الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصائد عالمية.. "المركب السكران" لـ آرثر رامبو

رامبو
ثقافة
رامبو
الخميس 22/يوليو/2021 - 04:25 ص

بما أنني أنحدر من الأنهار اللامبالية

لم أعد أحسني منقادا من طرف ساحبي المراكب:

هنود حمر صياحون اتخذوهم هدفا

بعد أن سمروهم( ثبتوهم) عراة على أعمدة من ألوان.

كنت غير مكترث بكل طواقم السفن،

حمالا للقمح الفلامندي أو للقطن الإنجليزي

عندما مع ساحبي تنتهي تلك الجلبة

تتركني الأنهار أنزل حيث أبتغي.

في هدير مد البحر وجزره الغاضب

أنا الشتاء الآخر الأكثر صمما من عقول الصبيان

جريت ! ولم تحتمل شبه الجزر المنطلقة (السيارة)

اختلاطا وفوضى أكثر انتصارا

باركت العاصفة يقظاتي البحرية

أخف من سدادة فلين، رقصت فوق الموج

لينادوا الناقلين الأبديين للضحايا عشر ليال،

دون تحسر على عين المشاعل (الفوانيس) الحمقاء !

أكثر رقة مما لدى الأطفال، لحم التفاح حامض المذاق

الماء الأخضر ينفذ إلى هيكلي الصنوبري

ولطخات خمور خضراء وقيء

غسلني مشتتا (مبعثرا) الدفة والمرساة

ومذ ذلك الحين، وأنا أستحم في قصيد البحر،

منقوعا بالنجوم، ولبنيا

ملتهما اللازوردات السماوية حيث طوف السفينة الشاحب

مشرقا بالفرح، غريقا متأملا ينحدر أحيانا

هناك حيث تخضب فجأة الزرقات، هذيانات

و إيقاعات وئيدة تحت نضارات النهار الساطعة

أقوى من الكحول، أشسع من قيتاراتنا

تخمر صهبات الحب المريرة

أعرف السماوات المتصدعة بروقا وأعاصير مائية

أعرف ارتداد الأمواج والتيارات (السيول)، أعرف المساء،

الفجر الممجد كما أعرف شعب اليمام

و أبصرت في بعض الأحايين ما ظن الإنسان أنه رآه

رأيت الشمس واطئة، مبقعة بهلع رؤيوي،

مضيئة تجمدات ممتدة بنفسجية

شبيهة بممثلي دراما ضاربة في القدم

كانت الأمواج تدحرج ارتجافاتها ذات المصاريع !

حلمت بالليل الأخضر ذي الثلوج المنبهرة،

القبلة الصاعدة ببطء إلى عيون البحار

جريان أنساغ خارقة ليس لها مثيل

ويقظة الفوسفور الصفراء المغنية !

تتبعت، لأشهر ممتلئة، هياج هجوم أمواج الرصيف الصخري

الشبيه بجنون البقر الهستيري

دون أن أخمّن أن أقدام ماريات المنيرة

تحمل الفظ مرغما إلى محيطات يعوزها الإلهام !

لقد إصطدمت، هل تدرون، بفلوريدات عجيب

تمزج الأزهار بعيون نمور ذات جلود رجال !

أقواس قزح مشدودة مثل أعنة ( ألجمة)

تحت أفق البحار، لقطعان خضراء مزرقة (مغبرة)!

رأيت المستنقعات الهائلة تهيج،

شبكة حيث بكليته يتعفن في الأسل لوياثان

يساقط الماء وسط رخاوات البحر وهدوئه

و البعيدون نحو اللجج ينهمرون كشلالات

جليد، شموس من فضة، أمواج لؤلئية، سماوات من لهب

جنوح بشع في عمق الخلجان السمراء

حيث الأحناش العملاقة يلتهمها البق

و الأشجار الملتوية بعطور سوداء تنهار

كنت أود لو أنني أرشد الأطفال إلى هذا المرجان ا

في الموج الأزرق، هذه الأسماك الذهبية، هذه الأسماك المغنية

- زبد (رغوة) الأزهار يهدهد سحبي بعيدا عن المرسى

رياح خارقة كانت قد جنحت بي في لحظات.

