اكتشفت وفاته من رائحة الجثة.. سطور من حياة محمد كمال المصري «شرفنطح»

تحل اليوم الأربعاء الذكرى الـ147 على وفاة الفنان الكوميدي محمد كمال المصري، والمعروف بـ«شرفنطح» ذلك الدور الذي جسده في إحدى مسرحياته.

قدم الفنان محمد كمال المصري عددًا من الأعمال الفنية المتنوعة بين السينما والمسرح، على الرغم من ظهوره بأدوار ثانوية فإنه كان مؤثرًا؛ حيث تميز بملامحه الضئيلة وأنفه الكبير وعيناه المتسعتان وشاربه المهذب مرتديًا الطربوش.

ولد الفنان محمد كمال المصري، والمعروف بـ«شرفنطح» عام 1886 في حارة ألماظ، وهي إحدى الحارات المتفرعة من شارع محمد علي، لأب يشغل منصبًا في الأزهر، وكان يرغب في أن يكون ابنه طبيبًا، وبالتالي اهتم بتعليمه حتى ألحقه بمدرسة الحلمية.

وبعدها سطع نجمه في فريق التمثيل بالمدرسة؛ حيث جسد دور «بائع أحذية»، وانتزع بهذا الدور ضحكات وتصفيق الحاضرين؛ ما شجعه في أن يهجر الدراسة ويتفرغ لعالم التمثيل. 

بدأ محمد كمال المصري حياته الفنية بفرقة الشيخ سلامة حجازي، وكان دومًا يحب أن يقلده سواء في الغناء أو التمثيل ثم انتقل إلى فرقة سيد درويش.

شارك المصري في أعمال كثيرة، حتى قابل الفنان نجيب الريحاني بعد عمله بفترة في المسرح، وطلب أن يعمل معه إلا أن الريحاني رفض فقرر «شرفنطح» منافسته.

وقرر بعد ذلك تكوين فرقة مسرحية لمنافسة فرقة الريحاني واستأجر مسرحًا بالقرب من المسرح الذي يعرض عليه الريحاني أعماله، ومن هنا استغل شخصية شرفنطح، لينافس بها شخصية كشكش بيه التي اشتهر بها الريحاني، وبالفعل نجحت شخصية شرفنطح، وحققت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور، وبعد أن ذهب لمشاهدته الريحاني، نشأت علاقة صداقة بينهما لينضم بعد ذلك «شرفنطح» إلى فرقة «الريحاني المسرحية»، ومنها إلى السينما.

«شرفنطح» اشتهر بأداء شخصية الرجل الماكر والبخيل في أعماله، وقدم على مدار مشواره الفني العديد من الأفلام السينمائية التي وصلت إلى 40 فيلمًا حتى وفاته.

 من أشهر أدواره في السينما دوره بفيلم «حسن ومرقص وكوهين»، الذي كتبه بديع خيري ونجيب الريحاني وعرض الفيلم في عام 1954، وكان يقوم بأداء شخصية مرقص، وتعاون شرفنطح مع الريحاني في 3 أفلام سينمائية منذ عام 1937 حتى عام 1947 وهي: «سلامة في خير، سي عمر، أبوحلموس».

 استطاع «شرفنطح» أن يثبت قدمه ويتعاون مع الفنانين الجدد بهذا الوقت فتعاون مع إسماعيل ياسين في فيلم «عفريتة إسماعيل يس» عام 1954، وقدم شخصية شملول أفندي، وشارك مع محمد فوزي وصباح فيلم «الأنسة ماما» عام 1950، وتعاون مع كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم «فاطمة» عام 1947 بأداء دور الأستاذ فصيح، والكثير من الأعمال السينمائية التي أبرزت تفوقه في أداء الكوميديا بشكل مميز.

قرر «شرفنطح» اعتزال الفن في عام 1958 بعد شعوره بالوحدة في سنواته الأخيرة، وعانى من المرض والفقر والشعور بالوحدة، خصصت له نقابة الممثلين معاشًا قدره 10 جنيهات، وبعد ذلك حاصرته الأزمات ليقيم في حجرة مظلمة في إحدى حواري باب الخلق.

 توفي في 80 سنة في 25 أكتوبر عام 1966، بعد أن قدم مشوارًا كبيرًا في مجالي المسرح والسينما، وأسس قواعد مدرسة كوميدية مختلفة صار عليها الكثير من الفنانين من بعده.