الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل الأزهر: مِلكية الموارد الضرورية لحياة الناس عامة لا يحتكرها أحد (صور)

الدكتور محمد الضويني،
تقارير وتحقيقات
الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف
الأحد 04/يوليو/2021 - 06:43 م

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، إن الإسلام قد سبق الحضارات الحديثة في العناية بالبيئة والارتقاء بها، وحمايتها من الفساد والتلوث، وذلك بوضع تشريعات خاصة وضوابط مُحكمة تدور حول العمارة والتثمير، التشجير، التخضير، النظافة، والتطهير، وغير ذلك من آليات تتجاوز حد المحافظة على البيئة إلى الإحسان إليها، واستثمار مواردها بما لا يضر بالتوازن الطبيعي.

الدكتور  محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف

وفي كلمته خلال المؤتمر الدولي الذي تعقده رابطة الجامعات الإسلامية بعنوان “دور الجامعات في ترسيخ الوعي البيئي نحو تحول الأراضي إلى بيئة صحية”، أكد وكيل الأزهر: “في الوقت الذي نُواجه التصحر الذي يضر بالأرض، فإننا نُواجه كذلك التصحر الفكري الذي يُعمق تصورات فاسدة وسلوكيات شائنة، تدعو لحرية مُطلقة في التصرف بالموارد، بما يضر بالأرض ومن على ظهرها”.

وأضاف وكيل الأزهر، أن أسباب التصحر زادت واحدة جديدة من خلال “نُدرة المياه”، التي قد تكون عاملًا طبيعيًا في مكان ما، ولكنها مُصطنعة بأيدي حكومات وأجهزة في أماكن أخرى، تعمل على تعميقها وتعظيم أضرارها بإقامة سدود على مجاري الأنهار، دون نظر إلى الحقوق الثابتة دينًا وقانونًا، وتاريخًا وجغرافية، وما يمس الإفساد في الأرض، وما يجب أن يتكاتف فيه العالم لوقفه قبل أن تنتقل عدواه إلى نظائره من الظروف المُشابهة، ما ظهر حديثا من ادعاء ملكية بعض الموارد الطبيعية، والاستبداد بالتصرف فيها بما يضر بحياة شعوب ودول بأسرها.

الدكتور  محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف

وأوضح أن الدين عند من يُؤمن به ويحترم قوانينه - يحكم حكما صريحًا بأن مِلكية الموارد الضرورية لحياة الناس هي ملكية عامة، لا يصح بحال من الأحوال، وتحت أي ظرف من الظروف أن يحتكرها فرد، أو أفراد، أو دولة أو تنفرد بالتصرف فيها دون سائر الدول المُشاركة لها في هذا المورد العام أو ذاك، ويأتي الماء بمفهومه الشامل، الذي يبدأ من الجرعة الصغيرة، وينتهي بالأنهار والبحار- في مُقدمة الموارد الضرورية التي تنص شرائع الأديان، على وُجوب أن تكون ملكيتها ملكية جماعية مُشتركة، ومنع أن يستبد بها فرد أو أناس، أو دولة دون دول أخرى.. فهذا المنع أو الحجر أو التضييق على الآخرين، إنما هو سلب لحق من حقوق الله تعالى، وتصرف من المانع فيما لا يملك.

وأشار إلى أن من يتأمل هذه التشريعات والأوامر والنواهي التي تعنى بالبيئة، يرى أنها تنتظم في سياق لا يجعل العلاقة بين الإنسان والكون علاقة مُسيطر بمسيطر عليه، أو علاقة مالك بمملوك، وإنما هي علاقة أمين بما استؤمن عليه، ولم تكن تلك الأحكام الإسلامية المتعلقة برعاية البيئة وإصلاحها وحمايتها مجرد قواعد أو تشريعات وضعية بحيث يمكن قبولها أو رفضها، وإنما جاءت أوامر إلهية، وتوجيهات ربانية توجب على المسلمين – وعلى العقلاء من سواهم - أن ينفذوها بما يقتضيه إيمانهم، وما توجبه عقولهم.

الدكتور  محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف

وتابع وكيل الأزهر: “إذا كان وصف الإيمان من أنفس ما يحرص عليه إنسان، فإن الإيمان لا يكون بالتمني ولا بالادعاء، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، ويكفي أن نفهم أن الصالحات التي تقترن بالإيمان في كثير من آيات القرآن، تتجاوز الصلاة والصيام والزكاة والحج حتى تشمل عمل ما يصلح الكون كله، ومنها قوله تعالى: ”إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا".

وأوضح وكيل الأزهر، أن العالم اليوم يركز على قضية مكافحة التصحر والجفاف، ويرمي إلى مضاعفة جهود تجديد خصوبة الأراضي المتدهورة، وهي قضية مهمة ومحورية؛ لما يتركه التصحر من آثار مدمرة على المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات، إلا أن المعالجة الصحيحة للتصحر تكون بمنع أسبابه، وليست أسباب التصحر محصورة في زحف الصحراء أو الكثبان الرملية على الأرض الخصبة، بل إن الأنشطة البشرية هي السبب الأكبر في وجود التصحر، ومن ذلك: التجريف، والتعدين، والزراعة غير المستدامة، وقطع الأشجار، وإزالة الغطاء النباتي، وغير ذلك.

وفي ختام كلمته، اقترح وكيل الأزهر على القائمين على المؤتمر عددا من التوصيات وهي:

أولا: غرس فكرة العناية بالبيئة والمحافظة عليها لدى الناشئة من خلال المناهج والكتب الدراسية والبرامج المختلفة.

ثانيا: تكاتف جهود مؤسسات المجتمع المختلفة، بدءا بالأسرة ومرورا بالمؤسسات التعليمية والدعوية والتثقيفية؛ للقيام بدورها التربوي والتوعوي؛ فإن إصلاح البيئة يحتاج إلى إنسان صالح أولا.

ثالثا: مناشدة الدول وحث الحكومات على سن القوانين والتشريعات التي تردع ملوثي البيئة بعقوبة مانعة، وملء الفراغ التشريعي في بعض البلدان.

رابعا: تبادل المعلومات بين الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية بشأن المشكلات البيئية بسرعة وبدقة، بعيدا عن الجوانب الإجرائية والشكلية، وذلك للانتفاع بها واستخدامها في مواجهة أي خطر يهدد البيئة.

خامسا: الحرص على القضاء على أسباب التصحر الفكري خاصة ما يتعلق بفهم ملكية الموارد، وأحقية التصرف فيها دون مشاركة من تتعلق حياتهم بهذه الموارد.

تابع مواقعنا