الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"الرواية المنسيّة".. قصة كتبها الرئيس السادات وأخفتها جيهان (خاص)

السادات وجيهان
ثقافة
السادات وجيهان
الإثنين 12/يوليو/2021 - 03:23 م

توفيت السيدة جيهان السادات في وقت مبكر من صباح الجمعة، نتيجة تدهور حالتها الصحية إثر إصابتها السابقة بمرض السرطان، ونعت رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن والأسى قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأعلن السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، منح الراحلة وسام الكمال.

جاءت وفاة جيهان السادات، لتكتب نهاية للرواية الوحيدة التي كتبها الرئيس السادات قبل اغتياله في السادس من أكتوبر من العام 1981 في احتفالية القوات المسلحة بذكري انتصار أكتوبر بـ"المنصة" التي دفن فيها عقب اغتياله.

فما هي قصة تلك الرواية التي كتبها السادات واحتفظت بها جيهان السادات "جيجي" كما كان يُحب أن يناديها الرئيس السادات بعد الزواج؟.

السادات قارئًا وكاتبًا

 

كان الرئيس السادات قارئَا من الطراز الرفيع، حتى أنه كان يقضي ساعات طويلة في مُطالعة الكتب ولم يكن يكتفي بالقراءة باللغة العربية فقط، لكنه أجاد أيضًا القراءة باللغة الإنجليزية وزاد اهتمامه بها خلال فترة تواجده في السجن، والذي دخله مرتين على خلفية قضايا سياسية، أحدها الاتصال والتجسس لصالح الألمان في وقت الحرب، والأخرى بسبب اتهامه في قضية اغتيال السياسي المصري البارز آنذاك أمين عثمان.

وقبل أن يصبح السادات على رأس السلطة في مصر عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، كان قد خاض تجربة "الكتابة" في عدد من الصحف التي أصدرها مجلس قيادة الثورة لتكون "ناطقة باسم المجلس"، وكُلّف السادات بإدارتها.

ففي عام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية، وأُسند إليه رئاسة التحرير، وقبل ذلك خاض تجربة العمل الصحفي في دار الهلال، وهو الأمر الذي ساعده فيما بعد بإصدار جريدة الجمهورية.

وكتب السادات عن فترة العمل في دار الهلال، قائلا: "كنت أعمل صحفيًا في فترة من حياتي.. كنت مُحررًا في دار الهلال، وعرفت من تجربتي كيف تصدر الصحف الأسبوعية؟"، ثم وجاء عمله في “الدار” بعدما توسط له الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس للعمل بها، بعدما رفض أن يعمل السادات معه في جريدة روز اليوسف.

البحث عن الذات

وبعد اقترابه من السلطة السياسية في مصر وصولًا إلى توليه منصب رئيس الجمهورية، لم يتخلى السادات عن الكتابة مُطلقًا فأصدر ما يزيد عن 10 كتب من بينها “البحث عن الذات” وهو الكتاب الأشهر له، وتضمن قصة حياته التي كتبها بشكل كامل، وصدرت الطبعة الأولى منها في العام 1978.

كما أصدر السادات "يا ولدى هذا عمك جمال" وهو الكتاب الذي يقدم فيه تحليلًا لفترة الرئيس جمال عبد الناصر وآرائه، وكُتب على طريقة خطابات لنجل الرئيس السادات جمال، الذي سمّاه على اسم الرئيس جمال عبد الناصر، بجانب إصداره كتاب "قصة الثورة كاملة" الذي يُؤرخ فيه لثورة يوليو من مقعد المُشارك للثورة وفي صناعتها، والتي اختصرها في كتابه بجملة "أن الثورة لم تقم إلا من أجل شيء واحد.. من أجل أن يحكم الشعب نفسه بنفسه".

وللسادات كتاب يحمل عنوان "وصيتي"، ويحتوي على ثمار تجاربه في الحياة، ويكشف عنها ببساطة ويُسر، فقد كان حريصًا أن يتركها بين أيدي جموع الناس، وكتب على غلافه "هذه الثمار ليست دروسًا أو عِظات يفرضها صاحبها على الناس، بقدر ما هي قيم إنسانية عُليا استخلصها السادات من التجارب العديدة التي مرّ بها في حياته، فأصبحت تصلح لكل زمان ومكان لأن الأصل منها في نفس الوقت هو خير الإنسان".

السادات

رواية رومانسية.. مجهولة المصير

لم يخض الرئيس السادات تجربة الكتابة الروائية، ولم تصدر له أي رواية على الإطلاق، رغم تميز الكُتب التي أصدرها، وعلى رأسها البحث عن الذات من طبيعة أدبية تغيب حتى عن بعض الروائيون، ما يؤكد أن كاتبها يمتلك الأدوات الكاملة لإصدار رواية من ناحية الأدبية على الأقل.

لكن جيهان السادات كشفت عن مفاجأة، أن الرئيس السادات كتب رواية رومانسية، لكنها لم تصدر، ولم يعمل هو على نشرها قبل اغتياله في العام 1981، واحتفظت هي بالنسخة الوحيدة منها.

الرئيس السادات

وفي عام 2018، قالت جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خلال استضافتها في إحدى البرامج التلفزيونية: إن الرئيس الراحل كتب رواية رومانسية خلال حياته، ولم يتم الإفصاح عنها، مشيرة إلى أنها ستعمل على نشرها خلال الفترة المقبلة على أن تُخصص عوائدها إلى صندوق “تحيا مصر”.

وأضافت جيهان السادات أن الرئيس الراحل كان يُملي عليها هذه الرواية، وهي تكتبها، وتابعت: "أنا مُحتفظة بيها إلى الآن وسأنشرها، وأوجه عوائدها لتحيا مصر".

لكن رغم تلك التصريحات، لم يتم الكشف الرواية أو إعلان موعد مُحدد لإصدارها، أو عن وجود اتفاق لإصدارها، لكن في حال صدورها ستكون الرواية الوحيدة والأولى التي يُصدرها رئيس في تاريخ مصر.

مصادر من الأسرة: لا نعلم عنها شيئا وقد ننشرها في حال العثور عليها

قالت مصادر مقربة من الرئيس الراحل السادات، إن الأسرة لا تعلم شيئًا عن وجود رواية رومانسية كتبها الرئيس السادات، وكانت تحتفظ بها السيدة جيهان السادات، خاصة أنها حافظة للعديد من الأسرار والتفاصيل التي كانت تجمعها بالرئيس الراحل، ولم تُطلع أحدًا عليها.

وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24" أن الأسرة لن تُمانع في نشر الرواية في حال العثور عليها في مقتنيات الراحلة جيهان السادات.

تابع مواقعنا