رجال يونيو|سامح عاشور: الإخوان احتجزوا الشعب والبرادعي تعامل على أنه مبعوث العناية الإلهية وهذه كواليس لقاءاتي مع السيسي ومرسي
الإخوان احتجزوا الشعب المصري ليكونوا الفائز الوحيد من ثورة 25 يناير
قلت لمحمد مرسي إن مصر ليست حزب الحرية والعدالة
اتصلت بالنائب العام عبد المجيد محمود وكذب رواية مرسي أنه قبل تعيينه سفيرًا بالفاتيكان
البرادعي كان يتعامل على أساس أنه مبعوث العناية الإلهية
سامي عنان أكد لي ضرورة توافق القوى الوطنية مع الإخوان
لحسن حظنا أن الإخوان إيديهم في الجيش ضعيفة
الإخوان ظلموا محمد مرسي بترشيحه للرئاسة
قابلت السيسي وهو رئيس المخابرات وتحدث معي عن فقر الشعب
كان سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، أحد أبرز الساسة إبان حكم الإخوان وبعد رحيل نظامهم السياسي في أعقاب ثورة 30 يونيو، وكان شاهدًا على العديد من التفاصيل والأسرار، وجمعه بمحمد مرسي عدة لقاءات دار فيها أحاديث سياسية مهمة.
“القاهرة 24” التقى نقيب المحامين الأسبق، للحديث معه ضمن سلسلة “رجال يونيو”، وكشف عاشور تفاصيل اتصالاته بالنائب العام الأسبق عبد المجيد محمود، عقب قرار إقالته من منصبه، وتفاصيل اللقاءات التي جمعته بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وسر الخلافات داخل جبهة الإنقاذ.. وإلى سياق الحوار كاملًا..
لنبدأ من اليوم الذي اعتبره كثيرون بداية النهاية.. كيف رأيت الإعلان الدستوري لمرسي وهل أجريت اتصالات سياسية عقبه؟
الإعلان الدستوري الذي صدر من الرئيس محمد مرسي كان بمثابة إعلان عن مقاصد جماعة الإخوان المسلمين في الحكم والانكشاف الأول والأكبر لخطط جماعة الإخوان المسلمين في السيطرة على البلاد، ولكنهم بدأوا في هذا باستعجال، وهذا من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الجماعة في التنصل من كافة التعهدات التي قطعتها، فهم أرادوا أن يحكموا بمفردهم وأن يحكموا دون رقابة قضائية وإقصاء كل الرموز، من أجل إزاحتهم من المشهد السياسي بطرق مختلفة وأساليب مشروعة وغير مشروعة ومحترمة وغير محترمة، فتعاملوا مع القوى السياسية بهذا الشكل، سواء كان الإقصاء من ميدان التحرير والشراكة السياسية، وإخراج البعض بطرق غير منضبطة، وبدأوا عقد تحالفات بقصد دخول البرلمان من خلال انتخاب البعض والتخلي عن البعض الآخر من أجل الوصول لحكم مصر 500 سنة وهذا الذي أزعج الشعب المصري ومن الممكن أن يكون قليلين أنا منهم أدركوا هذه الأبعاد من قبل فأنا أعلم أبعاد الإخوان منذ عام 2001 منذ انتخابات نقابة المحامين، فنفس النهج الذي اتبعوه في نقابة المحامين اتبعوه بعد عام 2011، بداية من نائب عام لا يجوز عزله واقتراح تعيينه سفيرًا لمصر في الفاتيكان، وإقالته من منصبة بطريقة سينمائية، وحصار المحكمة الدستورية لإعاقة اصدار أي أحكام تتعلق بتشكيل البرلمان، وتحصين قرارات رئيس الجمهورية من طعن قضائي وبالتالي لا يوجد أي رقابة قضائية على أي قرار، وهذا نوع من احتجاز للشعب المصري والثورة واختزالها في جماعة الإخوان، ليكونوا الفائز الوحيد مما حدث في ثورة 25 يناير.
