أصغر مهندسة مصرية في مايكروسوفت: سعيدة بتعييني دون «واسطة».. وفُرص النساء بأمريكا قليلة للغاية «حوار»
منذ نعومة أظافرها وهي تعشق الفك والتركيب وحل المسائل الرياضية المعقدة، وتهوى المعادلات الفيزيائية الصعبة، التحقت بكلية الهندسة وتميزت فيها، طرقت جميع الأبواب بالمثابرة والاجتهاد حتى استطاعت أن تتقلد منصبًا مرموقًا، وهو مدير برامج بشركة «مايكروسوفت» في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عمرها الصغير نجحت في أن تكون أستاذة في جامعة نيوجيرسي للتكنولوجيا، إنها الفتاة الشابة دينا أيمن، إحدى الطيور المهاجرة والنماذج المشرفة للمصريين في الخارج.
«القاهرة 24» التقى الفتاة المصرية الموهوبة وكان لنا معها هذا الحوار..
-في البداية عرفينا بنفسك؟
أنا مصرية أمريكية ولدتُ في ولاية نيوجرسي وكانت حياتي بين مصر وأمريكا، قضيتُ مرحلتي الدراسة الابتدائية والإعدادية في الإسكندرية ثم استقرت أسرتي في الولايات المتحدة؛ التحقتُ بكلية الهندسة وتخرجتُ فيها بدرجتين البكالوريوس والماجستير، وفي نفس العام عملت في إحدى الشركات الأمريكية والآن أعمل مديرة برامج في شركة مايكروسوفت، وأعتبر أصغر أستاذة في الجامعة في هندسة الكمبيوتر بالولايات المتحدة.
المتعارف عليه أن دراسة الهندسة شاقة وتحتاج إلى جهد كبير.. لماذا اخترتِ هذا المجال بالتحديد؟
لحبي الشديد للرياضيات والفيزياء، واخترتُ تخصص هندسة الكمبيوتر بنفسي لشغفي به، لأن كل شيء حولنا يتأثر بالتكنولوجيا، لذا انبهرت بفكرة إمكاني بأن أشارك في تصنيع شيء يُستخدم ويفيد العالم أجمع.
- ألم تخشَيْ الالتحاق بقسم هندسة الكمبيوتر؟
في جامعات بالولايات المتحدة كانت الفتيات تمثل 7% فقط، والباقي ذكور وبشكل خاص هندسة الكمبيوتر، وأيضًا الفرص المتاحة للنساء قليلة للغاية، بشركة مايكروسوفت تمثل النساء 20 % فقط؛ النسب قليلة جدًّا للنساء في مجال الهندسة سواء بمصر أو أمريكا بوجه عام، ولكن هذا كان دافعًا كبيرًا لي دائمًا بأن أجتهد لتشجيع النساء في الجامعات على الالتحاق بأقسام الهندسة المختلفة مثل الكمبيوتر.
- ما طبيعة عملك؟
في شركة مايكروسوفت أعمل مديرة برامج ما يجعلني أقود فريقًا من مهندسي البرمجيات ونعمل على مشاريع لتطوير التكنولوجيا حول العالم، لتمكين كل منظمة لتحقيق المزيد في كل المجالات، وأعمل أيضًا بروفسور في الجامعة، مما يجعلني قريبة من كل ما هو جديد ولم يحدث بعد.
-أيهما تفضلين من المنصبين.. وما الوظيفة الأقرب لقلبك؟
عملي في مجال الكمبيوتر في شركة مايكروسوفت يجعلني أصنع المستقبل بيدي، وعملي أستاذة في الجامعة يُتيح لي الفرصة لأدرّس لجيل يصنع المستحيل، فأنا عاشقة للمنصبين؛ ولكن في الوقت الحالي العمل في الشركات الأقرب لقلبي.
-صِفِي لي شعورك عندما وصلك قرار تعيينيك في شركة مايكروسوفت؟
سعيدة وفخورة للغاية لتحقيق حلمي والعمل في أكبر شركات الكمبيوتر في العالم دون مساعدة أحد، ودون «واسطة»، وإنما تقلدت هذا المنصب بتوفيق من الله.
- حدثينا عن إشادة السفارة الأمريكية بكِ؟
شعرت بالفخر والتشجيع من قبل مصر وأمريكا معًا، والإشادة كانت بمثابة وسام على صدري، أفضل متابعة التعليقات الإيجابية والمشجعة والداعمة للنساء، وأشعر بالسعادة إزاء التعليقات الإيجابية من مصريين عن عملي ونجاحي، وأحب أن يتكرر هذا مع كل نموذج ناجح من النساء.
-ما أحلامك وخطتك المقبلة؟
البعض يشعر بأنني حققت نجاحًا كافيًا بالدراسة والعمل في الولايات المتحدة، ولا سيما بشركة كبيرة، لكني أشعر دومًا أن لدي أحلامًا وطموحًا أكبر مني، لأن شعاري في الحياة أن العلم بحر ليس له آخر، لذا أريد أن أتعلم طوال حياتي، وأصنع كل ما هو جديد.