فتحي محمد علي يكتب: بنية الشخصية والحدث في "نقوش على جسد ناعم" لمرفت البربري
"نقوش على جسد ناعم" للكاتبة مرفت البربري من الأعمال الروائية النادرة التي تغري القارئ؛ فتجعله حريصا على ألا يدعها إلا وقد فرغ من قراءتها في جلسة أو جلستين_على أكثر تقدير_.
وهذا النحو قلما يتحقق لرواية بهذا الحجم؛ إلا إذا كان بها ما يبعث على ذلك.
فنحن أمام روائية واعية تتمتع بالذكاء فضلا عن المقدرة الأدبية الفائقة احتل عنصر التشويق بالرواية القطاع الأكبر منها بدءا من العنوان المبتكر المتميز تعريجا على نمو شخصيات القصة نموا متدرجا بتدرج الأحداث؛ فهي ليست بالشخصيات الثابتة التي تبعث على الرتابة.
وأنت ترى أن انتقاء أسماء الشخصيات لا سيما البطلة "سهر" له دوي في نمو الأحداث وتدرجها. فنحن أمام رواية اجتماعية معنية بتناول أظهر مشكلات الأسرة، ويحمد للروائية أنها تناولت موضوعا شائكا رغم كونه متكررا؛ لكنها عالجته بحرفية ومهارة.
إنها العلاقة التي قد تجمع بين اثنين حمل أحدهما على الزواج من الآخر؛ مما كان سببا في فتور العلاقة مع غيبة المشاعر والأحاسيس وإن كان الظاهر يوحي بغير ذلك.
ولقد احتلت المشكلة بالرواية قطاعا كبيرا منها مما جعلها تتصاعد وتصل إلى حد التأزم بما أصاب البطلة من أثر نفسي كبير حيث كان هذا هو قمة الحدث الدرامي بالرواية؛ ولعل في ذلك ما يبرر كثرة الاستطرادات عند القاصة أحيانا..
اتخذت الأديبة من العصافير رمزا وتلويحا بما يعتمل داخل نفسية البطلة من إجهاض لشخصها.
لقد احتل الحوار بالقصة الجانب الأكبر حيث كان مرآة عاكسة لما يعتمل بأعماق البطلة وما يتردد بداخلها من حيرة وقلق وما يعتريها من شبق عاطفي نتيجة الفجوة الموجودة بحياتها الزوجية.
وفقت الأديبة في توظيف اقتباسات للشاعر والفيلسوف "جلال الدين الرومي"؛حيث كانت مدخلا معبرا لطبيعة كل فصل . كانت الأديبة في قمة التوفيق بتوظيفها للألفاظ والعبارات الموحية مع سلامة اللغة نحوا وصرفا.
