الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"المعيني".. مسجد احتضن مقاومة الدمايطة ضد الفرنجة وتحول لقبلة المتصوفين (صور)

 مسجد المعيني بدمياط-
محافظات
مسجد المعيني بدمياط- أرشيفية
الإثنين 19/يوليو/2021 - 04:55 ص

يعتبر مسجد المعيني أحد آثار محافظة دمياط الشاهد على تاريخ تأسيس الصوفية بمصر، تحمل جدرانه عبق الماضى، وتشهد مأذنته على تاريخ الأكابر، جولة بسيطة بين جدران مسجد المعينى بدمياط، كفيلة حتي  تتعرف على حياة السلف، وكيف كان للتصوف مكانته بينهم. تحولت قبلة "مسجد المعينى" مرات عديدة فتارة يكون مدرسة، وتارة مسجدًا وتارة أخرى مكانًا للقاء أبناء الصوفية لإحياء الشعائر. بينما لم يبوح المسجد عن أسراره بعد.

 

نشأته

 

يعود مسجد "المعينى" إلى محمد معين الدولة الفارسكورى، أحد كبار التجار بعصر المماليك، شيده "معين الدولة" فى عام 1310 ميلادية، 710 هجرية، كان الغرض منه أنذاك هو الحصول على مكانة أكبر بين وجهاء القوم، فتقول رواية تاريخية أن كبار التجار وقتها كانوا يشترون منصب القاضى شريطة امتلاكهم لمدرسة أو "خانقاه" كما تدعى قديمًا وهى مكان للتصوف، ويقع المسجد بمنطقة "الشارع الأعظم"  الشرباصى حاليًا إحدى الأماكن الحيوية بدمياط والتى عُرفت قديمًا بمنطقة الأكابر إسوة لتمركز كبار التجار بها

 

يتكون المسجد من أربع إيوانات، تصل مأذنته إلى 6 أمتار والتى ارتفعت دون أعمدة، لترتكز على الإيوانات فقط، كانت هناك رافعة مررها بناة المسجد قديما لترفعه عن نهر النيل، أُتخدت الإيوانات الأربع لنشر المذاهب الأربعة وتعلمها، ولكن سرعان ماتحولت إلى حلقات ذكر يقصدها الباحثين عن التصوف.

 

"مسجد المعينى" يتصدى لهجمات الفرنجة

 

بدأت حملات الفرنسيين، والتى خربت كافة معالم الحياة بهذا الزمن، طالت أعمال التخريب مبانى المسجد ليتم إغلاقه لسنوات عديدة، ولكن وعقب اغلاقه احتوى المسجد لقاءات أعضاء المقاومة لتنبعث نيران الغضب ضد هجمات الفرنجة خلف جدرانه حتى تم الانتصار على الفرنسيين وأسر لويس التاسع بفارسكور، ولكن ظل المسجد مغلقًا لأزمنة بعيدة.

 

حفيد "معين الدولة" يعيد التاريخ من جديد

 

جاء "حسين الفارسكورى" الحفيدالأصغر لمعين الدولة مشيد المسجد، ليعيد أمجاد الأجداد، ولكنه صمم على فتح أبواب مدرسة أجداده أمام البسطاء لتعلم الصوفية، حتى بات المسجد مقصدًا لطلاب العلم من بلدان أخرى، فكانوا بقصدونه من كل صوب وحدب.

 

لم يكن تعلم الصوفية وقتها أمرًا مستحب لدى أبناء الأكابر، ولكن للبسطاء كانت بمثابة قبلة حياة، ربما كان لقرار الحفيد الأصغر بعائلة "الفارسكورى" الأثر فى الابقاء على جدران المسجد حتى الأن.

 

الإهمال إغتال تاريخ "المعينى"

 

مرت سنون عدة واجه خلالها مسجد "المعينى" ويلات الحروب والهجمات الشرسة التى نالت من الجميع بفضل الغرب واحتلالهم لمصر، شهد أيضًا على دماء شهداء المقاومة، واحتضن لقاءات الثوار مطلعًا على مخططاتهم لافلات البلاد من أيديهم، إلا أنه لم يستطع مواجهة الاهمال والذى تسبب فى غلقه لعشرات السنوات حتى جاءت وزارة الأثار بقرارات ترميمه فى منتصف التسعينات، ولكن هيهات شهور قليلة وتعود الحالة إلى سابق عهدها، حتى انتهت الأمور بإعادة ترميمه مطلع الألفية ليبقى حتى الأن.

 

بير المياه الجوفية سر معلن لا يعلمه أحد

 

من بين مفاجئات المسجد إحتوائه على بيرًا للمياه الجوفية، لم يعرف أحدًا مصدر تلك المياه، ربما كان لمكانه الأثر فى خذا إذ كان قديمًا يعتلى قمة النهر، ولكن أمام استمرار المياه والتى لن تنتهى احتار الجميع، ليظل سر "بير المياه الجوفية" أحد الأسرار التى لم يبوح بها المسجد حتى الآن.

 

ربما انتهت رحلتنا إلى هذا الحد، ولكن مازالت أسرار المسجد تنتظر زوارها لتشكف ببساطتها كيف كانت الحياة قديمًا.

 

 

 

 

تابع مواقعنا