من هم الرموز الذين ذكرتهم وماهي الطرق غير المشروعة لإقصائهم؟
كل الرموز غير الإخوانية وغير المؤمنة بضرورة حكم الإخوان لمصر.. صحيح أنهم بدأوا بالأخطر والأهم.. مثلًا الإخوان كانوا أول من التف حول محمد البرادعي ودشنوا له جمعية وجعلوا رموزهم حوله مثل عصام العريان، وأعتقد مرسي كان نفسه في هذه الجمعية، وتخلوا عنه، ودخلوا المجلس الاستشاري وضربوه، وجبهة الإنقاذ وضربوها، وانفصلوا تمامًا عن التوجه المصري العام، حيث كنا نفضل وضع دستور ليكون بنية للسياسة في مصر، لكنهم فضوا إجراء الانتخابات ومن ثم تشكيل لجنة لوضع الدستور من أجل استغلال العملية الانتخابية للحصول على الأغلبية البرلمانية هم وحلفاؤهم، ومن ثم يضعون دستورًا يخدم مخططاتهم من أجل السيطرة على مصر، وهناك قوى سياسية من غير الإخوان المسلمين أيدت الجماعة وقررت التحالف معهم على قوائهم الانتخابية وقبلوا أن يكونوا أرقامًا ضئيلة، وفي النهاية لفظوهم، حتى حلفائهم من الجماعات الدينية ومن الأحزاب السنية التي كانت موجودة في الشارع المصري ودخلت معهم في التحالف لفظوهم.
أنت ناصري.. كيف ترى تحالف الناصريين مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية؟
هناك ناصريون تحالفوا مع جماعة الإخوان وغير الناصريين أيضًا لكي لا نقتصر هذا على تيار واحد وفكر سياسي معين، فبعض الناصريين قبلوا التحالف مع جماعة الإخوان لأسباب اعتقدوا أنها وجيهة ونحن لا زالنا نرى أنها غير وجيهة، وهذا التحالف حدث فترة ولكن سرعان ما انكشف وكان لهم أن يجربوا ليعرفوا جماعة الإخوان.
هل أجريت اتصالات مع النائب العام عبد المجيد محمود وأحمد الزند.. وكيف تحركت وأنت كبير المحامين بعد إقالة النائب العام؟
أذكر هذا جيدًا، فيوم تعيين المستشار عبد المجيد محمود سفيرًا في الفاتيكان كان الرئيس محمد مرسي في نقابة المحامين، من أجل حضور احتفال المئوية، ونحن في استقباله سألني عن رأيي في قرار تعيين عبد المجيد محمود سفيرًا في الفاتيكان، وسألته عن موافقة عبد المجيد محمود فقال لي إن المستشار الغرياني أبلغه أن النائب العام وافق على القرار، فقلت له إنه من المستحيل أن يكون وافق لأنه ستكون هناك خطورة إذا كنت قد اتخذت القرار من أجل نقله، فأكد لي أنه موافق.
اتصلت بالمستشار عبد المجيد محمود في ذلك الوقت فأكد لي أنه لم يوافق وذكر أنه إذا ذكر أحد موافقته على هذا القرار سيخرج فورًا لتكذيبه وقال إنه لن يرحل إلا بقراره.
أما المستشار أحمد الزند، دعاني لمؤتمر كبير في دار القضاء العالي باعتباري نقيب المحامين في ذلك الوقت، وشاركنا وأعلنا رفضنا للإجراءات وما تم من إعلان دستوري وما تم من إقصاء للنائب العام وهيمنة سياسية على مقاليد البلاد، وكانت معركة شرسة وأنا فخور بها لأننا كنا ندافع عن نقابتنا والمحاماة وغالبية المحامون، والإخوان كان أغلبية في مجلس النقابة في هذا الوقت، وسألوني عن حضوري مع أحمد الزند رغم إهانته للمحامين، فذكرت لهم أن الخلاف مع القضاء والمستشار أحمد الزند لا يعني الاختلاف حول استقلال القضاء ولا يمكن أن نفرط في استقلال القضاء فلا يوجد استقلال للمحاماة دون استقلال القضاء وإذا انهار القضاء فالمحاماة ستنهار، وفي النهاية الفصل بين الأمرين فصل متعسف وغير دقيق، وتحملنا المسئولية وخضنا التجربة وانتصرنا.
