الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"كوفيدار".. أطباء تونسيون يقاومون تفشي كورونا بالرعاية المجانية للمرضى في منازلهم

طبيب تونسي
تقارير وتحقيقات
طبيب تونسي
الخميس 15/يوليو/2021 - 12:25 ص

تعاني تونس أوضاعًا صحية صعبة نتيجة انتشار المتحور “دلتا” من فيروس كورونا (السلالة الهندية)، الأشد خطرًا والأسرع انتشارًا، والذي تسلل إلى البلاد مُسببًا زيادة مطردة في عدد الإصابات المُسجلة يوميًّا، ما يمثل ضغطًا كبيرًا على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل تحت وطأة الوباء.

وفي هذه الأثناء أطلق مجموعة من الأطباء التونسيين مبادرة لرعاية المصابين والتشخيص المُبكر لإصاباتهم بشكل مجاني، للتخفيف عن المستشفيات وتقديم يد العون للنظام الصحي، تحت اسم “كوفيدار”، الذي يتكون مقطعين يدل نصفه الأول عن مرض “كوفيد”، والثاني يشير إلى الرعاية المنزلية التي تقدمها المبادرة “دار”.

“هدف المبادرة هو الرعاية المبكرة للمرضى في ديارهم، وقبل ذلك التشخيص المبكر لمنع المضاعفات وبالتالي عدم حاجتهم للانتقال إلى المستشفى، والتخفيف عن أسرة الإنعاش فيها”، يقول الدكتور شكري الجريبي، المتحدث باسم المبادرة، لـ "القاهرة 24".

ويضيف أنه مع ظهور بوادر دخول تونس في موجة عنيفة من إصابات كورونا، فكر مجموعة من الأطباء في إطلاق مبادرة مجتمعية لرعاية المصابين في منازلهم، ثم أخذت المبادرة في التوسع جغرافيا، لكن يبطئ من توسعها ذلك حاجتها للتمويل.

نجاح بـ98.5%

حققت المبادرة نجاحًا كبيرًا منذ إطلاقها قبل نحو 7 أشهر، إذ بلغت نسبة المتعافين الذين قدمت لهم الرعاية المنزلية 98.5%، وأوضح المتحدث باسمها: “عالجنا 2400 مريض في 8 ولايات حتى الآن، 98.5% منهم تعافوا في المنزل ولم يحتاجوا للانتقال إلى المستشفى، حتى نسبة الوفيات كانت بعد الانتقال للمستشفى، وهي أقل من النسبة الوطنية”.

وعن آلية عمل المبادرة، يوضح “جريبي”، في حديثه الخاص، قائلًا إن المبادرة خصصت رقمًا مجانيًّا لتلقي بلاغات المواطنين الذين يشكون في إصاباتهم، حتى لا يترددوا في الإبلاغ، ومن ثم يتلقى متخصصون هذه المكالمات لتشخيص المرضى وفرزهم ما بين غير مصابين، أو مصابون يتم تقديم الرعاية الرعاية لهم، أو قسم ثالث تدل أعراضهم على خطورة حالتهم الصحية وحاجتهم الماسة للذهاب إلى المستشفى.

وتضم المبادرة حاليا 140 طبيبًا وممرضًا، منتشرون في 8 وولايات تونسية من إجمالي 24 ولاية تطمح المبادرة إلى تغطيتها إذا ما توفر التمويل اللازم، وعند تلقي بلاغ من مصاب يتم تحويل المكالمة آليا إلى أقرب طبيب في منطقته الجغرافية للتواصل معه والتوجه إلى منزله لتقديم الرعاية الطبية والإرشادات اللازمة، ثم يترك ممرضا يظل يتابع المريض على مدار الـ24 ساعة حتى تعافيه بالكامل.

وأوضح “جريبي”، أن المبادرة بدأت في ولايتين فقط، ثم تحت الدعم الذي لاقته بعد نجاحها الكبير، توسعت حتى باتت تغطي 8 ولايات حاليا، وتستعد للتمدد إلى 3 ولايات أخرى الأسبوع المقبل، لكن يظل هدف تغطية الولايات الـ24 بعيدا بسبب الحاجة إلى التمويل، حيث تقدم المبادرة جميع خدماتها مجانا للمواطنين. 

وعن مدى التعاون مع الجهات الحكومية والتنسيق معها، يقول إنه يجري التنسيق مع الصحة التونسية في جميع المحافظات التي تعمل بها المبادرة، وإحدى صور هذا التعاون، هي إخراج المرضى الذين استقرت حالتهم من المستشفى ليستكمل أطباء “كوفيدار”، رعايتهم في منازلهم، حتى يتم إخلاء أسرة بالمستشفيات لآخرين ممن هم في حاجة لها. 

وتعتمد المبادرة في تمويلها على التبرعات من المواطنين أو الشركات التي تتعاون معها، لكنها تبقى في حاجة للمزيد من التبرعات والدعم المادي لاستكمال مهمتها والتوسع في ولايات جديدة، حيث تتوفر حاليا في ولايات: بن عروس والمنيستير وتوزر وصفاقس والقيروان وباجة وجربة وقبلي.

وتتلقى المبادرة إشادات من وزارة الصحة التونسية ومنظمة الصحة العالمية ودعم من هيئة الاعتماد والتقييم في وزارة الصحة التونسية، حسبما أكد “جريبي”.

عاملان سمحا لدلتا بالتغول في تونس

ويقول المتحدث باسم المبادرة لـ "القاهرة 24"، إن الزيادة الكبيرة في الإصابات بفيروس كورونا في تونس، حاليا يُعزى إلى تسلل المتحور “دلتا” إلى البلاد بسبب عدم إغلاق الحدود كما ينبغي، ما سمح لهذه السلالة التي تنتقل أسرع 60 مرة من غيرها، بالانتشار في جميع أنحاء البلاد، وبالتالي وقوع حالات أكثر خطوة بين المصابين.

وذكر أن تباطؤ عملية التطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا، أحد الأسباب الأخرى في انتشار الفيروس، بجانب عدم إعطاء أولوية التلقيح للفئات الأولى بالتطعيم. 

تابع مواقعنا