بيرسي بيش شيلي.. الشاعر الذي لم تحرق النار قلبه
تمُر اليوم ذكرى وفاة "بيرسي بيش شيلي"، أحد أهم الشعراء الإنجليز، والذي توفي في 8 يوليو 1822.
ولد الشاعر في الرابع من أغسطس عام 1792 في برودبريدج، وعاش طفولة يسيرة وسعيدة، فوالده كان عضوًا في البرلمان، ووالدته كانت تمتلك أراض زراعية، مما جعله يحيا طفولة غير بائسة، فلم يكن عليه سوى التفرغ للعب واللهو فقط.
التحق بأكاديمية سيون هاوس في برينتفورد، لمتابعة دراسته، ولكن مستواه الهزيل وضعف تلقيه وفهمه عرضه للتنمر من زملائه حيث كانوا دائمي الاعتداء عليه.
وكان بيرسي يتعرض بشكل يومي للاعتداءات والضرب، وكان يبكي ويصرخ باستمرار، إلى أن انعزل عن من هم في سنه، وقرر الانطواء عنهم، حتى أطلقوا عليه "شيلي المجنون".
التحق بجامعة أكسفورد عام 1810، وكتب أول رواية له في نفس العام "زاستروزي" وبعدها "الصليب الوردي" وفي 1811 أصدر كتاب "ضرورة الإلحاد" والذي أدى إلى تمثيله أمام الجامعة واتخاذ القرار بفصله منها.
وفي أغسطس من نفس العام قرر الهرب مع حبيبته هاريت ويستبروك، وكان عمرها آنذاك 16 عامًا، واتجها سويًا إلى اسكتلندا، لكنه لم يسعد في حياته معها إلا قليلً،ا ولاحقًا اتهمها أنها تزوجته لأجل المال.
وفي الثامن من يوليو 1822، عثر على قارب بيرسي بيش شيلي، بعدما تحطم في عاصفة قرب خليج سبيتسيا الإيطالي، وعثر على بيرسي غارقًا ومعه أحد أصدقائه وقائد المركب، وكان حينها لم يتجاوز الثلاثين من عمره.
تم جلب الجثة لإحراقها على الشاطئ بحضور أصدقائه وزوجته، ولكن حدث أمر لا يصدق، وهو ما يقال أنه بعدما أشعلوا النار في جثمانه تبقى قلبه لم يحترق، فأقدم أحد أصدقائه على استخلاصه من اللهب، وأعطاه لزوجته وقتها ماري شيلي، وهي مؤلفة رواية فرانكنشتاين، والتي تعد من بواكير الرواية الحديثة في العالم، أحرقته واحتفظت برماده في مكتبها الخاص بعد ذلك.
حقق بيرسي شهرة ضخمة بعد وفاته وكان من الذين أثروا في فن الأجيال التالية له، وأعجب به كارل ماركس كثيرًا وهنري ستيفنز، وأوبتون سنكلير، والكثيرين مما يصعب عدهم، وله العديد من الاعمال الشهيرة مثل "أوزيماندياس" والتي كتبها للملك رمسيس، " بروميثيوس طليق " و" ملكة مؤاب" والعديد من الأعمال الأخرى التي انتشرت له في العالم أجمع.