"القاهرة 24" يواصل الانفراد بنشر نبوءة أسامة أنور عكاشة عن السيسي: يحيى الفخراني رُشح للبطولة (نص بخط اليد)
لم تكن الأوضاع السياسية في مصر في أفضل حال عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2005، وفاز بها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بفارق كبير عن أقرب منافسيه أيمن نور، رئيس حزب الغد، وسط اتهامات كبيرة بتزوير الانتخابات وتلفيق تهم لأيمن نور والزج به في السجن.
في ذلك التوقيت مكث أسامة أنور عكاشة في منزله، يتأمل الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر، ممسكًا بقلمه وحزمة أوراقه ليبدأ رحلة جديدة من الكتابة كعادته التي لم يمل منها أبدًا، ولكن تلك المرة القلم دون مفاجأة والأوراق حملت نبوءة ربما تكون قد تحققت بعد أكثر من 8 سنوات من الكتابة.
"القاهرة 24" ينفرد بنشر نص كتبه الراحل أسامة أنور عكاشة، كان يمثل معالجة درامية لمسلسل لم يرَ النور وحمل اسم "حارس الجنة"، نشرنا الجزء الأول منه، وفي السطور التالية ننشر جزءه الثاني.
الكاتب الكبير قال في "حارس الجنة" إن بطلًا شعبيًا اسمه "السيسي" يظهر في حي الجمالية لخدمة الناس واسترجاع الحقوق الضائعة لينتشلهم من أزماتهم ويحل مشاكلهم المعقدة.
يقول عكاشة في نصه: "ظل الوضع هكذا حتى ظهر جابر السيسي، وظهرت معه كل الحقائق التي كانت خافية، ويجند جابر نفسه لاسترجاع الحقوق الضائعة لنفسه ولغيره ويدخل في حلقة صراع شرس مع ورثة المحامي، كما فعل الأب مالك الأرض الأصلي حين عين السحرتي وصيًا على أولاده، لجأوا هم بدورهم إلى جابر السيسي ووضعن أنفسهن تحت حمايته ووصايته، وضمن أحداث هذه الحلقة يستطيع السيسي أن يفهم الدنيا بشكل أفضل".
الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي راهن على التفاصيل والزمان، أراد أن تصل رسالة معينة في حالة خروجه للنور، ألا وهي أن للجنة حارسًا يحميها، وهذه الجنة وفق نص “عكاشة” هي مصر، وحارس الجنة هو “السيسي” بطل الرواية، الذي أعاد للأذهان زمن البطولات الشعبية، فأعاد لسكان حي الجمالية حقوقهم الضائعة، وهذا ما حدث نفسه بالضبط في مصر بعد ثورة 30 يونيو.
ومن الكواليس التي ننفرد بنشرها أن أسامة أنور عكاشة، رشح النجم الكبير يحيي الفخراني، الذي وافق على المشروع بشكل مبدئي، ثم انشغل بمشاريع أخرى، ما أدى إلى تعثر خروج هذا المشروع للنور.
وبحسب ما نشرناه في الحلقة الأولى من الانفراد، كان “عكاشة” حزينًا لما جرى في مشهد الانتخابات الرئاسية عام 2005، فعجزه عن تحويل “حراس الجنة” إلى عمل درامي كبير، لم يمنعه عن الإسقاط على الأوضاع السياسية في مصر، فعاد للكتابة للمسرح وبدأ التحضير لمسرحية “ولاد اللذينة” التي شارك في بطولتها كل من محمود الجندي، محمد متولي، يوسف داود، عمرو عبد العزيز، وبدأ عرضها في مسرح ميامي بوسط البلد.
وكان المشاهدون يخرجون من العرض وهم يرددون كلمة “شرمرينا” التي سمعوها للمرة الأولى في حياتهم من خلال العرض، فأثناء العرض كان البطل الرئيسي يُحمل مسئولية الأوضاع الفاسدة في مصر إلى طبقة يطلق عليها اسم "شرمرينا"، ويظل المشاهد يجهل معنى الكلمة إلا أنه مع نهاية العرض يفسرها محمود الجندي، ويقول إنها اختصار لكلمتين هما "شرم الشيخ" و"مارينا"، في إسقاط للمنطقتين اللاتي شهدتا حياة رموز النظام السياسي آنذاك.
الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في كل مسلسل قدمه خلال مشواره بالتليفزيون يمثل رحلة، ففي مسلسل" ليالي الحلمية" كانت رحلة البحث عن الهوية المصرية من خلال تاريخ وطني، وفي مسلسل "رحلة السيد أبو العلا البشري" كانت رحلة "دون كيشوت" المقبل من زمن مختلف ليواجه مجتمعًا قاسيًا لا أخلاق له، وفي مسلسل "ضمير أبلة حكمت" تخوض البطلة رحلة صراع الشرف والضمير بشموخ وكبرياء في مواجهة البلادة والتسيب، وفى مسلسل "الراية البيضاء" المواجهة بين القبح والجمال، وفي مسلسل "زيزينيا" يبحث البطل عن سر وجوده، وفي مسلسل "امرأة من زمن الحب" يتحدث عن رحلة البطلة في تمسكها بمبادئها في زمن اختلت فيه القيم.