ما كواليس انضمامك لجبهة الإنقاذ؟
لم يضمني أحد للجبهة، بالأساس كنا نتشاور في حزب الوفد الذي كان مؤهلا للاجتماع، وعندما زاد عدد الرموز المشاركين قررنا الإعلان عن الجبهة بلا رئيس وأن نكون شركاء، وكان حزب الوفد هو المقر إلى أن انتهى دور جبهة الإنقاذ ومعظمنا كان جزءا من المجلس الاستشاري الذي كان يتعامل مع المجلس العسكري، وانتقلنا بعد ذلك إلى جبهة الإنقاذ ولم يكن هناك رئيس ومرؤس ولكن كان هناك مجموعة هي المكون الأساسي للجبهة.
كان لك لقاءات مع محمد مرسي ماذا قلت له؟
هناك جزء ذكرته متعلق بالحوار الأول لأني عندما تحدثت مع عبد المجيد محمود كنت أتحدث من أجل أن استوثق مما قلته للدكتور مرسي وعلمت أنه لم يوافق وأخبرته إني أشك أن يكون عبد المجيد محمود قد قبل بإقالته من منصبه، وفيما يتعلق بالجمعية التأسيسية ذكرت في الاحتفالية التي حضرها محمد مرسي أننا مختلفون حول تشكيل الجمعية التأسيسية وأنها جمعية إخوانية ستؤدى إلى دستور إخواني وإلى اتجاه واحد ورفضت المشاركة فيها رغم أني كنت مرشحًا ضمن المائة، لأني كنت أرى أن دوري سيكون صوريا لتمرير ما يحدث من تعديلات لصالح جماعة الإخوان المسلمين، ومرة ذكرت له أن مصر ليست حزب الحرية والعدالة لأن مصر ليست الإخوان المسلمين وبها تنوع سياسي كبير وعريق من قديم الأزل.. الإخوان المسلمين ممكن أن يكونوا جزءا منه لكن لن يكونوا الأساس.
وكان هناك لقاء مع مرسي في المجلس الاستشاري لأننا كنا نناقش وضع إعلان دستوري ينظم اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية وكان الإخوان مصممين على أن تكون الانتخابات البرلمانية أولًا ثم البرلمان يختار الجمعية التأسيسية ووضعنا تصور أن تكون عضويات الجمعية التأسيسية بالمواقع وليس بالأسماء، مثل رؤساء الأحزاب والهيئات القضائية والنقابات والجامعات، بحيث أن تكون جميع الشخصيات منتخبة دون تواطئ وستجد جميع التنوع المطلوب، واقتنع الدكتور محمد مرسي خلال حوار المجلس الاستشاري وبعدما تشاور مع قيادات مكتب الإرشاد أبلغنا بعدم موافقة الإخوان على المقترح.
هل كان مرسي متفقًا مع الطرح الوطني وكان هناك قوى أكبر منه رفضت ذلك التوجه؟
ليس لهذه الدرجة، فمكون قيادات جماعة الإخوان المسلمين لا يصلون إلى هذا المرحلة إلا إذا أصبحوا جزءا من السيستم، فهم يدركون أنهم لا يستطيعون منح الموافقة أو الرفض قبل موافقة الجماعة، وعليه أن يتعامل بتحوط ويبدي قبوله للاقتراح ولكن في النهاية ليس صاحب القرار وهذا ما أسميه أبلكيشين جماعة الإخوان المسلمين، والداخل في هذا النظام لا يستطيع الخروج منه ولا اتخاذ الخطوة الثانية قبل الأولى، وبالتالي هم جزء من هذه المنظومة ولا غريب عليهم أن يتراجعوا ولا يستحوا فالذي يفكر من دماغه يرحل من الإخوان فورا، وأنت تذكر عندما انتخب محمد مرسي خرج المرشد بتصريح غريب وذكر أنهم أحلوا محمد مرسي من قسم الجماعة، وأنا أتذكر هذه التصريح جيدًا، فقسم عضو الإخوان أعلى من أي قسم آخر وحتى قسم رئاسة الجمهورية، وبالتالي كان في انتظار أن يحل منه، فماذا لو لم يقم المرشد بحله قسمه، سيكون لصالح من؟.. في النهاية الانتماء للإخوان أعلى من أي وظيفة أخرى مهما كانت سواء تعلقت بالدولة أو الوطنية أو الدين أو السياسية أو أي شكل من الأشكال.
