إيران vs أمريكا وإسرائيل.. سيناريوهات حرب باردة في الشرق الأوسط
تتواصل الخلافات السياسية والتصريحات الدبلوماسية المهددة بتفاقم الأزمة ما بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، وسط مخاوف من الوصول إلى حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط بين طهران وتل أبيب.
البداية كانت منذ الهجوم الذي تعرضت له ناقلة نفط، تشغلها شركة إسرائيلية بالقرب من خليج عمان، وسط تأكيدات بأن الهجوم وقع بواسطة طائرة مسيرة مفخخة تابعة لطهران الأسبوع الماضي.
من جانبها أشارت الخارجية الأمريكية إلى أن التحقيق الأولي أظهر أن الهجوم كان باستخدام طائرة مسيرة مُفخخة تم تحميلها بمواد مُتفجرة، ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما بريطاني والآخر روماني، مؤكدة أن الهجوم كان من تدبير وتنفيذ إيران.
التصريحات المتتالية من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائل ورومانيا، حول تحميل إيران مسؤولية ضرب ناقلة النفط في بحر العرب، وتلوح واشنطن وتل أبيب بالرد الحاسم ضد طهران، ما يضعنا أمام سيناريوهات بشأن مصير الأزمة الأمريكية الإيرانية.
سيناريوهات الصراع الإيراني الإسرائيلي
قال محمود كمال، نائب رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، إن عواقب استهداف ناقلة النفط الإسرائيلية في بحر العرب ستكون وخيمة على إيران، مشيرًا إلى أن ذلك يتضح من خلال التصريحات التصعيدية الأوروبية ضد طهران من قبل بريطانيا التي رأت استعراض للقوى بمحيطها الإقليمي.
وأضاف كمال لـ "القاهرة 24" أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تصمت ضد التصعيدات الإيرانية، خاصة أن استهداف السفينة أسفر عن مقتل بريطاني كان على متن السفينة، وهو ما زاد الأمر تعقيدًا بين كلا الطرفين.
اقرأ أيضا..روسيا vs أمريكا.. شرارة الصراع في أوكرانيا وموسكو تحذر من اقتراب المارينز للقرم
وأشار إلى أن التصعيدات الإيرانية الأمريكية يمكن أن تصل إلى توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف إيران في سوريا ولبنان والعراق، خاصة ميليشيات الحرس الثوري وحزب الله وأذرعها الإرهابية.
وأوضح أنه يمكن توجيه ضربات اقتصادية لإيران من خلال فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية أو عقوبات من مجلس الأمن.
حرب ناقلات النفط
من جانبه صرح هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني، بأن التصعيد بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية سيزداد خلال الفترة المقبلة، لعدة عوامل أبرزها وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة الإيراينية باعتباره يتبع حزب المحافظين.
وأضاف أنه سيكون تصعيد عسكري بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، مردفًا أن إيران لديها أزرعها في منطقة الشرق الأوسط ستستخدمها للوصول إلى أهدفها وتوجيه ضربات عسكرية إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
واستطرد البقلي أن سيناريوهات التصعيد بين الطرفين تتضمن العودة إلى حرب الناقلات بين الطرفين، الأمر الذي يحذر بإماكنية توقف حركة الملاحة في بحر العرب.
اقرأ أيضا.. "الغنوشي vs قيس سعيد".. مطالب بالتنحي وتحركات لإجراء انتخابات مبكرة وتعديل الدستور (تقرير)
وأوضح أن طهران ستستغل حالة التقارب مع الاتحاد الأوروبي للضغط على واشنطن، خاصة بعد الإعلان عن تواجود وفد من الاتحاد الأوروبي في مناصب ترسيم رئيسي الخميس المقبل، ما يشير إلى تقارب الاتحاد الأوروبي وإيران فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
في ذات السياق، أردف أن البيت الأبيض لديه الكثير من الخيارات للرد على إيران من خلال القوى العسكرية التابعة للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط.
واستبعد الباحث في الشأن الإيراني، إمكانية الوصول إلى مواجهة عسركية بالوكالة أو بشكل مباشر، معللا ذلك بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس لديه حلول كثيرة خلال الفترة الراهنة، إذ تقتصر تلك الحلول على تحديد الفترة الزمنية للمفاوضات بين الطرفين في الاتفاق النووي، وفرض مزيد العقوبات الاقتصادية على إيران لكبحها عن الاستمرار في توجه ضربات عسكرية لإسرائيل، وفرض عقوبات على استخدام الطائرات المسيرة التي يتم استخدمها لاستهداف أهداف تل أبيب والولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي والمياه الإقليمية في بحر العرب.
واستكمل أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن سيلجأ إلى اتباع سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، في التعامل مع إيران بعد تلقيه العديد من الانتقادات الداخلية في التعامل مع طهران.
إيران أكثر خطورة
في سياق مختلف، حذر بيني جانتس وزير الدفاع الإسرائيلي، من وجود مئات الطائرات دون طيار بحوزة طهران في إيران واليمن والعراق ودول أخرى، معتبرًا إيران تحت حكم إبراهيم رئيسي، ستكون أكثر خطورة مما كانت عليه حتى الآن وستكون أكثر تدميرًا للمنطقة.
