السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد شهر من تحويلها إلى إلكترونية.. كيف حال الصحف المسائية الآن؟

العدد الأخير للصحف
تقارير وتحقيقات
العدد الأخير للصحف المسائية الثلاث
الأحد 15/أغسطس/2021 - 03:21 م

جزء من أسباب إعجابي بتجربة تحول الصحف المسائية إلى صحف إلكترونية كان إتاحة الفرصة لها بوجود تنوع أكبر في المضمون لكن اللي بيحصل في المحتوى غريب جدًا، لو كانت الصحف اختفت من حقنا كقراء نعرف ولو مكملة بشكل تاني من حقنا برضه نعرف، هكذا كتب أحد الصحفيين على حسابه على فيسبوك. واليوم 15 أغسطس، يكون قد مر شهر على قرار تحويل الصحف المسائية إلى إصدار إلكتروني منذ صدور آخر أعداد الأهرام المسائي، الأخبار المسائي والمساء في 14 يوليو الماضي، فترة كافية لطرح التساؤل: ما حال الصحف المسائية الآن؟

بوابة المساء أون لاين

المساء ببوابة جديدة والأهرام المسائي بتفريعة للبوابة والأخبار.. لم يحضر أحد

بمتابعة الإصدارات الإلكترونية للصحف الثلاث، نجد أن كل منها سلك طريقًا مختلفًا، لكنها اتفقت في عدم الانتظام، ففي الأهرام المسائي، توجد بوابة إلكترونية باسم الأهرام المسائي متفرعة عن بوابة الأهرام الإلكترونية الرئيسية، لكنها لا تتحدث بشكل دوري، فمعظم الأخبار يتم رفعها على البوابة بين الساعتين 3 و4 مساء، وأما النسخة pdf فلم تعد تلتزم بعدد صفحات معينة.

المساء أنشئت بوابة جديدة مستقلة عن بوابة الجمهورية أون لاين، بكل تبويباتها وفروعها التي جعلتها أشبه بموقع مستقل لكنه موقع فارغ، فالموقع لا يتم تحديثه يوميا إلا بعدد قليل من الأخبار قد لا يتجاوز 5، كما أن العديد من التبويبات ما زالت فارغة، وأما عن جودة التغطية فقد قلت بشكل كبير لدرجة أنها نشرت مرة تغطية لندوة حدثت منذ 4 أيام.

المشكلة الأكبر تكمن في الأخبار المسائي والتي غابت عن المشهد تماما سواء ورقية أو إلكترونية ما يطرح التساؤل حول إن كانت قد أغلقت أو توقفت، ففي العدد الأخير يوم 14 يوليو ذكرت الصحيفة أنه سيصدر في اليوم التالي عدد أخير تذكاري لكل المحطات التي مرت بها الصحيفة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، أما البوابة الإلكترونية فهي غير موجودة.

بوابة المرأة مازالت فارغة.. وكذلك معظم تبويبات الموقع

مصدر بالأخبار المسائي: ننشر موضوعاتنا على بوابة أخبار اليوم الرئيسية.. وشيوخ المهنة يعانون

تواصلنا مع أحد الزميلات بالأخبار المسائي لمعرفة حال المؤسسة الآن، فأخبرتنا بأن الكل حزين على توقف الصحيفة والتي كان قرارها أشبه بحكم الإعدام، فالبوابة الإلكترونية للأخبار المسائي ضعيفة تقنيًا، ولا تساعد على العمل مما جعلهم يتوجهون إلى نشر أعمالهم على بوابة أخبار اليوم الرئيسية، مضيفة: قبل القرار حدث تغيير في القيادات داخل المؤسسات الثلاث؛ حيث تم تغيير رئيس تحرير الصحيفة المسائية وتعيين رئيس تحرير واحد للصحيفة المسائية والبوابة الإلكترونية معًا، فأدركنا أن قرار الدمج قادم، متابعة: قبل قرار الإغلاق بمدة، عقدت لنا الهيئة الوطنية للصحافة تدريبًا بعنوان الصحافة الإلكترونية، وهو مجموعة ورش اختار كل محرر فيها ما يريد تعلمه.

