"دورة العيد".. أهالي كوم بلال بقنا يحافظون على عادات متوارثة امتدت نحو 100 عام
ما زال أهالي قرية كوم بلال التابعة لمركز نقادة، جنوبي محافظة قنا، يحتفظون بالكثير من العادات المتوارثة من الأجداد في المناسبات الدينية على رأسها عيدا الفطر والأضحى المباركان، ومنها دورة العيد، الأمر الذي جعل فرحتهم بتلك المناسبات أكثر تميزًا عن مثيلتها في باقي قرى المحافظة، حيث لا يعرفون الحزن في أيام العيد، كونهم يحافظون على عادة "دورة العيد"، ويخرجون عقب الصلاة في طابور ويصطفون أمام المسجد العمري بالقرية ويهنئون بعضهم.
دورة العيد
جلال ممدوح همام، عضو مجلس إدارة نادي الأدب بنقادة، وأحد أهالي القرية قال لـ "القاهرة 24"، إن عادة “دورة العيد” وُجدت بين أبناء القرية منذ أكثر من 100 عام، وما زال الأهالي يتمسكون بها لتهنئة بعضهم البعض بالعيد، مشيرًا إلى أنها تبدأ عقب انتهاء شعائر صلاة العيد بالمسجد العمري بالقرية، حيث يخرج أول شخص من المسجد ويقف أمامه ويتبعه المصلين واحدًا تلو الآخر في طابور طويل، يمتد إلى عشرات الأمتار، ويقف أصحاب المنازل في انتظار القطار لاستقبال التهنئة.
وأضاف همام: "يبدأ بعد ذلك إمام المسجد في إلقاء خطبة عن الحفاظ على هذه العادة، ويسرد مُميزات وسلبيات العام الفائت، ثم يبدأ تقديم شخص من كل عيلة، ويبدأ بالدعاء لأهل البلد بالخير والتماسك ولأبناء البلد بالنجاح والفلاح".
وأشار عضو مجلس إدارة نادي الأدب بنقادة إلى أنه بعد انتهاء التهنئة، يتوجه الأهالي إلى أول مندرة بالقرية ليتناول الإفطار، والذي عادة ما يكون سمك، ثم بعد ذلك يتم التوجه إلى جميع المضايف الأخرى للمُعايدة والمشاطرة، مضيفًا أنه في كل مضيفة يتم إلقاء خطبة صغيرة، وأثناء المسير يتم زيارة المرضى والمُقعدين وكبار السن في المنازل حتى الوصول إلى آخر مضيفة في حدود الساعة 3 عصرًا، ويتم تناول الغداء بها.
وتابع: "هذه العادة كانت مُنتشرة في أغلب قُرى نقادة، التي يُعرف عنها دومًا الحب والمودة بين أهلها منذ قِدم الأزل، ومع مرور الزمن، بدأت تتلاشى، لكن من الرائع أن يُحافظ أهالي قريتنا على تلك العادة"، لافتا إلى أنها توقفت خلال الأعياد الثلاثة الماضية بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، لكنها عادت في ذلك العيد مع اندثار الفيروس، وعودة الحياة لطبيعتها بشكل كبير.
