إثيوبيا تتباهى بالملء الثاني.. وخبراء يؤكدون فشلها في تحقيق مخططاتها للمرة الرابعة

تحتفي إثيوبيا اليوم باكتمال الملء الثاني لخزان سد النهضة، الذي تصر على مواصلة العمل به بخطوات أحادية دون تنسيق مع دولتي المصب مصر والسودان، بالمخالفة للقوانين الدولية واتفاقية المبادئ الموقعة بين البلدان الثلاثة في 2015، لكن مع ذلك يؤكد خبراء أن أديس أبابا لم تحقق سوى الفشل الذريع في عملية تشييد السد وملء خزانه على مدار السنوات الماضية.

وأعلنت إثيوبيا اليوم اكتمال الملء الثاني لسد النهضة، لكن الواقع يكشف عن عدم تحقيقها ما خططت لتنفيذه في الملء الثاني، إذا كان من المُعلن أن تخُزن 13.5 مليار متر مكعب من المياه هذا العام، لكن لم يُخزن سوى 3 مليارات متر مكعب فقط تقريبا، وفقا للخبراء وهو ما يعني استمرار الفشل الإثيوبي في مشروع سد النهضة.

ملء 20% فقط من الكمية المعلن عنها سابقا

ويقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن سد النهضة الإثيوبي كان من المفترض أن يُخزن هذا العام 13.5 مليار متر مكعب، وفقا لما أعلنته إثيوبيا سابقا، لكنها لم تتمكن من تعلية جسم الممر الأوسط 30 مترا إضافية كما كانت تخطط، وتم تعليته 8 أمتار فقط، موضحا أن هذا الارتفاع يستوعب 3 مليارات متر مكعب فقط، بدلا من 13.5 مليار متر مكعب كما كان مخططًا.

وأكد في تصريحات لـ "القاهرة 24"، أن قدوم الفيضان يجبر إثيوبيا على توقف أعمال السد المتباطئة بالفعل والتي فشلت على مدار الأشهر الماضية في رفعه إلى الحد التي كانت تخطط له، مضيفا أن الفيضان سيمر من أعلى السد والذي من المتوقع أن يكون فيضانا أعلى من المتوسط بنسبة كبيرة.

إثيوبيا تعلن انتهاء الملء الثاني لسد النهضة (صور)

الخارجية الأمريكية: الانتخابات البرلمانية في إثيوبيا لم تكن حرة ونزيهة

لكن رغم الفشل الإثيوبي، فإن شراقي، يؤكد رفض مبدأ الملء من الأساس حتى لو كان مليارا واحد من المياه، قائلا: "هذا الملء لا يمثل سوى أن إثيوبيا خزنت المياه من حيث المبدأ، حتى لو مليار واحد"، مؤكدا أن هذا الملء لن يكون له تأثير من الناحية المائية على مصر والسودان لأنها أخذا استعداداتهما لما هو أكثر من ذلك.

وأوضح أن متوسط الوارد من المياه في شهر أغسطس يصل إلى ما بين 500 و600 مليون متر مكعب في اليوم، وفي بعض أيام العام الماضي وصلت إلى 960 مليون متر مكعب في اليوم الواحد.

ليس الفشل الإثيوبي الأول في مشروع السد

هذا الفشل الإثيوبي في مشروع سد النهضة، ليس الأول، فقد أخفقت أديس أبابا من قبل في إكمال المشروع في موعده المحدد والذي كان 2017، ولم تتمكن حتى من افتتاح مرحلته الأولى بعد مرور 4 سنوات على هذا الموعد.

وأوضح شراقي، أن المرحلة الأولى للسد والتي تتضمن تشغيل أول توربينين به، كان من المفترض أن تنتهي في العام 2014 لكن حتى الآن ومع مرور 7 سنوات لم تستطع افتتاح المرحلة الأولى، مشيرا إلى بحث الحكومة الإثيوبية عن مبررات لإخفاقها في مشروع السد بشكل مستمر، ومن هذه المبررات الظروف الأمنية  التي تؤثر على سرعة وصول الأسمنت إلى موقع السد بسبب تعطيل المتمردين للطرق التي تمر بها العربات، بالإضافة إلى مشاكل التمويل. 

وأكد أن كمية المياه الموجودة في خزان السد كافية لتشغيل أول توربينين على مستوى منخفض، وهي كافية منذ الملء الأول العام الماضي، ولكن التوربينيين غير جاهزين للعمل من الأساس.

واليوم، قال وزير الري الإثيوبي، في رسالة لشعبه عبر تويتر، إن كمية المياه المخزنة في السد حاليا باتت كافية لتشغيل أول توربينيين، بعد اكتمال الملء الأول، لكن وفقا لـ "شراقي" فإن السلطات الإثيوبية تخفي الحقائق عن شعبها لأنها ستكون صادمة له. 

وتابع أن السلطات الإثيوبية تكتفي بإعلان أن الملء الثاني لسد النهضة قد تم، دون أن تكشف عن حجم التخزين والذي هو 3 مليارات متر مكعب فقط، لأن سيسبب صدمة للإثيوبيين. 

وبخلاف الفشل الإثيوبي في إنهاء المرحلة الأولى في موعدها المحدد في 2014، ثم إكمال المشروع بالكامل في 2017، كما كان مخططا، فشلت مجدد في الملء الثاني، وقبل ذلك فشلت العام الماضي في تخزين الكمية التي خططت لها، وبدلا من رفع مستوى السد إلى 565 مترا تم رفعه إلى 560 مترا فقط، وخزنت 3.5 مليار متر مكعب بدلا مما أعلنته بنحو 5 مليارات متر مكعب، وفقا للدكتور هاني رسلان،  مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.