"جودي" تتغلب على وزنها الزائد وتحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في لعبة الثلاثي بتشجيع والدتها
"أمك هي جيشك الوحيد حينما يتخلى عنك الجميع"، تلك العبارة التي توضح كيف تكون الأم مصدر القوة والأمان لأبنائها، كما أنها تكون العكاز الذي يستند إليه حين يتركه الجميع، هذا ما فعلته شيرين عازرا التي ساعدت ابنتها على تخطي كلمات المجتمع السلبية الموجهة إليها بسبب وزنها الزائد، إلى حصولها على المركز الأول في رياضة الثلاثي.
قالت الأم شيرين عازرا، الخبير التربوي، ووالدة البطلة جودي علي، إن ابنتها دائمًا ما كان الإحباط حليفها من قِبل مُدربيها، فحينما كانت في الثالثة من عمرها قررت أن تُعلمها السباحة، ولكن الابنة لم تكن مثل بقية الأطفال، حيث كانت تعاني من الوزن الزائد، مما جعل حركتها بطيئة جدًا لم تتمكن من أداء التمارين الرياضية مثل البقية.
"كانوا المدربين بيقولولها يلا يا بطيخة"، هكذا أوضحت الأم، التنمر الكبير الذي كانت تتعرض له ابنتها على مدار شهور أو ربما سنوات، "دايمًا بيقولولي بنتك ضعيفة، مش هتحقق حاجة".
وروت عازرا لـ "القاهرة 24"، أن المدربين كانوا يزيدون من كسر خاطر ابنتها، حينما كانوا يشجعون البقية من مثيلاتها، أما هي فلا تتلقى إلا السخرية والتنمر على وزنها وبطء حركتها، حتى أنها كانت مُهملة في التمارين الرياضية، ولا أحد يهتم بمستواها.
واستكملت الأم حديثها قائلة إن الابنة كانت دائمًا ما تبكي قبل الذهاب إلى التمرين وبعده، على الرغم من أن الهدف الأول منه هو تجربة شيء جديد يجعلها تُحب الحياة، وقادرة على تحدي نفسها، ولكنها لم تجد سوى الكلمات السلبية والاضطهاد إلى أن قررت المكوث في المنزل وعدم مواجهة الآخرين.
حاولت عازرا التحدث إلى مدربيها وإخبارهم أن ابنتها ليست صغيرة وتعلم كل كلمة مُحبطة توجه إليها، ولكن لم يأت ذلك بفائدة أبدًا، إلا أنها قررت أن تواجه الطفلة ذات الـ5 سنوات في ذلك الوقت بمدربها وقالت لها أمامه: "في يوم من الأيام بنتي مش هتكون الأخيرة وهتكون بطلة معروفة".
على الرغم من علامات السخرية التي كانت تبدو على وجه المدرب؛ فإن الأم كانت مؤمنة بابنتها وترى بها الأمل الذي يجعلها قادرة على تحقيق الحلم الذي أجمع مَن حولها على استحالة حدوثه.
قررت عازرا أن تبث الثقة في نفس ابنتها، من خلال تقديمها في إحدى مسابقات السباحة على مستوى المحافظة، والتي حذرها منها كل من حولها، نظرًا لوزن الابنة الزائد وبطء حركتها، اللذين لا يساعدانها في الفوز بأي ميدالية.
لم تتمكن جودي من تحقيق أي مكسب في البطولة بالفعل، فكانت آخر متسابقة تخرج من حمام السباحة بعد الآخرين بأكثر من دقيقة، ولكن الذي أثار دهشة الجميع، هو تشجيع والدتها وتحفيزها لها مع التصفيق الحافل منها وحدها، لافتة: "كنت بشجعها كأنها أول واحدة، وبالنسبالي كان المهم إني أخليها تشارك في البطولة حتى لو مش هتكسب".
واستكملت عازرا حديثها بأننا اليوم وبعد مرور 7 سنوات من التمارين العديدة والبطولات الخاسرة بها، تمكنت ابنتها أخيرًا من تحقيق المركز الأول برياضة "الثلاثي" والتي تجمع بين السباحة والعجل والجري في آن واحد.
فاستطاعت الانتهاء من مراحل اللعبة كاملة في 59 دقيقة بالتحديد، وتوجت بالمركز الأول بها، تلك الرياضة التي قبلت جودي بالحجاب، والتي قررت أن ترتديه قبل بطولة السباحة بشهر واحد.
اختتمت الأم حديثها بأنها آمنت بالله عز وجل وبقدرات ابنتها التي كانت تراها واضحة على الرغم من رفض الجميع لها، ونصحت الآباء بالنظر إلى صغارهم ليروا أن الله لم يخلق إنسانًا ضعيفًا.
