التعليم وزارة مش حماية المستهلك وجروب "ماميز"
هل استوعب أحدكم، أو بعضكم ما أطلق من مطالب برفع دعاوى ضد وزارة التربية والتعليم لصعوبة الامتحان في مادة كذا أو مادة كذا؟.
هل يصل أمر التجرؤ على مستقبل مصر من النشء "التلامذة" والشباب "الطلاب" إلى هذا الحد؟.
الأمر جد خطير لأن هناك من يعبث لتحويل إحلال الأسرة المصرية في أولادها ليصبحوا أعمدة المستقبل من ناحية ومن ناحية أخرى يتعلمون ويتسلحون بمادة علمية يمكنهم بها الالتحاق بأعمال تدر عليهم الدخل المساوي للكم من الجهد والمذاكرة والمتابعة ليعيشوا بها ويبدأوا المشاركة في دورة حياه المواطن بتكوين المستقبل والأسرة.. أجيال وراء أجيال.
"العبث كله هي محاولات لتحويل التعليم إلى سوق والعلم إلى سلعة، يمكن مراقبتها من خلال ضوابط السوق من تسعير للمجموع إلى شراء شهادة تليق بما يتمكن هؤلاء عن رصده من أموال.. تخيلوا؟.
“ممكن الخطر أن يتحول الجهد ورفع مستوى الذكاء.. وفرز المواهب من التلمذة إلى مرحلة الطلاب إلى استمارات تباع طبقا لتصنيف مالي.. فمن يراقب؟”.
“أكيد بقية خطة العبث تلك أن تتحول الرقابة إلى ما يشبه إدارات وزارة التموين ولجان لضبط التسعيرة.. والتأكد عن صلاحيات الشهادات، من حيث الأختام وليس بمنطق الناجح يرفع يده.. عقب مذاكرة وفهم وبذل جهد”.
أجيال مصرية ناجحة.. في الداخل وأعطت الكثير.. وعبرت الحدود للعمل والتدريس والمشاركة في المحافل العلمية وظهرت في كل المراكز الدولية البحثية والعلمية في شتى مجالات العلم والتعليم وأسماء لا يمكننا حصرها.. هي الناتج المحلى للتعليم العام الذي قادته دائما "وزارة التربية والتعليم" وشكلت إلى الجانب العلمي شخصية وتربية للمتلقي والطالب.
"كوكبة نجوم مصر على مدار تاريخها المعاصر.. خرجوا من رحم الفصل والمعلم والمذاكرة بل كان من أوائل الطلبة “من ذوي العلم والعلوم والآداب ببساطة الشطار، فهل كانت الامتحانات ثقيلة أو صعبة أو حتى حملت أي تصنيف؟”
"ابدأ.. كان لكل مجتهد نصيب.. نعم المجاميع تصنف الالتحاق بالمستوى الأعلى بعد الابتدائية.. ثم الإعدادية إلى الوصول لـ الثانوية العامة، ومن جد وجد".
الثانوية العامة.. هذه الشهادة التي حولها تجار التعليم إلى وحش مرعب.. واختصروا المرور منها وما يطلق عليه تدريس مركز، فكل المواد مختصرة ونظريات تجارية في الرهان على أسئلة الامتحان، وإلى الوصول لمرحلة التسريب تلك الحقيقة البشعة التي تخرج أوائل لا يحملون أي جينات للتفوق، وعبثا نبحث عنهم بعد التصنيف فلا نجد منهم أحدا وقد لمع اسمه ونجمه في علم ما!
اضف إلى ذلك ما استقرت عليه الأحوال بينهما قطاع كبير.. فهناك جروب الماميز.. مجموعة المساعدة المدرسية وبديلها سوبر ماركت التدريس "السنتر".. دواليك دواليك.
ما يحدث من عبث اشتد عقب محاولة الدولة المصرية عبر وزارة التربية والتعليم استعادة التفوق وفرز المواهب من الطفولة إلى مرحلة الشباب.. هي معركة ستدفع ثمنها الأسرة المصرية إذا لم تنتبه لما يدور حولها من محاولات لن نقول شيطانية.. إنما عبثية، لتحويل عقول أبناءنا ومستقبلهم إلى وعاء يتم التخزين فيه... سوبر ماركت "ببضاعته لا تسمن ولا تغني عن التعليم".