ذاكرة الأمثال (17).. "قالو للجَمل زمّر"
الأمثال ليست مجرد كلام يقال لمجرد القول أو اللهو وفقط، بل هي ذاكرة تمثل عادات الشعوب ومعتقداتهم وما يؤمنون به، ومضارب الأمثال كثيرة ومتنوعة، ومن هذه الأمثال: "قَالُوا لِلْجَمَلْ: زَمَّرْ. قَالْ: لَا شَفَايِفْ مَلْمُومَهْ وَلَا صَوَابِعْ مِفَسَّرَهْ".
يفسر أحمد تيمور باشا في كتابه "معجم الأمثال العامية" المثل قائلا: الشفايف: الشفاه، والصوابع: الأصابع؛ أي: طلبوا من البَعِير أن يزمِّر؛ فاعتذر بغِلَظِ شفته وخُفِّه.
ويضيف تيمور يُروى هذا المثل على عِدَّةِ وجوه؛ أحدها هذا، والثاني: "قالوا: يا جمل زمِّر، قال: لا أصابع ملمومة ولا حنك مفسَّر" وهي رواية أهل الصعيد، ويرويه بعضهم: "لا صوابع مبرومة"، ويرويه بعضهم: "قالوا للجمل: غني، قال: لا حس حَسَنِي ولا حنك مساوي" ويريدون بالحسني الحسن وبالحس الصوت وبالحنك الفم، وهو مَثَلٌ قديمٌ في العامية، أورده الأبشيهي في "المستطرف" برواية: "قالوا للجمل: زمر. قال لا شفف ملمومة ولا أيادي مفرودة"، ويُضرَب المثل لتكليف شخص بشيء لا يحسنه.