الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صدور "عصفور الصدف" لعبد الرحمن حبيب عن هيئة الكتاب

غلاف الرواية
ثقافة
غلاف الرواية
الإثنين 05/يوليو/2021 - 10:50 ص

صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات معرض الكتاب رواية عصفور الصدف، للكاب عبد الرحمن حبيب وتدور أحداثها في أجواء ريفية في جزئها الأول، وتنتقل بعد ذلك ما بين القاهرة والكويت، وتستعرض عبر ثلاثة أجيال التحولات الاجتماعية في مصر بين الأربعينيات والعصر الحالي.

تبدأ الأحداث في إحدى قرى الوجه البحري عام 1947، الذي صاحبه انتشار الكوليرا وتتبع الرواية أثر الصدفة في حياة فتى ريفي يتيم يترك عائلته في العاشرة من عمره ليتنقل بين روض الفرج، والسيدة وزينب، والكويت، وإمبابة.

الرواية من نوعية الروايات التي تتبع حياة شخص من بدايتها إلى نهايتها بمعنى أنها تبدأ بميلاد البطل وتنتهي بوفاته، وتستعرض الرواية عبر شخصياتها المتعددة ملامح التغيرات الاجتماعية في مجتمع الطبقة المتوسطة، ومجتمع طبقة العمال، خلال فترات متوالية من التاريخ الاجتماعي المصري.

وتلقي الرواية الضوء على ما فعلته الغربة بالمصريين بدءا من فترتي الستينات والسبعينيات، من خلال شخصية البطل وعدد من الشخصيات الأخرى الذين قضوا مقاطع من حياتهم في الكويت خلال فترات متعاقبة.
 

وتختلط في "عصفور الصدف" الجدة، والطرافة، إذ تتطرق إلى المواقف التي تحركها الدوافع الاجتماعية خلال فترات مختلفة وتمزج ما بين الواقعية والغرائبيات، وهي تعتمد طريقة الراوي العليم. 

ومن أجواء الرواية:" دخل حسن القماح على مؤمنة ساحة بيتها، وهو يضع جلابيته على وجهه كاللصوص، فقد اعتاد ذلك بعدما فاجأته العلل، وجدها تضع حبات من التمر في يدها وتعد للخبيز أمام فرن بلدي من الطين فيما كانت هناك نسوة في الخلفية يعجن عجينا مطلقات صوتا أشبه بحفيف الرياح. كانت أغنية الخبيز تدور وسط هسيس النار، وصراخ بعض الأطفال الذين رعوا في البعيد.

كانت السيدة التي بلغت السبعين تجلس خارج منزلها الطيني المتهدم الذي لا تدخله إلا عند النوم، وكانت زوجات أبنائها اللائي يعجن وراءها معتادات على أن يأتيها بعض أهالي القرية بين حين وآخر للاستفادة من قدراتها السحرية وكراماتها التي رددتها وصدقها الناس. كان من بين كراماتها التي لا سبيل إلى إنكارها إمساكها أحد اللصوص بعد أن رأته في الرؤيا يفك أحد المصابيح.

 في ذلك اليوم المشهود صعدت إلى القاعة القبلية فوجدت اللص يفك المصباح بعد أن تسلل من الجزء الخلفي المتهدم للبيت كما رأت في الحلم تماما. صرخت فيه وأمسكته ثم أوسعته ضربا، وكان اللص مرعوبا لأنه لم يكن من القرية فسكن حتى أتى الخفير الذي يجلس أمامها الآن وأخذه إلى مركز الشرطة لينال عقوبته.

قالت لزوجات أبنائها أنها لو لم تصدق الرؤيا وتصعد للقبض على اللص في ذلك اليوم الصيفي الحار لعاشت بلا كرامات، فلا تبدأ قدرات الإنسان في الظهور إلا بعد إيمانه بها، وأسرت لهن بأنها كانت تتحرك دون وعي كما لو أنها منومة مغناطيسيا وأن اللص ساعدها على تجسيد أسطورتها لأنه كان خائبا للغاية لدرجة أنها أشفقت عليه بعد أن أخذه الخفير".
 

تقع الرواية في 197 صفحة، أما تصميم الغلاف فهو لسمير درويش ولوحة الغلاف لهيثم سعيد، وهي الرواية الثالثة لمؤلفها عبد الرحمن حبيب، إذ صدر له من قبل حفلة التجسس عام 2015 عن شمس للنشر والإعلام، وديوان هواجس الشيخوخة المبكرة عام 2017 عن دار روافد، ورواية انفصام في الشخصية عام 2018 عن دار روافد للنشر والتوزيع.

تابع مواقعنا