ما هي الصدامات التي جرت داخل النقابة المحامين وهل تلقيت تهديدات؟
لا يوجد تهديد مباشر ولكن كان هناك تهديد بإجراءات ملتوية، واعتمدوا على قاعدة “الجزرة والتلويح بالعصا”، ولكن ولا عصا تنفع معانا ولا الجزرة كذلك، وأنا من التسعينيات في هذه المعركة وأعلم قدر مصداقية الإخوان، فهم خصم رئيسي لي أنا شخصيًا، والعدو الأول للوطن والمحاماة، لأن المحاماة لهم وسيلة فانتماؤهم ليس للمهنة ولا حتى لمصر ولكن لتنظيمهم، فحكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر يحكم ولائهم، والمحاماة بالنسبة لهم محطة لتمويلهم والإنفاق عليهم والاستفادة وتوجيه الرأي العام، خاصةً أن النقابة منصة مهمة جدًا ومسموعة جدًا، والوصول إليها يؤثر في الرأي العام والسياسية العربية والخارجية حتى، فلماذا لا تكون تحت سيطرتهم بالكامل؟.
أريد أن أذكر أيضًا أنهم حاولوا توصيل رسائل لي عن طريق شخصيات لها علاقة بي مفادها “خلي بالك” “بتندفع مع دول ليه” “ايه المنصب اللي نفسك فيه” وهكذا من رسائل ترغيب وتهديد.
لننتقل إلى جبهة الإنقاذ مرة أخرى.. هل حقا كان هناك خلافات سياسية كبيرة بين قادتها؟
لم نكن جبهتان جبهة للبرادعي وجبهة لعمرو موسى، ولم يكن أحد ليقبل أن يكون مع البرادعي أو موسى لأن الجبهة جاءت بطريقة غير مرتبة لتواجد مكوناتها في المشهد السياسي والساحة السياسية بالفعل.. ساحة كانت تضم شخصيات بارزة وشخصيات حديثة خرجت لأول مرة واختفت، وأيضًا كان هناك أشخاص كانوا زعماء بالصدفة، فمصر مرت بمراحل سياسية كثيرة من 77 و81 و2009 ولم يظهروا إلا في 2011 و25 يناير.
بالتأكيد كان يحدث خلافات، فخلفية الرجل الذي عاش عمره خارج مصر فكيف يتحدث عن التفاصيل السياسية التي لم يرَها ولم يعشها، والآخر خرج من نظام مبارك وعاد فكيف ستكون مصداقيته للاستمرار، ألم يكن ابنا للنظام القديم؟.. لكن ففي المجمل كانت تجربة ناجحة ومن رأيي أن جبهة الإنقاذ كانت تقدم حلولا واقتراحات يصعب تقديمها من جهة سياسية واحدة، فلم يكن يستطيع أن يقدمها الوفد بمفرده والناصري بمفرده.
إذن كيف ترى عمرو موسى ومحمد البرادعي؟
كل شخص له حساباته الخاصة ورصيده القديم الذي جاء به ليكمله، فمحمد البرادعي جاء وهو يتعامل على اعتبار أنه مبعوث العناية الإلهية لمصر، والتفت حوله الجمعية المصرية للتغيير و"عاش الدور فيها وتلبسه" وهم نجحوا في إقناعه لفترة معينة بذلك وبدأوا في التخلي عنه وتركوه وصار وحيدًا، وعمرو موسى قادم من نظام قديم مرتبط بخروجه من جامعة الدول العربية والناس توسمت فيه خيرًا.. شخص مقبول ووسيم ولسان طيب وقدم على هذا الأساس.
هل حضرت الجلسات الخاصة مع اللواء العصار أو الفريق السيسي آنذاك؟
أول لقاء حضرته مع الفريق العصار واللواء السيسي آنذاك، مدير المخابرات الحربية، إبان ثورة يناير، وكنا نتحدث في جميع التفاصيل ما حدث وما يجب أن يكون وعلاج الحالة الاقتصادية، والحقيقة انا لفت نظري أن السيسي تحدث عن حالة الفقر عند الشعب المصري وضرورة تجهيز الأكل والطعام لأن المصريين كانوا سيصلون في وقت معين لن يجدوا الطعام.. المرحوم العصار كان رجلًا رزين وعاقل وكنا نشعر أننا نجلس مع فرقة وطنية.