شهيدا، أحيانا، ضجرا من الأقطاب والمناطق

البحر الذي نشيجه يحدث (يصنع) تحركي الوديع

يرفع نحوي أزهار الظل ذات الفنتوزات الصفراء

وأظل كما امرأة تجثو على ركبتيها...

شبه جزيرة*، تقذف على حافاتي

تناقر العصافير الصياحة (النابحة) ذات العيون الشقراء، وذرقها) سلحها)

وأنا أجدف، لما خلال علاقاتي الواهية

ينزل الغرقي ليغفوا وهم يدبرون القهقرى (ناكصون)

غير أنني، المركب الضائع تحت شعر الخلجان الصغيرة،

رماني الإعصار في الهواء النقي دون عصفور،

أنا الذي لن تقدر مبانيه المدرعة ومراكبه

على صيد الهيكل السكران من الماء

حرا، نافثا دخانه، ممتطيا الضباب الكثيف

و أنا الذي أثقب السماء المحمر كما الحائط

الذي يحمل، مربى شهيا للشعراء الجيدين،

أشنات الشمس ورعام السماء اللازردية،

أنا الذي يعدو، مبقعا ببياض الهلال المكهرب

خشبة مجنونة، مخفورا (محروسا) بأحصنة البحر السوداء،

عندما بضربات هراواتها، تهدم أشهر تموز

السماوات الفوق بحرية ذات الأقماع المضطرمة.

أنا المرتجف، أحس على بعد خمسين ميل

نواح رغبة الوحوش الشيطانية والتيارات البحرية اللزجة،

غزال أزلي للجمودات (السكونات) الزرقاء

تترعني الحسرة على أوروبا بمتاريسها العتيقة

شاهدت أرخبيلات كوكبية ! وجزرا

سماواته الهاذية مفتوحة على المجدف في البحار

- أفي هذه الليالي البغير قاع تنام

- وتنفي مليون عصفورا، يا أنت، أيها البأس الآتي؟

بيد أني، حقيقة، بكيت كثيرا ! الأفجار مدمية للفؤاد.

كل قمر فظيع وكل شمس مرة:

الحب اللاذع ضخمني بأخدار مسكرة

اااااه ! ليت عارضة سفينتي تنفجر ! ليتني أذهب إلى البحر !

ااااااه ! فلتنفجر عارضة سفينتي ! فلأذهب إلى البحر !)

إذا تقت إلى ماء أوروبي، فتلك البركة

سوداء وباردة حيث الغسق المعطر (المحنط)

طفل مقرفص مملوء أحزانا وخوفا، مسترخ

مركب واه تماما مثل فراشة آيار

لم أعد أقدر البتة، أنا المستحم بذبولكم، أنتم ذوو النصال،

على الإبحار في ممخر حاملي القطن

و لا عبور زهو (عجرفة) الرايات ذات اللهيب،

ولا السباحة تحت لأنظار الرصيف الرهيب

ولد آرثر رامبو في 20 أكتوبر عام 1854، بمنطقة شارلفيل، بريف فرنسا، كان رامبو موهوبًا بالفطرة، كتب الشعر في سن مبكر جدًا، وفي سن السادسة عشر تلقى دعوة من الشاعر الفرنسي الكبير فيرلن لكي يصحبه لوقت، كان رامبو متحررًا من القيود، وكان يكتب الشعر بتحرر كبير، ويعبر عن مايجول في خاطره، توقف عن الكتابة وعمره 20 عامًا فقط، لكنه رغم ذلك يعد أهم شعراء فرنسا في العصر الحديث، ورائد من رواد الحركة الرمزية، انتقل بعد ذلك للتجارة والسفر، وتوفي في سن صغير عام 1891 بعدما أصابه المرض أثناء سفره.

تابع مواقعنا