القاهرة 24 يحاور المخترع عبد المنعم عايد الحاصل على براءة اختراع في علاج السرطان
يبلغ من العمر 20 عامًا، الأخ الكبير في أسرته الصغيرة المكونة من 3 أفراد دونه، حلم بدخول كلية الطب البشري جامعة طنطا منذ نعومة أظافره، لكن كان للقدر كلمة أخرى حينما حصل على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية العلوم، شعر بحزن انتابه لفترة، لكن سرعان ما تجاوز هذا الإحساس، فقد وجد ابن قرية "شبرا النملة" التابعة لمركز طنطا محافظة الغربية مجالًا بكلية العلوم يستطيع أن يدرس فيه الطب.
بدأت رحلة عبد المنعم عايد، البالغ من العمر 20 عامًا، مع العام الثاني له في الكلية، فقد تخصص في مجال "الكيمياء الخاصة"، واهتم بدراسته حتى حقق التفوق فيها، واستطاع أن يحجز مكانه بين أوائل القسم، إما أن يحقق مركزًا ثانيًا أو ثالثًا بالكلية، عمل بمجال "الكيمياء الطبية" خارج حدود جامعته، ليحقق نجاحًا بالمجال الذي ساعده في بلورة فكرته البحثية التي أهلته للحصول على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي في مجال علاج السرطان، وهو لا يزال طالبًا بالبكالوريوس.
لم ينقص عبد المنعم المهارات القيادية التي يمتلكها من يريد أن يترك أثرًا، أسس هو وصديقه عبد الله الوكيل مبادرة "باحثون ما قبل التخرج"، بكلية العلوم جامعة طنطا، لتكون مثل اتحاد الطلاب، لذلك سعيا لاعتمادها من الدكتور طارق مصطفى محمد، عميد الكلية، ليجدا ترحيبًا وتشجيعًا من الجامعة.
يحكي عبد المنعم تفاصيل المبادرة التي قادته للحصول على براءة الاختراع في مجال علاج السرطان، قائلًا إن فكرة البحث العلمي الذي حصل من خلاله على البراءة كانت تخليق مواد كيميائية ذات صفات جديدة تستهدف قتل الخلايا السرطانية، خاصة الخلايا السرطانية الجذعية التي لها دور كبير في نمو الورم السرطاني مرة أخرى، فعلاج السرطان يحدث بالكيمياوي أو الراديو.
وأضاف لـ "القاهرة 24" أنه يهتم بالبحث العلمي، لذلك تلقى أكثر من 50 ورشة عمل في مجال البحث العلمي، وقد تعلم من خلالها كيفية استخراج الأفكار وكيفية البحث وكيفية الكتابة العلمية، وغير ذلك من الموضوعات التي ساعدته في بلورة الفكرة البحثية، فقد بدأ بدراسة الكيمياء الفيزيائية بالكلية، وساعدته علاقاته الطيبة بالدكاترة في الجامعة، فقد ساعدوه ووجهوه لدراسة مجالات طبية بالجامعة، الأمر الذي اتجه على إثره لمجال "الكيمياء العضوية"، ليتخذ من أساتذته مشرفين لبحثه.
وعن المبادرة، أشار المخترع إلى أنه يطمح أن تتحول مبادرة "باحثون ما قبل التخرج" إلى أكاديمية تهتم بتدريس طرق كتابة الأبحاث للطلاب في مرحلة البكالوريوس، موضحًا: "أنا وصديقي ندير المبادرة منذ نحو سنتين ونصف، وحاضرنا طلابًا بالفعل، بالاشتراك مع دكاترة من الكلية، والخوف من أننا بعد تخرجنا لا يدخل الأكاديمية أحد، ما دفعنا لاعتماد المبادرة لتكون مثل اتحاد الطلاب".
وأكد عبد المنعم أنه دخل كلية العلوم واختارها كرغبة أولى بعدما تبدد حلم الالتحاق بكلية الطب، لأن كلية العلوم هي كلية البحث العلمي ليستطيع من خلالها ربط الأبحاث بمجال الطب، وفكر في مشروع يأخذ من خلاله تمويلًا لاستكمال أبحاثه العلمية، لذلك قرر البحث والقراءة حتى يبلور الفكرة البحثية.
وأردف: "الدكاترة ساعدتني في تخصصات كثيرة، وراجعوا البحث خطوة بخطوة، ولا يوجد طالب في المبادرة يعمل بمفرده، بل هي مراحل، فالمرحلة الأولى يعرف فيها الطالب أساسيات البحث العلمي بإشراف مِنا كطلاب، كنا عاملين نادي العلوم بالجامعة، وكنت المنسق، وعملنا فيه ورشة عمل لشهر تحت عنوان تحضير مركبات كيميائية جديدة لعلاج السرطان، اقترحت عليهم نعلّم الطلاب كيفية استخلاص أفكار في مجال الكيمياء الطبية".
وأكد عبد المنعم أن الصعوبة التي واجهته كانت في مرحلة بلورة الفكرة، فكان منشغلًا الفترة الماضية بالامتحانات، وكان مدونًا للفكرة على حاسوبه حتى يحصل بها على منحة، ويملأ من خلاله على ملف "word" الذي يتم تحميله للتدوين للحصول على براءة اختراع أو منحة.
يأمل الباحث الصغير في أن يتم تعيينه في الجامعة معيدًا، ويستكمل أبحاثه العلمية لأنه يحب مجال البحث العلمي، وحاليًا هو مهتم بدراسة اللغة الإنجليزية ليستكمل تحضير الماجستير من الخارج، معربًا عن سعادته في تأسيس المبادرة، مضيفًا "الجامعة أعطت مبلغًا 500 جنيه لكل طالب في الورشة، والطلاب المتميزون لهم مشروع يمول بقيمة 20 ألف جنيه من نادي العلوم بالجامعة".