوان في تأسيس تنظيم القاعدة وما قصة انضمام بن لادن والظواهري إلى الجماعة؟

 

-الظواهري هو الذي قال ذلك. كما أن أسامة بن لادن تعلم على يد محمد قطب وهو أخو سيد قطب. ولا يوجد فارق جوهري بين القاعدة والإخوان، كلاهما يؤمن بأن الإسلام ليس دينًا ولكنه دولة وإمبراطورية.. الخلاف في بعض التفاصيل كما أوضحت في كتابي. 

 

*قلت في كتابك إن الإخوان وطدوا علاقتهم بالتنظيمات الجهادية بعد وصولهم للحكم.. ماذا كانوا يخططون؟

 

-هذا طبيعي، فعلوها في مصر، ولعلك تذكر ما قاله البلتاجي بعد الإطاحة بمحمد مرسي: يعود الرئيس (يقصد مرسي) تتوقف العمليات الإرهابية فورًا في سيناء. وأردوغان يدعم جماعات إرهابية منها داعش في سوريا. والبشير دعم ونشر التنظيمات الإرهابية في إفريقيا. 

 

*كيف وصل الإخوان إلى نيجيريا وأسهموا في تأسيس تنظيم بوكو حرام الإرهابي وفي الفلبين حركة مورو الإسلامية؟ وفي الشيشان وأوروبا؟

 

- يصلون إلى كل مكان فيه مسلمون، بمساعدة المؤسسات الدينية التي تؤمن بفكرتهم الأساسية (الإسلام ليس دينًا، لكنه دولة وإمبراطورية استعمارية). على سبيل المثال رئيس بوكو حرام خريج الأزهر وكذلك مؤسس جبهة مورو الإسلامية في الفلبين وغيرها وغيرها كما ذكرت في الكتاب. 

تابع مواقعنا