وترى أن القرار بتحويل الصحيفة إلى الإصدار الإلكتروني ما هو إلا ترضية للعاملين بالصحيفة خصوصًا قياداتها لكن الواقع أن الصحيفة مصيرها إلى الانتهاء، وهو ما يحدث بالفعل بالنظر إلى وضع البوابة الحالي.

تكمن المشكلة في وجهة نظرها مع الصحفيين الكبار والذين يشكلون العدد الأكبر من أبناء المؤسسات القومية، فهم لم يواكبوا التطورات في شبابهم ومن الصعب عليهم التعامل مع تكنولوجيا الإنتاج الصحفي الحديثة؛ ما يصعب عملهم بشكل أكبر، أما الصحفيون الشباب فهم سعداء بالتحول الرقمي للمؤسسة، الأمر الذي سيوفر لهم حرية أكبر في استعمال الوسائط وتدعيم موضوعاتهم.

مكتوب أن يوم 15 يوليو عدد تذكاري أخير.. وهو ما لم يصدر إلى الآن

أستاذ اقتصادات المؤسسات الصحفية: يجب دمج الصحيفة والعاملين بها في بوابة المؤسسة الرئيسية

وفيما يخص الرأي العلمي، أوضح الدكتور محرز غالي، أستاذ إدارة واقتصاديات المؤسسات الصحفية بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنه يؤيد فكرة دمج الإصدارات الورقية وتحويلها إلكترونيًا، لكن الغرابة في هذا القرار أن التحول الرقمي قد حدث للصحف المسائية والتي لا تتوافق طبيعتها وتوقيت إصدارها مع البوابات الإلكترونية التي تتطلب تحديثًا آنيًا للأخبار ومتابعة طوال اليوم لكل ما يحدث من أخبار، مضيفًا أن الحل في هذه الحالة هو رفع الصفة المسائية منها بشكل كامل ودمجها مع الإصدار الإلكتروني الرئيسي للمؤسسة وتطوير قدرات العاملين بها فتدمج الأخبار المسائية ببوابة أخبار اليوم مع حذف مسمى مسائي، وهكذا الحال بالنسبة لباقي الصحف المسائية. أو المسار الثاني أن يعاد النظر في هويتها وإصدارها بمسميات أخرى جديدة بعد إعادة تأهيل العاملين بها.

وشدد على أن الصحف المطبوعة تحقق خسائر ضخمة؛ ما يجعل أزمة الصحف المطبوعة تكاد تقضي على وجودها، وما يجعل التحول الرقمي وسيلة لإنقاذها وتقليل تكلفة الأحبار والورق والطباعة وغيره، لكن تبقى أزمة بيروقراطية الإدارة في المؤسسات القومية وضعف هامش الحرية في معالجاتها مهددا لنجاح الإصدارات الرقمية، وقد طرح سيناريو دمج المؤسسات الصحفية في رسالته للدكتوراة؛ بحيث نقلل عدد الإصدارات الورقية الضخم والذي لا يتناسب مع تكلفته أو عدد قرائه، خصوصًا أن المضامين متشابهة ما يجعلها تنافس بعض وتضر ببعضها البعض.

الخبر الرئيسي بموقع الأهرام المسائي مضى عليه يوم كامل.. والبوابة لن تتحدث إلا بين الثالثة والرابعة

جدير بالذكر أن القرار الصادر عن الهيئة الوطنية للصحافة بتحويل الصحف إلى إلكترونية نص أنه لا مساس بحقوق العاملين بالصحيفة سواء المالية أو النقابية، وعلى الرغم من أن قانون نقابة الصحفيين رقم 76 لسنة 1970 لا يعترف إلا بصحفيي الإصدارات الورقية، بحكم وقت إصداره، لكن تحويل الصحيفة إلى رقمية يطرح فكرة حصول صحفيي البوابات على عضوية النقابة؛ حيث إن كل أبناء الصحف المسائية النقابيين، أصبحوا يعملون بالصحف الإلكترونية وليس الورقية.

تابع مواقعنا