كيف كان التواصل بين جبهة الإنقاذ والقوات المسلحة؟
ما ذكرته كان الدعوة الأولى لي، وبعدها اشتركنا في المجلس الاستشاري وارتبطنا بالمجلس العسكري وبدأنا نتحدث في السياسة وإن كانوا هم أصحاب القرار إلا أننا كنا نقدم المشاورة، ووقفت عند الإعلان الدستوري المتعلق بتأسيس الجمعية التأسيسية لأننا كنا على إصرار أن تكون المجموعة التي ستعد الدستور منتقاه دون تمييز وأذكر عند لقائي بالفريق سامي عنان عند خروجي قلت له "الشعب يعتقد أنكم ديابة" لأنه أكد على ضرورة التوافق مع الإخوان.
من وجهة نظرك لماذا رفض الإخوان مقترح وزير الدفاع ثم وثيقة السلمي للخروج من الأزمة؟
الإخوان كان متصورين أنهم من الممكن أن يعملوا بحساباتهم ولحسن حظنا أن أيديهم في الجيش ضعيفة أو تقريبا مفيش..وهذا أنقذنا لأن الوقت المسلحة مؤسسة وطنية ولا يوجد فرق بين السيسي والمشير طنطاوي في الوطنية، أسبقية فقط، فالقوات المسلحة والخارجية والري تربي أبنائها على الوطنية، وفي القوات المسلحة بشكل أكثر وضوحًا، فالوطنية هي السمة الأساسية فلم يكن للإخوان اختيار شخص موالي لهم لعدم وجود خيارات لديهم.
الدكتور على السلمي كان جزء من المجلس الاستشاري بالمناسبة وشخصية محترمة وهذا كان اقتراحه هو وليس المجلس أو جبهة الإنقاذ.. صحيح كثيرون وافقوا عليها لكن لم تكن محل إجماع.
هل كنت حقا تدرس الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية وما سر تراجعك؟
كانت فكرة موجودة في 2012 لكن التسابق الذي كان يجري في الساحة لا يمنح أحد فرصة والمناخ لم يكن يسمح وتزاحم غير رشيد وهو ما أدى إلى فوز مرسي.. وبعد مرسي كانت الحسابات قد تغيرت، كان دخول السيسي في المشهد السياسي حاسم في هذا الموضوع لأن الجميع تعلق بحماية القوات المسلحة وتطلعت لهذا الرجل من لأجل القيام بهذا الدور ولذلك كنت أقول دومًا السيسي كرئيس للجمهورية لا يوجد شخصية صاحبة فضل عليه، فالناس دفعته بلا تمييز ولا أحد يستطيع أن يقول أنا صاحب الفضل في نجاحه، فالتيار كان كذلك ولا يستطيع أحد أن يزاحمه ولم تكن الرئاسة هدف في ذاتها للسيسي، ولكن وسيلة للحفاظ على البلاد، وهو ما تحقق.
قيل عن السيسي أنه وزير متدين وإخوان وما إلى ذلك.. كيف ترى تعامل السيسي في الأزمة؟
رسائل السيسي كانت واضحة عندما كان وزيرا للدفاع وكان يتدخل لإصلاح الأمور ومن أجل الاستقرار، وأنا أذكر أنه دعا جبهة الإنقاذ لميعاد تأجل وأعتقد ان مرسي رفض وكان يريد أن تحتضن القوات المسلحة هذا الحوار ولم يكن في باله أن يكون رئيسًا للجمهورية.
ما رأيك في القول بأن تمرد صنيعة الأمن و30 يونيو انقلاب عسكري؟
الأمن لو كان يستطيع إسقاط مرسي كان حافظ على مبارك.. تمرد لم تكن أبدًا صنيعة أمن، أما في 30 يونيو فحدث نفس ما حدث في 25 يناير، القوات المسلحة اختارت أن تقف مع الشعب.. “اشمعنا في يناير حلال وفي 30 يونيو حرام؟".
هل كان محمد مرسي طيب وظُلم؟
هذا كلام غير صحيح.. وإذا كان هناك ظلم فجماعة الإخوان هي التي ظلمت محمد مرسي ووضعوه في مكان هو غير راغب فيه ولم يكن في قدر المسئولية.. ولكنه جزء من منظومة ولم يقدم من اللحظة الأولى على أنه المرشح الرئاسي للإخوان، وهذا أكبر دليل أنهم ظلموه.