الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل ستصبح أفغانستان ملاذًا للإرهاب بعد سيطرة طالبان على السلطة؟

سيطرة طالبان على
أخبار
سيطرة طالبان على السلطة فى أفغانستان
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 05:53 ص

في الوديان النائية المكسوة بأشجار الصنوبر في ولاية كونار الأفغانية، وفي منتديات الدردشة الجهادية على الإنترنت، ثمة ابتهاج لما يعتبره أنصار القاعدة "انتصارًا تاريخيًا" لطالبان.

 

جاء الرحيل المهين للقوات نفسها، التي طردت في مرحلة ما كل من طالبان والقاعدة منذ 20 عامًا، بمثابة دفعة معنوية هائلة للجهاديين المناهضين للغرب في جميع أنحاء العالم.

 

تُعد أماكن الاختباء المحتملة التي يتم فتحها الآن في مناطق غير خاضعة للحكم في البلاد جائزة مغرية، خاصة بالنسبة لمقاتلي ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، الذين يتطلعون إلى إيجاد معقل جديد لهم بعد هزيمة الخلافة التي أعلنوها بأنفسهم في العراق وسوريا.

 


وقد حذر كبار الضباط والسياسيون الغربيون من أن عودة تنظيم القاعدة بقوة إلى أفغانستان شيء حتمي، كما نبه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في حديثه بعد اجتماع طارئ بشأن الأزمة، إلى ضرورة اتحاد الدول الغربية لمنع تحول أفغانستان إلى ملاذ للجماعات الإرهابية الدولية مجددًا.

 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم أول أمس الاثنين، مجلس الأمن الدولي إلى "استخدام جميع الوسائل المتوفرة لقمع التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان".

 

ولكن هل تُترجم عودة طالبان على أنها عودة لقواعد القاعدة ومنصة لاحقة لهجمات إرهابية عابرة للحدود تستهدف الدول الغربية من بين أهداف أخرى؟ الجواب: ليس بالضرورة، لا.

 

 

البحث عن الشرعية


في المرة الأخيرة التي حكمت فيها طالبان البلاد بأكملها، بين عامي 1996-2001، كانت أفغانستان عمليًا دولة منبوذة، باستثناء ثلاث دول فقط اعترفت بشرعيتها، وهي كل من السعودية وباكستان والإمارات.

 


علاوة على معاملة شعبها بوحشية، وفّرت طالبان ملاذًا آمنًا لتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، الذي دبّر هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة في عام 2001، التي أسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.

 


مر ما يقدر بنحو 20 ألف مجند من جميع أنحاء العالم عبر معسكرات تدريب القاعدة، وتعلموا مهارات قتالية فتاكة وخلقوا ما بات يعرف باسم "جامعة الإرهاب" عندما انتشروا عائدين إلى بلدانهم.

 

واليوم، لا تزال طالبان تعتبر نفسها الحاكم الشرعي لـ "إمارة أفغانستان الإسلامية" كما يسمونها، وسيرغبون بدرجة معينة من الاعتراف الدولي بهم.

 

يبدو أنهم حريصون بالفعل على طرح فكرة أنهم جاؤوا لاستعادة النظام والهدوء والسلطة، بعد الفساد والاقتتال الداخلي والهدر الذي اتسمت به الحكومة على مدى السنوات العشرين الماضية.


في حدث تاريخي، جلس الفرقاء الأفغان رسميًا وجهًا لوجه للمرة الأولى لبدء مفاوضات تهدف إلى إنهاء الصراع الدموي فى سبتمبر 2020

 

وخلال محادثات السلام الفاشلة التي جرت في الدوحة، وضّح المفاوضون لطالبان أن هذا الاعتراف المنشود لن يتحقق ما لم يقطعوا علاقتهم بالقاعدة تمامًا.

 

وقالت طالبان لقد فعلنا ذلك بالفعل، ولكن لم يفعلوا ذلك حسب تقرير حديث للأمم المتحدة، أشار إلى الروابط القبلية والمصاهرة الوثيقة بين المجموعتين.

 

وخلال سيطرة طالبان على البلاد بأكملها في الأيام القليلة الماضية، تم الإبلاغ عن رؤية العديد من "الأجانب" في صفوفهم، أي مقاتلين غير أفغانيين.


من الواضح أيضًا أن هناك تباينًا بين الكلمات الأكثر اعتدالًا والبراغماتية التي يتحدث بها رجال جبهة طالبان، المفاوضون والمتحدثون من جهة، وبعض الأعمال الانتقامية الهمجية التي تحدث على الأرض من جهة أخرى.

 

في 12 أغسطس، بينما كانت طالبان لا تزال تتقدم نحو العاصمة، غرد القائم بالأعمال الأمريكي في كابل قائلًا: "لا تشبه تصريحات طالبان في الدوحة أفعالهم في بدخشان وغزنة وهلمند وقندهار، إن محاولات احتكار السلطة من خلال ممارسة العنف وتخويف الناس والحرب لن يؤديا إلا إلى عزلة دولية".

 

قد يعاني الغرب لاحتواء الجهاديين


ينصب تركيز طالبان على حكم أفغانستان وفقًا لتفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية، وليس خارج حدودها، لكن الجهاديين الآخرين في القاعدة وتنظيم الدولة قد يكون لديهم طموحات مختلفة خارج تلك الحدود، من المحتمل أنه في حين أن حكومة طالبان الجديدة قد ترغب في كبح جماحهم، إلا أن هناك جيوبًا في البلاد يمكن أن تمرر فيها الجماعات أنشطتها دون أن يلاحظها أحد.

 

ويتوقع الدكتور ساجان غوهيل من مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ، أن يزداد عدد الأعضاء المنتمين إلى القاعدة الذين تتراوح أعدادهم الآن بين 200 و500 عضو في كونار.


"إن سيطرة طالبان على مقاطعة كونار لها أهمية استراتيجية كبيرة لأنها تضم بعض أكثر التضاريس تحديًا، مع وجود وديان كثيفة الغابات، والقاعدة موجودة هناك بالفعل، وستسعى إلى التوسع فيها".

 

وإذا حدث ذلك، سيكون جليًا أنه سيصعب على الغرب احتواءها، فعلى مدى السنوات العشرين الماضية، اعتمدت بشكل كبير على جهاز المخابرات الأفغاني، بشبكتها من المخبرين جنبًا إلى جنب مع فرق الرد السريع من القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأفغانية.

 

كل هذا ذهب الآن، مما يجعل أفغانستان "هدفا صعبًا" من الناحية الاستخباراتية.


وإذا تم تحديد مواقع معسكرات التدريب الإرهابية، فقد تنحصر الخيارات المتاحة لواشنطن في توجيه ضربات بعيدة بطائرات دون طيار أو هجمات بصواريخ كروز، كتلك التي أخطأت في إصابة أسامة بن لادن في عام 1998.


ويقول غوهيل، "الكثير يعتمد على ما إذا كانت السلطات الباكستانية ستردع أو تسهل مرور المقاتلين الأجانب عبر أراضيها إلى أفغانستان".
 

تابع مواقعنا